ابتسام الخفاجي
وجه قتله الدم الازرق
وقوفي في ذهني يحيرني ...
استيعابي لتلك التفاهات .. ياءخذني الى عالم الجن
كما معايشتي في بئر نتن .. يستحيل دمي لعابا لتلك الشياطين الممدودة
على نتوءات الجدران الميتة .. واعود الى مكاني اجد نفسي واقفة فيه .. لا حركة
كما انه يبدو كنت سائرة فيه أعواما .. وأستعيد في نفسي الف صورة. ... لتلك
الرؤوس المقطوعة بلا وجوه . اعبر فوق جماجمها جسرا بعيدا طويل .. تمر
من فوقه هامات محنّطة .. وانا .. انا أسير وسط الزحام مذعورة ، مخنوقة
بالصمت ، اغرق بالدموع .. اغسل خطايا هوءلاء ! والخطايا بقايا عصفور
ترابي قتل غدرا دون ان يتكلم .. دون ان يطلب عشا اخر لأطفاله الصغار
بدل عشه الملطخ بالدم الأزرق .. اركض اسابق جنازة الحائرين .. احفر
في اعماق ، قبرا . وعندها أقف امام المراة ارى وجها شاحبا قتلته السنين
كما قتلوا العصفور الترابي .. وأمحو من وجه بقايا خطايا المستضعفين
امقت هذا الوجه الملعون الذي كان يسابق تلك الهامات .. الى الجحيم
هامات الرجال القوية .. تنصهر في أشد من النار .. تحترق كما يحترق الرماد
يستحيل البشر رماد .. رماد اسود رائحته كرائحة الارض المخنوقة بالدم ..!
مذعورة .. خائفة ، كانني في كابوس رهيب .
مازال الصوت يغمر مسامعي بقوة .. بعدها نحيب خافت .. محتضر
وتلك الصورة لتلك الملعونة التافهة مازال فيها لبعض ملامحها المتلونة
تقف امامي كالشبح المفزوع .. اريد ان أكلمها لا استطيع .. اريد ان ارسم
وجها بدون ملامح .. بدون ان ازرع في عينيها ساءم الغابات الشتوية
اريد ان اخترق داخلها .. أضيع بين اشواك مدببة مسمومة يقتلها
الدم الاءزرق .. الذي تقتات عليه ، آه على تلك الهامات السائرة فوق الجسر
بدون ارادتها ، التربة التي منها نبتت .. نمت فيها تلك الهامات الراحلة الى
بئر نتن بدون هوية ولا تاريخ ميلاد .
ابتسام الخفاجي
٢٩ / ٣ / ٢٠١٨
820 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع