رسلان عامر
البراءة الكاذبة
***
عندما تصبح مجرما..
فكلهم يرونك مجرما!
ولا أحد يريد أو يستطيع
أن يراك مدفوعا إلى الجريمة،
أو محكوما بها!
هم مثلا..
يستطيعون أن يرونك سارقا،
ولكنهم لا يريدون أن يرونك
جائعا أو عريانا أو شريدا!
وهم قادرون على إدانتك عدوانيا أو عنيفا،
ولكن لا أحد منهم يتجرأ على الاعتراف بك
مغبونا أو مظلوما أو مهانا!
وهم يتبجحون برجمك زانيا،
ولكن أحدا منهم لن يشعر بك محروما ومكبوتا!
هم يرفضون ذلك!
لأنهم لا يريدون ولا يستطيعون الاعتراف
بدورهم وشراكتهم في جرمك!
وبذلك يحاولون
الحفاظ على وهم براءتهم،
بتحميلك وزر الجريمة وحدك
والهروب من حصتهم في الإثم والوزر!
لكن في حقيقة الأمر،
التي لا يعون،
ولو وعوا، فلا يتقبلون!
لو كان هناك مجرم وحيد في العالم،
فلا أحد من جرمه بريء،
والعالم كله
في هذا الجرم شريك!
فما من أحد
يولد مجرما!
ولا أحد
يأتي عالمنا حاملا طبيعة الجريمة!
لكننا جميعا
نصنع العالم الذي يصنع المجرمين!
***
سوريا- السويداء- شهبا
27-4-2018
848 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع