سعاد عزيز
ضرورة إعادة الحسابات الدولية مع الملف الايراني
من الملاحظ أن الحديث الذي يدور في مختلف الاوساط السياسية الاقليمية و الدولية بشأن کيفية التعامل و التعاطي مع ملف النظام الايراني يصل دائما الى طرق مسدودة او مفترقات طرق لاتؤدي الى محطات نهائية واضحة و معروفة، ومع ان الجهد الدولي المبذول بشأن التحديد من شرور و مخاطر النظام الايراني کبيرة لو تمت بمقارنتها مع نظائر لها، لکن لايبدو أن النتائج المستخلصة منها تتناسب مع ذلك الجهد.
التعامل مع ملف النظام الايراني وفق القنوات السياسية و الاقتصادية و وضع سيناريوهات لما يجب او يکون في إيران، يعتبر من رؤية موضوعية و علمية و عملية بمثابة تعامل بصورة فوقية و إنتقائية مع واحد من أهم و أخطر و أکثر الملفات الاقليمية حساسية، وان المشوار الکبير الذي قطعه هذا النظام مع کل أشکال الضغوط و العقوبات السياسية و الاقتصادية و تأقلمه معها، يمکن إعتباره بمثابة نوع من الالتفاف على تلك السياسات و النجاح في إمتصاص تأثيراتها المرجوة، ذلك لأن التغيير من الخارج من دون تهيأة أرضية مناسبة و خصبة لها في الداخل، يعتبر بمثابة بناء قصور و عمارات في الهواء او کمن يصيد الهواء بشبك، ولذلك فإن ضرورة قيام المجتمع الدولي بمراجعة حساباته و المحصلات و النتائج التي حصل عليها من وراء إنتهاجه لتلك السياسات التي تعامل بها مع ملف النظام الايراني، صارت مسألة ملحة جدا و تطرح و تفرض نفسها بقوة خصوصا وان هناك بدائل موضوعية مناسبة جدا يمکنها أن تعوض عن تلك السياسات و تحل الاشکاليات و الالغاز و الاحاجي من دون لف او دوران و بکل إنسيابية، وان طرح مسألة الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي للمعارضة و الشعب الايراني و کونها البديل الوحيد المناسب لهذا النظام الذي صار يمثل کابوسا لأمن وإستقرار المنطقة، تأتي بمثابة أکثر المسائل قوة و حيوية و تأثيرا في المشهد السياسي الايراني و دفعه بإتجاه مخاض التغيير الحقيقي الاجدى، بل وإننا نعتقد بأن هذه الخطوة مطلوبة لأکثر من سبب، فهذا المجلس إضافة الى رفضه لنهج النظام وسياساته يٶمن بالتعايش السلمي ويرفض التدخل في شٶون الاخرين ويدعو لإحترام سيادة الدول ويٶمن بأن أمن وإستقرار المنطقة جهد جماعي لدول المنطقة.
السياسة الخبيثة التي إنتهجها النظام الايراني تجاه القوى المعارضة له بصورة عامة و تجاه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و لاسيما رأس حربته و رکيزته الاساسية منظمة مجاهدي خلق بصورة خاصة، سياسة تمکن من خلالها و للأسف البالغ من خداع دول المنطقة و العالم على أساسها و نجح في تحجيم و تحديد و محاصرة المعارضة الايرانية و تصفيتها و القضاء عليها الواحدة تلو الاخرى او إقصائها و الحد من قوتها و تأثيرها، سياسة کتب لها النجاح مع مختلف فصائل المعارضة الايرانية ماعدا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي ظل ينتقل من موضع الى موضع نضالي آخر و من مواجهة شرسة الى أخرى أشرس منها ضد هذا النظام، حتى تمکن أخيرا من الحاق الهزائم السياسية المنکرة به على الاصعدة الدولية و فضح سياساته العدوانية المشبوهة الموجهة ضد الشعب الايراني و ضد دول و شعوب المنطقة و العالم في وقت يرکز فيه النظام الايراني مساعيه المشبوهة للتشکيك في هذا المجلس والسعي من أجل خلق هوة بينها وبين بلدان المنطقة والعالم، ولاريب من إن النظام يفعل کل هذا لأنه يعلم جيدا بأن هذا المجلس يمثل البديل الديمقراطي له ولذلك يسعى للتشويش عليه والتشکيك به.
817 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع