بقلم: هدى أمّون
معنى الحياة
سكان هذا الكوكب لا شيء يفوق اهتمامهم الحب. فالحب لهم هو الشيء الأساسي، وهمهم الوحيد. فإذا افترق حبيبان، تسوَد الدنيا في عيونهما، ويدخلان في اكتئاب. وإذا استمرت علاقتهما، فنهايتها الزواج كباقي النهايات. ولكن، هل نظرنا قليلا لما وراء الأفق؟ دققوا قليلا، لربما ترون شيئًا، له أكثر أهمية من الأمور التافهة التي نكبّر نحن من شأنها. هل من شخص فكر أن الحياة هي أهم شيٍء في هذه الدنيا الفانية؟ تعالوا معي لأسرد لكم بعض الحكايات، وآخذكم للخيال. تخيلوا أنكم أشخاص منذ أن ولدتم، وأنتم تعلمون أنه في أية لحظة من الممكن أن ترحلوا عن هذه الحياة، بسبب مرض معين، لا يمكن علاجه. وتشاهدون مَن حولكم يقومون بأشياء لا يمكنكم القيام بها. ومع ذلك تتشبثون بالحياة، وتطلبون معجزة تبقيكم على قيد الحياة. وتصادفون أشخاصًا آخرين، يحاولون إنهاء حياتهم بأيديهم. وأنت تتمنى أن تعيش يومًا آخر ، وتحمد ربك على كل شيء. فهل سيفيدك المال والحب حينها؟
فلتعش حياة شخصٍ آخر كشخص أصيب بمرض السرطان. وليبعده الله عنا جميعًا. هذا الطفل،الشاب، أو الكبير في السن يجازف من أجل الحياة في كل يوم. ويتمنى معجزةً، تجعله يشفى من مرضه. فقد خسر شعره من أجل العلاج، وتورم وجهه وجسده بالكامل. ولكن، ما زالت هنالك بسمة على وجهه. نتبرع من أجل هؤلاء الأطفال وهؤلاء الأشخاص. ونقوم بالكثير من الأعمال الخيرية. ولكن، ما فائدة كل ذلك، إن لم يكن لديه أملٌ بأن يعيش،وينتهى به المطاف بفقدان حياته؟ هل ستفيد الأموال حينها، أو ذلك الحب الذي نقدسه؟
وما بالك، إن حارب المريض المرض ببسمته وتفاؤله، وحقق المعجزة، واستطاع قهر ذلك المرض متعالجا. فهل سيكون لديه شيء أهم من الحياة بسعادة؟ فلنر ما وراء الأفق، ولنقدر قيمة النعمة التي وهبها الله لنا. اليوم، وأنا أعمل في مكانٍ للحلويات، أتى زائرٌ، ورحبت به أجمل ترحيب. تحدث بكلام جميل، وعرفني على نفسه. وأتى بعد ذلك الحديث الجميل صاعقةٌ، هزت جوفي، وجعلت دمعتي تنذرف من مقلتي.وهذا الزائر يجوب في أطراف البلاد؛ ليجمع المال من أجل علاجه ابنته المريضة بالسرطان. وقد طلب مني المساعدة بأرق طريقة. فأخذت حقيبتي، وأعطيته ما فيها من مال. أعطيته كوبا من الماء وقطعة حلوى. وجاءت في بالي فكرة. فاقترحت عليه فكرتي، بأنني أعرف جمعية لمرضى السرطان، ومن الممكن أن تساعده. وإذ به يقفز من الفرحة. وما أجمل أن تجعل شخصا كهذا يضحك، وفي قلبه كل ذلك الألم. فما أجمل الحياة حين تعرف كيف تعيشها،وتعلم مقدار أهميتها.
668 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع