قراءات في صحف عراقية قديمة

                                             

                      ماجد عبد الحميد كاظم

م/ قراءات في صحف عراقية قديمة

اعمال العصيان والتمرد التي قام بها الاثوريون في بداية الثلاثينيات من القرن العشرين 

بتاريخ 13/ 8/ 2018 نشرت " الكاردينيا " ما ارسلته من مقال حول هذا الموضوع اقتباسا لما نشرته جريدة صوت الاهالي في 29 تموز و25 آب عام 1933 واليوم اتبعه بما نشرته نفس الصحيفة بعددها 343 الصادر في 19 آب عام 1933 بافتتاحية بعنوان

ثالثة الاثافي

راحت جريدة " الديبا" الفرنسية تبدي تحرقها على " التياريين" وتحرض عصبة الامم على الاهتمام بهم ويخيل الينا انها فرصة يغتنمها الفرنسيون للعودة الى تلك التسلية التي طالما ولعو بها ولذت لهم ونعني بها لهجة الظهور بمظهر حماة المسيحية ورعاتها وان تبرمت بهم في بلد مسيحي الصبغة كلبنان فيلاحظ ان فرنسة تريد ان تكون الدولة الاوربية الثالثة التي تلقي دلوها في مصير " التياريين" وانها ثالثة الاثافي ، كانت الاولى هي روسبة وكان " الاثوريين" من رعايا الامبراطورية العثمانية الوادعين وقد انجتهم من تيار النقمة الذي تناول غيرهم في بداية القرن العشرين واواخر القرن الاخير وجاءت الحرب فاندس بينهم شيطان الروس يغويهم بالمال والسلاح فاخذوا العثمانيين من وراء ولكن سرعان ما تداعت روسيا وتداعت معها . آمالهم فقدر لهم ان يقعوا بين دول اوربية جديدة.
فكان دور الثانية وهي انكلترة وقد رأت فيهم الاداة النافعة لاغراضها التي جاءت مضطربة الى جهات الشرق الادنى النائية في اواخر الحرب فشجعتهم وان كانت وعودها لهم اكثر مما دفعت ايديها الا ان الاتراك استطاعوا ان يعطوهم درسا قاسيا اشاح ببصرهم عن عن الضرب التركي فيمموا ايران لاجئين وفي هذا الحين انقطع حبل السياسة البريطانية في ايران فارادت الا تترك هذا الجيش وان تدوار به على تركيه وغيرها من جهة أخرى فكانت الهجرة الكبرى الجديدة التي ابناء هذه البلاد وجاءها " التياريون" فاووا الى اطراف بعقوبة يشبعون بطونهم الفارغة ويكسون اجسامهم العارية ويستريحون من عناء السير الطويل والاتعاب المجهدة
ونعتقد ان دروس السنوات الماضية كانت كافية لتجعل منهم قوما مساكين مسالمين يقنعون بما تحتمه عليهم متطلبات المحيط الجديد لولا الانكليز عدوا فزادوا لهم الوعود وفتحوا لهم باب الامل الجديد فكونوا منهم جيشا جديدا واسمعوهم نشيد الملك القادم فدفعوهم نجو الشمال وكان مضطربا متضرما فأعطاهم درسا قاسيا جديدا حطم تلك آلآمال وكان لابد من تدبير جديد ولكن المغريات تغلبت على آثار الصدمة ، ينتج الدرس نتائجه، ولم يتنازل القوم عن صلفهم وظلوا يترقبون الفرص الجديدة والقوم عنودون مهوسون لاتفيد فيهم الدروس الكثيرة ولم تنقطع عنهم يد التشجيع والتحريض التي ساقتهم الى الضربة الجديدة فلم يكن حظهم من الدول الاوربية الثانية باحسن منه من الاولى ، واليوم يأتي دور الثالثة فما تكتبه " الديبا" وغيرها وما يظهر من موقف الفرنسيين يدل على ان فرنسة تريد ان تتضن القوم بدورها فنقول للسياسي العراقي " واحدة بواجدة " ولو اقتصرت على ما قامت به لحد آلآن وعلى ما كتبته الصحف ولا بد ان ما تكتبه من اثارة الرأي العام الاوربي لهان الامر ولكن لنا ان لاننسى ان لديها آلآن عدد لايستهان به من " التياريين" اللاجئين وان بقاء هؤلاء في سورية مع بقاء القسم آلآخر في العراق لابد ان يؤدي الى متعاعب كثيرة بعد موقف الفرنسيين هذا ونحن لانستبعد ان ينتجوا المتاعب للدولتين الاوربيتين صاحبتي الشأن وسنرى انهما يتفاهمان سريعا على مصيرهم فيوجه شرهم بشكله الجديد نحو العراق وحده ويكون علينا ان نتلقى اتعابا تالة اشد هولا
وهاهو بطريك آلآثوريين ينجو من العراق وستتجاذبه الاحضان فينتقل من " كنتبري" الى لندن، باريس واى جنيف فيكون محور لدسائس جديدة والاععيب خطيرة ومن هنا يظهر ان الوهن في هذه القضية ينتج للبلاد افضع النتائج ويجعل بعض التضرعات الدولية التي اصبحت لها من اكبر المزعجات اذا لم تحسم من آلآن بحزم قاطع اتبعت الجريدة افتتاحيتها اعلاه بمقال حول نفس الموضوع نشرته حينها جريدة التايمس اللندنية جاء فيه:

مقال التايمس اللندنية عن " التياريين"
نشرت "التايمس" هذا المقال وقد كتب كما يلاحظ القارئ بكثير من الحيطة والحذر ولكن الجريدة تتظاهر بالانصاف والحكمة الزائدة - تتناسى ان التياريين - ليسوا الا لاجئين في هذه البلاد وليس لهم اكثر من حقوق اللاجئين فلماذا كان طبيعيا لهم ان ينقموا اذا اقتصرت هذه البلاد في معاملتهم معاملة لانستطيع القول الا انها احسن من معاملتها لاكثرية ابنائها الاصليين، . تحولت الى غصة في جسم العراق واكسبتهم كما قالت سخط اهليه
ان هذه البلاد في قلبها الرحمة والشفقة على كل مسكين وقد سبق لها ان آوت الأرمن احسن ايواء اتعبوا حتى دولتها وابناء دينها في الجهات آلآخرى من مملكة آل عثمان لا لشأن الا لأنهم بؤساء مساكين ، اما ان يأتي البائس اللاجيئ رافعا انفه مشمخرا طالبا ان يعامل المعاملة الممتازة وان تعطى له اطيب الاراضي واوفقها " " لذوقه" ولو على حساب ذبح ابناء البلاد فذلك امر لاييحتمل، سكتت هذه البلاد عن المهازل التي مثلت في قضية " التياريين " حتى لم يبق لصبرها منزع وقد بلغ الاعتداء على كرامتها اقصى حدوده ، فكان طبيعيا ان تنفجر مرة واحدة الانفجار الذي نرجو - على رغم الوسائط التي تتخذ بقصد او غير قصد لاخماده - ان يكون عبرة للذين لايحفظون للامة كرامتها فيبالغون في امتهانها

اما مقال " التايمس " فهو كما يلي
ان سلسلة من المغالطات بدأت في جنيف في - عام عام 1925 ادت آنذاك الى الاصطدام الدموي بين القوات العراقية وقسم من الاقلية " آلآثورية المسيحية" والى الخلاف بين مملكة العراق والحكومة الفرنسية كدولة منتدبة على سورية - . ان قصة شقاء " التياريين " بدأت في الحرب يوم ثاروا بتحريض من الروس عل اسيادهم الاتراك فلما تحطمت الجبهة الروسية في سنة 1917 دفعوا الى ايران فسلم منها بمساعدة الانكليز 70000 منهم ودخلوا العراق فدخل الكقير منهم جيش " الليفي" الذي الفته الحكومة البريطانية على حسابها وقد كانوا جنودا جيدين مدحهم ضباطهم البريطانيون وادوا خلال عشرة سنوات خدمات قيمة للدولة العربية !! ولكنهم غرباء عن البلاد وقد رأوا ان مناخها مجهدا كما ان ولائهم للبريطانيين وتأيدهم للانتداب جعلهم مكروهين من العرب والاكراد ، وقرار مجلس العصبة الذي اصدره في 16 كانون الاول 1925 بترك جنوب " حكاري " خارج الحدود العراقية جرد هؤلاء " آلآثوريين" من بلادهم الجبلية فوجدوا انفسهم لا اكثر من لاجئين الى يلاد غريبة لاتحبهم وقد احتل اكثر وديانها الجبلية الصالحة لسكناهم الاكراد ، وقد استطاع بعضهم حتى في هذه الحالة ان يجد بمساعدة الحكومة العراقية مقاما له ولكن مطامع بطريكهم وشدة تصلبه واسبابا اخرى منعت قسما منهم ان يقتنعوا بالسكنى كرعايا للملكة العربية ، وقد حمل هذا عصبة الامم على الاعتراف بحقوق خاصة " للآثوريين" وبقية الاقليات العراقية وجدت الكثير من الانصار الممتازين في بريطانيا وغيرها من البلدان عندما بادرت الحكومة البريطانية باقتراح استقلال العراق وادخاله عصبة الامم
ولكن هذه الضجة انتجت اثرا سيئا شجعت " المارشمعون" بطريك " آلآثوريين " على الالحاح في طلب عدة امتيازات منها تأليف " انكلاف " خاص بالتياريين وقد ابت حكومة العراق اجابتها الى هذا الطلب الذي ينسى معاضدوه ان الحكومات الشرقية لاتروقها - الانفراديات- مهما كانت جميلة وان آراء الاوربيين قد تغير افكار آلآثوريين


آلآثوريين
وطبيعي للآثوريين ان يطلبوا كبقية الاقليات في العراق ضمانات يكون لهم فيها قضاء عادل وحرية دينية وطبيعي لهم ايضا ان يرتاعوا يوم علموا ان المعاهدة العراقية البرطانية التي عقدت في 1930 وقالت بترك الانتداب البرطاني على العراق حال دخوله عصبة العصبة ، لم تذكر شيئا عن الاقليات فكانت غلطة من حكومة العمال استوجب غير قليل من الانتقاد في بريطانية ولكن الحكومة العراقية لم تظهر في هذا الباب شيئا من التبرم الديني ، واذا صح ان بعض موظفيها لم يقوموا بما يلزم فليس " آلآثوريين " وحدهم الذين تحملوا آثار هذا التقصير والضمانات القوية التي وضعها مجلس العصبة لحماية الاقليات وقبلت بها حكومة الملك فيصل في العام الماضي هي كافية لأرضاء حتى " المار شمعون " وقد ارضت قسما من اتباعه ولكن البطريك وكثيير من الرؤساء ظلوا على عنادهم وموقفهم العدائي وحاولوا احباط اسكان " آلآثوريين " الذين ليس لهم اراضي والذين راحت الحكومة العراقية تسكنهم بأموالها وتحت ادارة احد الاداريين البرطانيين ، ولكن يشك من حهة اخرى من جواب الحكومة العراقية بحجزها هذا البطريك العنيد في بغداد والذي دعي اليها وطلب اليه فيها ان يوقع مكرها على بيان يعلن فيه ولائه للحكومة العراقية وتركه لسياسته العدوانية وتم حجزه في " جمعية الشبان المسيحيين" المريحة الا مر الذي ادى الى اثارة اتباعه المهوسين وساقهم الى اعمال تمرد فعبروا الى سورية الفرنسية التي لم تتمكن السلطات الفرنسية من نزع سلاحهم ولعجزها عن ذلك تمكنوا من عبور دجلة ودخلوا في المنطقة العراقية وتكبدوا وكبدوا عدة خسائر في اصطدامهم بالجيش العراقي
وتنبئ آخر الانباء الواردة من بغداد بتسليمهم وطبيعي للحكومة العراقية ان يثور ثائرها من تصرفهم هذا ولكن يؤمل ألا تسمح لسخطها بالتأثير على موقفها الودي تحو الاكثرية الموالية من الطائفة " آلآثورية " اما عن التهم التي قدمت امام العصبة من الفرنسيين فلا يسعنا إلا القول بأن الموقف الفرنسي لم يعرف بعد

انتهى اقتباس الجزء الاول من الموضوع المتعلق باعمال العصيان والتمرد المشور في جريدة الاهالي بعددها 343 والصادر في بغداد في 19 آب منعام 1933 ويلي ذلك الجزء الثاني المتمم له.

وتقبلو تحيات معد قراءات في صحف عراقية قديمة

ماجد عبد الحميد كاظم

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1003 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع