علي الزاغيني
(المرأة - الرجل ) الحب ما بعد الزواج (٨)
لا تعرف ما يخبئ لك القدر ومهما حاول الشخص امرأة كانت او رجل ان يختار شريك حياته بمحض ارادته او كما يقال بالقسمة والنصيب ومهما كان الاختيار بارادة الشخص او بدونها يبقى مرهوناً بالعلاقة الجيدة والتعامل اللطيف سواء من الرجل اوالمرأة وبالتالي تمضي عجلة حياتهم بمدى علاقتهم الجيدة او عكسها وهذه العلاقة سيكون لها الاثر المباشر على حياتهم وبكل تأكيد ينعكس على ابنائهم وتربيتهم بالمستقبل .
السيدة (ب ) انسانة مثقفة خفيفة الظل حاصلة على شهادة جامعية قبل الحرب كانت تعمل مترجمة في المنظمات الدولية وهذا ما اتاح لها مساحة كبيرة من الاختلاط وبناء علاقات اجتماعية جيدة , تعرفت على شريك حياتها من خلال عملها ولكن بعد فترة من زواجها قرر زوجها ان تترك العمل لترعى اطفالها وخصوصا ان زوجها ليس بحاجة لراتبها وبكل تاكيد وافقت لتكون بقرب اطفالها , وهكذا استمرت حياتها بين الاطفال والبيت وادارة شؤونه حتى لاح في الافق شبح الحرب ومع انتهاء الحرب تغيرت كل الموازين فبعد ان كان زوجها من يعيل العائلة وجد نفسه خارج قوس بعدما فقد وظيفته ورتبته العسكرية ومنصبه وهذا ما جعله في حيرة وقلق دائم وهذا له تاثيره النفسي الواضح الكبير وهذا التاثير النفسي انعكس على سلبياً على زوجته وابنائه ويحاول من خلالهم ان يفرض الاوامر وكانهم جنود لديه وعليهم اطاعة الاوامر وتنفيذها فقط .
السيدة (ب) حصلت على وظيفة بعد الحرب واستمرت في حياتها لتعوض ما فاتها بعدما اصبح ابنائها ليسوا بحاجة اليها وانها بحاجة الى الراتب لتساعد زوجها في مصروفات البيت ومتطلبات ابنائها وترفع عن كاهله الكثير , لكن على مايبدو ان زوجها لم يستسيغ ان تعود للعمل وهذا ما اثار حفيظته واعتبره عصيان لاوامره مما جعل حياة من في البيت جحيم رغم حاجته للمال ليعوض راتبه , يوم بعد يوم اصبحت حياتها لاتطاق داخل البيت ودائما ما تحاول ان ترضيه بكافة الوسائل لكنها فشلت بسبب عناده وتزمته برائيه , لذا وجدت من العمل راحة لتنسى همومها وماتعانيه من اهمال من زوجها الذي حَجَم دورها بعدم الاعتماد عليها في ادارة امور البيت ولا سيما بعد زواج ابنها البِكْر وهذا ماعقد الامور بشكل كبير وشَكل انعطافة كبيرة بحياتها بعد ان اصبح اعتماد الزوج على زوجة ابنه في كل متطلبات البيت واهماله لزوجته , ولم يقتصر الامر عند هذا الحد بل طردها اكثر من مرة من البيت لكنها سيدة البيت ولها كرامتها ماذا سيكون موقفها امام ابنائها واهلها والمجتمع علما انها شارفت على التقاعد ماذا يكون مصيرها ومصير باقي الابناء الذي يعانون من قسوة الاب وتقصيره اتجاه ابنائه من خلال معاملته الغير جيدة مع والدتهم .
الشعور بالغبن وفقدان المنصب والهيبة قد تولد لدى البعض الاحباط وعدم المقدرة على مواصلة الحياة بدون ان يكون لهم دور لهم في المجتمع وهذا خطأ كبير وشعور باليأس يجعل الانسان في دوامة كبيرة جعله يتخبط بقرارته وعدم ادراكه تصرفاته وما ينتج عنها من اجحاف بحق عائلته وسعادتها , وعليه ان يكون اكثر واقعية ويعيش حياته كما هي ليس من اجله فقط وانما من اجل عائلته ومصيرها وما يكون مصيرها من تشتت وضياع اذا ما حدث ما لم يكن بالحسبان وانفصل الزوجين .
السيدة (ب) عليها ان تكون اكثر حكمة واكثر صبرا وان تتحمل تصرفات زوجها رغم ظلمه واهماله المتعمد لها وان تساهم بشكل كبير في متطلبات البيت ولا تأخذ دور المتفرج او المهزوم فقط وعليها ان تنتصر على يأس وظلم زوجها ولا تهرب امام غطرسته وتَسلط زوجة الابن التي استطاعت ان تكسب ثقة زوجها ووالده بطريقة ما وتعيده الى جادة الصواب لعلها تبقى شمعة الامل متقدة في اسرتها دون ان يكون شرخ كبير في عائلتها .
994 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع