أ. د. حسين حامد حسين
كاتب ومحلل سياسي/ مؤلف روايات أمريكية
انه عراق الأغراب واللصوص والباحثين عن الجاه والثراء ....لا مكان للعراقي الوطني فيه !!!
هاجري ايتها الاشواق...هاجري بعيدا الى اقصى مجاهل الارض ، الى حيث لن تسمعي بعد الان عن وطن اسمه عراق . عراق لم نتعرف عليه يوما إلا ووجدناه مضرجا بدمه ...هاجري ايتها الاشواق الحرى وابحثي عن وجوه خاشعة خلقها الله تعالى والتي تستنكف العيش مع حثالات اللصوص والقتلة وبائعي الشرف والكرامات الذين ملأوا دنيانا العزيزة ووطننا بالفجور والاثام . هاجري يا أشواقنا بعيدا ، ولا تلتفي الى الماضي ، فالماضي كان قدرا قد منحنا احلاما عريضة ولكننا في النهاية وجدنا أن وطننا منهوبا ، ويعيش فيه شعبنا باحثا عن الخبز والماء والكرامة فقط ، وقد اعتقدناه يزخر بالكبرياء . ووجدناه اليوم غارق بصفقات سياسيي الخسة والدناءة والمال الحرام.
ابحثي لك يا اشواقنا الصميمية عن وطن جديد يحتضنك ، وحيث ننام فيه هانئين قريري العيون. فمنذ زمن طويل جدا ، والوطن العراقي قد استحال الى قربان يذبحه اللصوص والساديون وعبيد المال بعد أن فهموا اللعبة وادركوا أن هذه الحياة هي مجرد مهازل ومن السهل الضحك على الاخرين ممن لا كرامة لهم. فلقد تعلم هؤلاء اللصوص كيف يمكن أن يجعلوا من الكراهية والحقد واللعنات مصيرا جديدا لشعبنا . هذا المصير لم يتغير منذ خمسة عشرة سنة مضت بعد ان هيمنت اسراب الجراد هذه على أقدار العراقيين واستطاعوا الاتنقام من وطن طيب مسكين ، وان لم يكن يوما عادلا أبدا مع ابناءه المخلصين . فالمخلصون يموتون بصمت ، وسرعان ما يشيعون ويتم نسيانهم بسرعة البرق.
للقد تبنى هؤلاء لصوص اليوم الشعارات الوطنية وراحوا يدعون مناقبهم في تأريخه وتراثه ويتناخون في قيادة مصيره نحو الفناء بعد ان سكت شعبنا على الضيم وانزوى كمن أصيب بدوامة من عمى البصيرة او بشلل نصفي، فلم يعد ليجد في نفسه الثقة لتحدي اسراب الجراد تلك في سوح الوغى.
تأريخنا العراقي لم يحدثنا سوى عن انهيارات في الكرامات ومواقف سياسية لم ترقى الى مستوى الفخر . فلقد تعودنا على الانقلابات في الماضي ، ولم نجد ايا من الاحزاب السياسية من هو جدير بقيادة العراق الى بر الامان، فالكل يغني على ليلاه. ولكن المشكلة الجديدة الان ، ان هذه الاحزاب السياسية انحرفت نحو الاستحسان والقبول بهدر كراماتها . فالاحزاب الوطنية تعيش اندحارها الازلي ولا حول لها ولا قوة ، وحيث تم قبر شيئ عظيم اسمه الاخلاص في النوايا. فخلال التأريخ العراقي عشنا وقرأنا انه كان هنالك سياسيون مخلصون ، ولكن الذي يذهلنا ويغضبنا ايضا، ان سياسيوا اليوم يستمرؤون غدرنا .!! فمن كنا نعتقدهم مخلصون ، صمتوا اليوم عن كل ما يجري ، وعضوا على السنتهم حتى أدموها ، والبعض باعوا ولائاتهم للاجنبي . فنجدهم مسرفون في التسابق مع الشر من اجل المال والجاه والكرسي اللعين. لقد تغيرت ولائات الكتل والاحزاب نحوا الثراء ، واستحبوا واسرفوا في الدوس على ذممهم ، فتحولوا الى لصوص وانحدروا الى مستوى الانحطاط ، جاعلين من العراق مجرد فدية يقدمونها لكل من يمتلك القدرة على الغدر بوطنه ، حيث انتصارالانسان السافل على الكريم.
لقد كنا نأمل ان العراقي سيتعلم من تجاربه وويلاته التي لم يمر بها شعبا في العالم من قبل. "لكنه لم يتعلم" . ونحن هنا نتكلم على عراق يغرق بخيرات الخالق تعالى ، لكن الاشرار قلبوا نعمته رأسا على عقب. ونتيجة لذلك ، بانت حقيقية الانسانية العراقية ، وبرهنت ان مسألة الخير في الحياة العراقية امر لا يخضع لقوانين الحياة . انه يخضع للقوة الغاشمة فقط. فمن يا ترى يحمي هذا الفساد اليوم ؟ أليس الرئاسات الثلاثة هي المسؤلة عن مصير الوطن العراقي؟ فأي صلف وأي لعنة وأي دولة هذه التي لم تستطع ان تعيد لنفسها وكرامة شعبها ما تم سلبه عنوة رغم انوف الجميع؟
وهل نستطيع اليوم وتحت هذه الحياة المزرية الجديدة ، ان نسمي عراقنا عراق الخير؟؟؟؟!!! فأينك ايها الخير؟ أين الخير ومئات المشاكل يعاني منها شعبنا؟ فان كان هناك خيرا ما ، فهو الخير الذي يتمثل بأرصدة السياسيين اللصوص والمستفيدين من بقاء هذه الرئاسات الثلاثة وسياساتها الانتقائية الرعناء والتي لا تبالي بأي شيئ سوى باستمرارها.
ألم نرى كيف تم تغيير مسار الانتخابات امام اعيننا جميعا؟ فكيف ينظر هؤلاء المعنيين بحكم العراق امام ما جرى ويدري؟ ألم يتغير الحال رفم انف الجميع من خلال "سحر الديمقراطية" هذه في الاعلان الرسمي بالتزوير للانتخابات، ولكن ، وبقدرت هذه الرئاسات الثلاث ، تمت "طمطمت" ما جرى ؟ ثم وبكل صلف ان الحريق الذي اتى على صناديق الاقتراع ، لم يعد "مشكلة" كبرى كان يجب كشف فاعليها امام شعبنا ، لكنها لم تعد تذكر لا من قريب ولا من بعيد؟؟!! فكيف نسمي عوزنا وهواننا "بالخير العراقي " ؟ هل هناك أي خير فعلا أم ان الحياة العراقية تسير بقدرة الخالق تعالى وحده؟ وان الواقع يؤشر وبلا ادنى مبالغات ، أن ما يجري هو نصرة الظالم على المظلوم. وهو هزائم متواترة لشعب تم سلب سطوته و"ديمقراطيته" التي تتشدق بها الرئاسات العراقية كما تشاء ؟ هذه الرئاسات التي كانت ولا تزال وراء جميع المصائب التي يتوارثها شعبنا لانها أسرفت كثيرا في "تزويق" حقائق الشر في معارك سياسية كبرى خسرها شعبنا الواحدة تلو الاخرى . فكان للسلبية والتبريرات والمداهنات فيما بينهم ، دورا كبيرا في اضفاء الدعم لما يجري من باطل .
فالباطل هو الحقيقة العراقية الكبرى، وأما الحق، فهو معركة الحفنة القليلة جدا من الخيرين ، حتى يخيل لنا احيانا ، ان هؤلاء الطيبون ليسوا بعراقيين.
حماك الله يا عراقنا السامق..
755 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع