ما ( بين ) النهرين .. يجري ما يجري

                     

                          د.عدنان الظاهر
                          مايس 2018

ما ( بين ) النهرين .. يجري ما يجري( إلى السادة المحترمين رئيس الوزراء ووزير المالية ورئيس هيئة التقاعد الوطنية )

طلب صديقٌ مني أنْ أكتب شيئاً عمّا رأى وما عانى وما أعطى من رشاوى في العراق وما أنفق في إحدى سفارات العراق. وتساءل أهذا هو العراق الذي كنّا نأمل ونريد ؟ الوطن الذي ضحيّنا من أجله وكابدنا وتحمّلنا الكثير من أجله ؟
سأختصر أقوال صديقي وأضعها مُسلسلةً تحت أرقام لتيسير متابعتها من قبل القرّاء الكرام ولعلَّ أحد المسؤولين يقرأها في لحظة صحوة ضمير صباحية أو بعد قيلولة ظهيرةِ يومٍ عراقيٍّ شديد الحرارة.
1ـ قال صديقي : دفعت لإحدى قنصليات العراق في بلد أوربي عشرين يورو لتزويدي بشهادة إثبات الحياة أي لتأكيد أني لم أزل على قيد الحياة. وقبلها سلّمت القنصلية عشرة يورو ثمن الإستمارة الخاصة المتعلقة بالموضوع.
2. في هيئة التقاعد الوطنية في بغداد :
دفعت عشرة آلاف دينارٍ عراقيٍّ أجور البطاقة الذكية الأولى. ثبت بعد عام واحد فقط على إصدارها أنها لا تصلح لأداء مهمتها لأنَّ خطوط أو طبعات أصابعي ممسوحة. من أجل إبطالها دفعت عشرة آلاف دينارٍ أخرى مقابل تزويدي بكتاب بخط اليد يؤكد عدم صلاحية هذه البطاقة. نصحني بعض مَنْ أعرف بطلب بطاقة ذكيّة جديدة برمز سرّي هو عام الميلاد. للحصول على هذه البطاقة الذكية الجديدة دفعت عشرة آلاف أخرى فأصبح مجموع ما دفعتُ لقاء بطاقة تسمح لي بسحب مستحقاتي التقاعدية ثلاثين ألف دينارعراقي !
3ـ قطع السيد معاون رئيس هيئة التقاعد الوطنية ( هناك معاونان إثنان للسيد الرئيس ) مليون دينار من مجموع مستحقاتي التقاعدية للعام 2017 وحولّها إلى خزينة الدولة العراقية ! هل حصل مثل هذا في تأريخ الشعوب ؟ كتاب السيد المعاون موجود في إضبارتي التقاعدية وقرأته بنفسي لكنني لم أستطع تصويره خارج دائرة التقاعد. دولة تستجدي الموظفين المتقاعدين بفرض أتاوات لا عقلانية فيها ولا أي شئ فيها يمت بأيّما صلة لعدالة وموضوعية قانون التقاعد. معروف أنَّ هيئة التقاعد الوطنية العراقية تستقطع نسبة مئوية محددة من رواتب المتقاعدين فما تفسير " بلع أو شفط أو سرقة " مليون دينار أخرى من مستحقات مواطن عراقي متقاعد ؟
4ـ أضاف صاحبي : لا أتكلم عمّا عانيتُ من مصاعب ومصائب في تمشية المعاملات والمقادير التي دفعتُ كرشاوى للموظفات خاصةً والموظفين على وجه العموم وما لم أدفع فالمماطلات والمساومات وتأخير تمشية المعاملات لأيام أو لأسابيع بل وحتى لشهر ! يلفت النظر تهافت السيدات الموظفات المخجل في طلب " العطايا " بجملة واحدة تتكرر في كل حجرة يدخلها المتقاعد هي [ دير بالك علينا ] ... أما إستجداء الرجال من الموظفين فهو [ لعّب أيدك حجّي ]. ألا تخجل السيدات من هذا الوضع ؟ ألا تحترم واحدتهنَّ نفسها أو زوجها وأولادها وبناتها ؟ ألا تغار على سمعة وظيفتها وعلى الدولة التي وظّفتها وكرّمتها بوظيفتها التي تتقاضى عنها راتباً شهرياً مُجزياً يتراوح بين المليون والمليوني دينار في الشهر؟ إكتشف صاحبي أنَّ هناك سماسرة مختصين مهمتهم توصية المتقاعد أنْ يقدم الرِشوة لهذا الموظف أو لتلك الموظفة بقوله [ دير بالك ترة هذا أبونا وإنه الكل بالكل ] أو [ ما أوصيك بأم ... ترة كل أمورك بإيدها ]. إنها لدولة منخوبة عرضاً وطولاً.
يحتفظ صاحبي بأسماء مَنْ أرشى ومقدار ما قدّم من رِشىً لكل واحد وواحدة منهم.
5ـ أضاف صاحبي : هل تصدّق ؟ وقفت أمام شبّاك تسليم المخصصات التقاعدية وفي لحظة التسليم قلت للموظفة المسؤولة ( خذي خمسة آلاف ) ... قالت كلا... بل أخذتُ عشرة آلاف ! هي تقترح مقدار ما تريد من رشوة بالطبع لا تستحقها.
6ـ موظفة أخرى تجلس وراء شباك خشبي جميل ترفض هوية الأحوال المدنية وتطلب شهادة الجنسية العراقية ثم تسأل : هل بيتك بعيد ؟ كل دوائر الحكومة العراقية تطلب هوية الأحوال المدنية وتكتفي بها ( حتى في مطار بغداد الدولي ) إلاّ هذه الموظفة في هيئة التقاعد الوطنية. الأمر واضح : إنها تريد رشوة وإلاّ فالعذاب والتعب نصيبك الأكيد. لمن الشكوى يا عبادي ويا وزير المالية ويا رئيس هيئة التقاعد الوطنية ... لِمَن ؟
هل يقرأ هذا الكلام السيد رئيس هيئة التقاعد الوطنية في جانب الكرخ على نهر دجلة مقابل جسر الشهداء ؟
هل يقرأه السيد محافظ البنك المركزي أو السيد وزير المالية أو وكيله أو المفتش العام أو مدراء بعض أقسام وزارته ؟ هل يقرأه مستشارو السيد رئيس الوزراء ؟
6ـ قال صاحبي : وجدتُ أصحاب سيارات التاكسي عموماً أنظف وأشرف من الكثير من موظفي الدولة العراقية رغم ضعف أحوالهم المعيشية وتواضع ما يتقاضون لقاء تشغيل السيارات التي يملكها سواهم. هناك بالطبع إستثناءات فالبعض منهم يطلب زيادة عمّا اتفقتما عليه من أجور بهذه الحجة أو تلك أو لا يُعيد لك باقي ما قدمت له بدعوى [ والله حجي ما عندي خردة ]. هذه مقادير لا تُقاس بما يقدم المراجع لإحدى الدوائر الحكومية من مبالغ كرِشاوى.
7ـ ختم صديقي ما أفاد لي بقوله حرفيّاً :
(( أنا مستعد أنْ أوافي أولي الأمر ممن ذكرتُ قبل قليل في بغداد بإسمي الثلاثي الكامل وبرقم هويتي التقاعدية لمتابعة موضوعي والإطلاع على ملف التقاعد الخاص بي وقراءة مقصلة أو مجزرة سرقة مليون دينار من مستحقاتي التقاعدية للعام 2017 . ثم موضوع تأخير صرف الصك الخاص بهذه المستحقات شهراً كاملاً " منتصف شهر آذار ـ منتصف شهر نيسان 2018 " مع شرط واحد ذاك أنْ يوافيني مَنْ يتطوع من هؤلاء المسؤولين الكبار لكشف هذه المجزرة بعنوان بريده الألكتروني الخاص لأنني لا أود كشف الموضوع علانية على الملأ ثم خوفاً من حراميّة ومافيات وسماسرة هيئة التقاعد الوطنية )).
8ـ ثم أضاف : شخّصتُ بعض السيدات الموظفات وبعض السادة الموظفين الذين يستحقون كل إحترام وتقدير لما يمتازون به من نزاهة وحرص على تمشية معاملات المراجعين بشرف واستقامة ونكران ذات أذكر منهم السيدة أم عمر في الطابق الأعلى / قسم التدقيق والرقابة المالية .. ومدير الحسابات الشاب الرائع السيد علي عدنان والشاب الآخر السيد عادل داوود. أما في الطابق الأرضي فلا بدَّ من الإشارة إلى مسؤول مجموعة قسم شباك رقم 37 الأستاذ أسعد ... مثال الموظف النزيه الملتزم الذي يعرف قدر مسؤولية وظيفته فله جزيل الشكر.
9ـ أضاف صاحبي فزاد همّي هموماً : رأيت المرار والعَنَت من قبل السيدة رئيسة شعبة الرقابة المالية [ قسم المخوَّلات ] فلقد أنهكتني بطلباتها واعتراضاتها التي لا مبرر لها سوى سوء القصد وفساد النية والإبتزاز من أجل تقديم الرِشى ... ولقد تحمّلت كل هذا العنت والضنى ولم أقدّم لها ما كانت تبتغي مني.
صورة إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء / الكرخ / علاوي الحلة / بغداد

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

904 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع