وسام موميكا_ألمانيا
نُعزي القوائم الإنتخابية المسيحية الخاسِرة ومبروك الفوز والنصر لقائمة بابليون
بَعد إنتهاء عملية التصويت وإحتساب الأَصوات ومِن ثُم إعلان نتائج الإنتخابات البرلمانية العراقية والتي من خلالها قال الشعب العراقي كلمتهُ ووجه رسالتهُ إلى بعض الساسة الفاسدين وأحزابهم المشبوهة الذين دَمروا العراق منذ عام ٢٠٠٣ ، وهكذا جاء ردُ الشعب كلٌ حَسب قَناعتهِ ، فَمنهم مَن لم يُصوت لأي مرشحٍ أو لأية قائمة مُكتَفَيين بِمبدأ مقاطعة الإنتخابات ، ومِنهم من شارك في الإنتخابات بِسبب الضغوط و التهديدات التي تَعرضوا لها كَالميليشيات الحزبية المسلحة المنتشرة في عموم البلاد ، وعلى سبيل المثال حراسات سهل نينوى التي كانت تُعرف (بِحراسات الكنائس ) والتي شَكَلها المَجلس الشعبي (ك_س_أ) ومُؤسساتِه وحركاتهِ التابعة له كمجلس أعيان بغديدا وحركة تجمع السريان وغيرها من الفُروع والتوابِع ، فَهذهِ الميليشيات كان ولايزال الهدف الرئيسي من تأسيسها هو للإستفادة من أصوات مُنتسبيها وعوائِلهم في فترة الإنتخابات وهذا كلهُ يَصب في مَصلحة الحزب الديمقراطي الكوردستاني الداعِم الحَقيقي لهذهِ المَجالس والأحزاب والحركات التي صَنعها مِن أَجل السَرقة والإستحواذ على مقاعد كوتا شعبنا المسيحي وخاصة مَقعد نَينوى لوجود صراعات وأطماع كبيرة بين العرب والكورد تِجاه مُدُنِنا وقرانا التاريخية في "سهل الموصل" ، كما وأَن للحركة الديمقراطية الآشورية أيضاً ميليشيات وحدات حماية سهل نينوى (NPU ) التي تَم تشكيلها قبل تحرير مناطق سهل الموصل من براثِن داعش الإرهابي ، فَهذهِ المِيليشيات تَشَكلت مِن بَعض شبابِنا السريان الآراميون المُغرر بِهم من قِبل الحركة الديمقراطية الآشورية وقائِدها الأوحد يونادم كنا ، فالمَعلومات الواردة عَن هذهِ الميليشيا وخلال فترة الإنتخابات تُشير إلى أن الحركة الديمقراطية الآشورية قد مارسَت ضغوطات كبيرة على مُنتسبيها إلى حَد التهديد بِوقف رواتبهم إذا لم يُصوتوا لصالِح قائمة الرافدين ، وهكذا كانت ولاتزال هذهِ الأحزاب والحركات السياسية الشوفينية تَتعامل مع شعبنا كالعَبيد وذلك لأجل مَصالحها ومَصالح بَعض أفرادها المُتأثرين بالمَناصب و المتسلطِنين على كراسي الحزب والبرلمان !
أما من جهتي ورُغم إختلافي مع رئيس حركة بابليون الشيخ ريان ، وبِما أنني كنت من المؤسسين والمرشحين فَسوف أبارك لرفاقي وأصدقائي الفائزين ضِمن قائمة بابليون بإستحقاق وجدارة وأشد على يَدِهم لِتَمثيل شعبنا المسيحي بِجميع قومِياتهم أفضل تَمثيل في البرلمان العراقي لتَصحيح مَسار العملية السياسية الخاطئة التي كانت مُحتَكرة لبَعض الأَحزاب الآشورية الفاسِدة والتي حَولت قضايا شعبنا المسيحي في العراق إلى سِلعة للمُتاجَرة والمزايدة بِها لِصالح جِهات ولِخدمة أجندات غريبة ومشبوهة لاتخدم عامة الشعب المسيحي في البلد .
كما وأدعوا جميع قوائم شعبنا المسيحي الذين لم يُحالفهم الحظ بالفوز إلى تَقَبل نتائج الإنتخابات وإحترام إرادة الناخبين أياً كان عنوانهم وإنتماءآتِهم لأننا جميعاً عراقيين ومن حَق الكوردي والعربي الشيعي والسني والأيزيدي والصابئي أن يُصوت لأية قائِمة أو لأي مُرشح يَختاره ، وهذا يَنطبق بهِ الحال أيضاً على أبناء شعبنا المسيحي بِجميع قومياتهم وطوائفهم ، لذا لابد أن يَتَقبل جميع الخاسرين والفاسدين والمُندحرين بواقِع الحال الصحيح والذي سوف يُغَير الكثير من تلك السياسات الخاطِئة والمَشبوهة التي كانت تَتبِعُها جهات سياسية وحزبية آشورية ونُوابهم داخل قُبة البرلمان العراقي في دوراتهِ السابِقة ، رُغم أن النواب المسيحيين (المتآشوريين ) لم يُقدموا شيئاً لأبناء شعبنا المسيحي ولا منجزاً واحداً حتى هذهِ اللحظة ، والمصيبة أننا لازِلنا نَسمَع أصواتَهم النَشاز كما حاولوا سابقاً في عام ٢٠١٤ عندما مارسوا كل أنواع التسقيط السياسي بِحق "قائمة بابليون " وعلى وجه الخصوص شيخها (ريان الكلدني ) فَذَهَب البَعض إلى إتهامهِ بالإنتماء الى فدائيي صدام والبعض الآخر وصفوه بأنه قد غَير دينهُ وصار مُسلماً ..وقِصصٍ أخرى عَجيبة غَريبة ، فالبطريرك لويس ساكو كان أول المُجندين لمُحاربة قائمة بابليون منذ عام ٢٠١٤ وذلك لصالح قائمة الرافدين والذي كانت تربطه علاقات صداقة قوية ومَتينة مع السيد يونادم كنا رئيس قائمة الرافدين وزعيم (زوعا) الأَوحد ، ولايُمكن أن نَنسى تلك الأيام واللحظات الصَعبة من تاريخ "قائمة بابليون" ، هذهِ القائمة التي قارعَت الظُلم والإستِبداد والطُغيان الذي مارسهُ أشخاص مَحسوبين على الكنيسة الكلدانية والجميع يَعلم جيداً كيف أصدرت البطريركية الكلدانية وعلى لسان البطريرك لويس ساكو بياناً وتوضيحاً معادياً لِلقب الشيخ الذي يطلق على السيد ريان الكلداني ، وهناك أمور كثيرة كانت قَد حَصلت في إنتخابات ٢٠١٤ لإسقاط قائمة بابليون التي بَقيت صامِدة منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا حتى نَالت من أعدائِها في هذا العرس الإنتخابي للبرلمان العراقي ٢٠١٨.
وكلامي الأخير وقبل أن أُنهِي المَقال أتوجه بهِ إلى المُجندين الذين خَسَرت قوائِمهم ومِنهُم الذين لم يَصلوا حتى الآن للفوز بِكرسي برلماني واحد داخل البرلمان العراقي لأقول لهم ، ألا يَكفيكم ثرثرة وإستعلاء على حساب شعبنا المسيحي .
فها هي مَمالِك الظُلم والفَساد للمجلس الشعبي (ك_س_أ) و للحركة الديمقراطية الآشورية تَتَهاوى وتَسقُط لتَندَثِر وتَزول ، فَكُلُ مابُنِيَّ على باطِل يَتَهَدُم ويَزول ، فالأقلام الصفراء المأجورة للمجلس الشعبي تُغرد خارج السُرب لِتَصف هذا الفوز الكاسِح والساحِق الذي حَقَقَتهُ "قائمة بابليون " بأنهُ سَرقة لمَقعدين من كُوتا شعبنا المسيحي وهذا حَرام للشيخ ريان وقائِمتهِ أما في المُقابل فالمجلس الشعبي حَلالٌ لهُ أَن يَتَلقى شَتَّى أنواع الدَعِم من الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي ) الذي ساهَمَ في تأسيس المجلس الشعبي وتوابعهِ من حركة تجمع السريان وحراسات الكنائس ومجالس الأعيان الشَكلية المُنتشرة في أغلبِ مُدُنِنا ومناطقنا في سهل الموصل .
وفي الخِتام أبارِك الفوز الساحِق الذي حَقَقَته قائمة بابليون على القوائم المَسيحية الأُخرى وبِمُنافَسة شَريفة ونَظيفة تَدَل على مَدى الوعي لدَى الناخِب العِراقي والحُرية التي يَتَمَتع بِها في إختيار مُرشحيه ومُمَثليه بعيداً عن روح الطائفية المَقيتة .
وشكراً
902 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع