بدري نوئيل يوسف
من حكايات جدتي ... الثالثة والسبعين
الحجر السحري والتعاون
في هذه الليلة حدثتنا جدتي عن موضوع مهم للغاية، وهو تعاون الجميع لتنفيذ عمل ناجح، فكل واحد يمكنه أن يقدم مساعدة بسيطة ينتج عنها في النهاية إنجاز رائع، وأرجو منكم يا اولادي أن تتعلموا من هذه الحكاية درسا في حياتكم، عندما يعمل الإخوة معا تتحول الجبال إلى ذهب.
كان يا ما كان وعلى الله التكلان: كان هناك رجل عجوز ظل يسافر في أرجاء الهند حتى وصل إلى قرية صغيرة، كان الرجل يحتاج إلى طعام وشراب فاقترب من أحد الأكواخ وطرق الباب، فتح صاحب الدار الباب سأله: ماذا تريد؟ أجابه الرجل العجوز: لقد ظللت أسافر لأيام عديدة فهل يمكن أن تعطيني بعض الماء والطعام؟
نظر صاحب الكوخ إلى الرجل العجوز في ثيابه الرثة وقال: ليس لدي ما استغني عنه اذهب لحال سبيلك. ثم طرق الرجل العجوز باب الكوخ التالي وطلب ماء وطعام، ولكن مرة أخرى اغلق صاحب الكوخ الباب في وجه العجوز. بعد ذلك طرق الرجل العجوز باب الكوخ الثالث، فتحت الباب امرأة ورأى الرجل العجوز أطفالها يلعبون بالداخل، طلب الرجل من المرأة أن تعطيه بعض الطعام والشراب، ولكنها ردت عليه قائلة: كيف أطعمك وأنا بالكاد أستطيع إطعام أطفالي. رأى الرجل العجوز أن المرأة تريد أن تساعده بالفعل، وأن لها قلباً طيباً، عندها سألها الرجل: هل لديك إناء للطبخ؟ ردت المرأة: بالطبع لدي.
قال الرجل العجوز: حسناً لدي في جيبي حجر سحري، إذا ملأت إناء الطبخ ماء، وألقيت فيه الحجر فإننا نصنع حساء، لم تشعر المرأة بالطمأنينة تجاه ما يقوله الرجل العجوز ولكنها قررت أن تفعل ما يطلبه.
دخلت المرأة والرجل إلى الفناء الخلفي للكوخ، ووضع إناء مملوء ماء فوق النار، عندها دس الرجل العجوز يده في جيبه وأخرج الحجر ووضعه في الإناء، أخذ الرجل الملعقة الخشبية وتذوق الحساء، نظر إلى المرأة وقال لها: إن طعم الحساء جيد ولكنه يحتاج إلى شيء آخر، هل لديك جزر؟
كان لدى المرأة بضع جزرات فذهبت وأحضرتها وأضافتها إلى الحساء، بدأ الرجل يتذوق الحساء مرة أخرى ولكنه لم يعجب به، سألها الرجل العجوز: هل لديك بطاطا؟
أجابت: لا، وفي ذلك الوقت كان بعض أهل القرية قد سمعوا بحكاية الرجل العجوز، وتجمعوا ليعرفوا ما يحدث.
عندها قالت إحدى النسوة: أنا لدي بطاطا وذهبت وأحضرت بعض حبات من كوخها، وأضافتها إلى الإناء، تذوق الرجل العجوز الحساء مرة أخرى ولكنه لم يرض عنه وقال: إنه بحاجة إلى بعض البصل، عندها تطوعت إحداهن وأحضرت البصل، استمر الأمر على هذا المنوال لبعض الوقت، وفي كل مرة يضيف أهل القرية شيئاً جديداً إلى الحساء.
وأخيراً تذوق الرجل العجوز وابتسم وقال: إنه أصبح رائعاً.
غمس الرجل الملعقة الخشبية وأعطاها للمرأة التي ساعدته أولاً، تذوقت المرأة الحساء وقالت: إنه رائع بالفعل ثم مررت الملعقة إلى المتجمعين حولها، وبدأ الجميع يستمتعون بالحساء الذي شارك الجميع في صنعه.
في هذا اليوم، تعلم أهل القرية درساً مهماً للغاية، فقد تعلموا عندما وحدوا جهودهم ومواردهم، فإن كل واحد منهم استفاد على الرغم من أن كل واحد ينقصه شيء، وهكذا وفروا الطعام والشراب لأبنائهم.
وهناك حكاية أخرى تقول: أن أحد الحكام في الصين وضع صخرة كبيرة على الطريق الرئيسي فأغلقه تماماً، ووضع
حارساً ليراقبها من خلف شجرة ويخبره بردة فعل الناس، مر أول رجل وكان تاجر كبير في البلدة فنظر إلى الصخرة باشمئزاز منتقداً من وضعها دون أن يعرف أنه الحاكم، فدار هذا التاجر من حول الصخرة رافعاً صوته قائلاً: سوف أذهب لأشكو هذا الأمر، سوف نعاقب من وضعها.
ثم مر شخص أخر وكان يعمل في البناء، فقام بما فعله التاجر لكن صوته كان أقل علواً لأنه أقل شأناً في البلاد.
ثم مر ثلاثة أصدقاء معاً من الشباب الذين ما زالوا يبحثون عن مستقبلهم في الحياة، وقفوا إلى جانب الصخرة وسخروا من وضع بلادهم ووصفوا من وضعها بالجاهل والأحمق والفوضوي، ثم انصرفوا إلى بيوتهم.
مر يومان حتى جاء فلاح عادي من الطبقة الفقيرة ورآها فلم يتكلم وبادر إليها مشمراً عن ساعديه محاولاً دفعها طالباً المساعدة ممن يمر فتشجع أخرون وساعدوه فدفعوا الصخرة حتى أبعدوها عن الطريق، وبعد أن أزاح الصخرة وجد صندوقاً حفر له مساحة تحت الأرض، في هذا الصندوق كانت هناك ظرفا فيها قطع من ذهب ورسالة مكتوب فيها: من الحاكم إلى من يزيل هذه الصخرة، هذه مكافأة للإنسان الإيجابي المبادر لحل المشكلة بدلاً من الشكوى منها. وهكذا يا اولادي اخذ الفلاح الفقير قطع الذهب، انظروا حولكم وشاهدوا كم مشكلة نعاني منها
ونستطيع حلها بكل سهولة لو توقفنا عن الشكوى وبدأنا بالحل.
وتصبحون على خير.
893 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع