فارس الجواري
استشاري خدمات طيران
معا .. لأعادة هيبة النورس الاخضر !
يعود تاريخ الطيران في العراق الى ثلاثينات القرن الماضي حيث تم افتتاح اول مطار في بغداد، عام 1933 وأمتاز هذا المطار في وقته بسعة مساحته وتجهيزه بأحدث التقنيات كما في المطارات الدولية آنذاك , وفي غضون عدد من السنين تم تأسيس مصلحة الخطوط الجوية العراقية وتحديدا عام 1945 وكانت في مقدمة شركات الطيران المدني في المنطقة التي كانت طائراتها تحلق في سماء العراق وايضا في سماء الدول المجاورة بذلك أكتسبت شهرة وسمعة جعلتها موضع ثقة واطمئنان من جميع المسافرين على متن هذه الرحلات . خصوصا أن الشركة امتلكت تاريخا نظيفا في تأمين سلامة السفر الجوي بعدد من ساعات الطيران الخالية من الحوادث والكوارث .
وبرغم الاحداث التاريخية التي مر بها البلد والحافلة بالحروب التي أجبرت شركة الخطوط الجوية العراقية من أن يتراجع المخطط البياني التطوري لها وتحديدا في حرب عام 1990 ومارافق ذلك من حصار اقتصادي أدى الى توقف رحلاتها بصورة شاملة , وكان هذا هو الحظر الاول الذي طال النورس الاخضر فوق أوربا وباقي دول العالم وأستمر حتى عام 2009 عندما بدأت الشركة تعيد نشاطها من خلال أمتلاكها للطائرات الجديدة ومحاولة أعادة كوادرها للعمل عليها برغم قلة الاعداد وعدم التحضير لاعداد كوادر جديدة , بالفعل اعاد نورسنا الاخضر نشاطه لمدة عام وظهرت لنا مشكلة الجارة الكويت مع الخطوط ووقفت رحلاتها لفترة اخرى تم حلها بالاموال , المهم باشرت هذه الخطوط العملاقة ( حسب رؤيتي ) بتسير رحلاتها الى اوروبا عام 2013 ولكن في حينها طلبت الوكالة الاوربية لسلامة الطيران (الاياسا) من من الخطوط الجوية العراقية توفير معايير السلامة والامان الاوربية في طائراتها كما في شركات الطيران الاوربية الاخرى من خلال تطبيق اتفاقية البلد الثالث TCO من اجل تسيير رحلاتها الى لندن، اي ان الخطوط الجوية العراقية يجب ان تهبط في بلد اوروبي ثالث للتأكد من معايير السلامة والامان في الطائرة قبل السماح بهبوطها في لندن وحينها وقع الاختيار على مدينة مالمو جنوبي السويد , ولكن كانت المفاجئة ان وكالة سلامة الطيران الأوروبية EASA طلبت عام 2014 الى منع طيران العراقية بشكل مؤقت لحين حل بعض المخالفات التي ارتكبتها العراقية ومنها اهمال الاتصالات خلال الرحلات، والانحراف عن خط سير الطائرات في بعض الأحيان التدخين في قمرة القيادة ، والانشغال بالأحاديث الشخصية ,,, وغيرها من الاخطاء التي يتحملها بشكل اساسي الطاقم اللي وجد عندها المشاكل وكان يجب على سلطة الطيران العراقي قسم السلامة الجوية متابعة هذا الامر مع قسم التوكيد والجودة في الشركة لمنع تكرار هكذا حالات , ولكن مع الاسف استمرت لا بل قامت لجنة سلامة الطيران الاوربية SAFA من الكشف عن حالات خرق جديدة للعراقية بالاضافة لما سبق ومن الحالات الجديدة :
- انتهاء صلاحية زجاجات الاوكسجين والاطفاء ونقص عض احزمة المقاعد وعدم وجود مقاعد اطفال.
- عدم دراية الطيارين باللودشيت وتوزيع الاوزان.
- مجموع اعمار الكابتن والمساعد يتجاوز الحد القانوني
- مهندسو الطيران لا يتكلمون الانكليزية ولا يفقهون شيئا بهندسة الطائرات.
– ا لسماح لا صدقاء الطيار من المسافرين بالدخول الى قمرة القادة.
– استغراب النمساويين من وجود مساعد طيار برتبة طيار وعمره صغير جدا لا يتناسب مع التدرج الوظيفي.
هذه الخروقات بمجموعهاوالتي زادت عن ( 200 خرق , حسب منظمة SAFA) أدت الى حظر الطائر الاخضر من الطيران فوق أوربا رسميا منذ عام 2015 ولحد يومنا هذا وهي المرة الثانية , تحت بند عدم استيفاء شركة الخطوط الجوية العراقية لمتطلبات الوكالة الاوربية لسلامة الطيران (الاياسا) وفق اللائحة (EC No. 2111/2005) التي وضعتها الاياسا لقواعد مشغلي الدولة الثالث third country operators (TCO) وتتم تحت إشراف سلامة الطيران لدولة عضو أخرى أو دولة ثالثة لتفتيش الطائرة التي تنوي الطيران فوق اوربا في موقف الطائرات ، حيث يهتم بشكل رئيسي بوثائق الطائرة وكتيباتها ، وتراخيص طاقم الطيران ، والحالة العامة للطائرة وحالة من معدات السلامة وغيرها.
لقد كان سجل الطيران المدني العراقي خاليا من أية مخالفة فنية منذ تأسيسه ولغاية عام 2009 تاريخ بداية اعادة نشاطه مثل ماوضحت سابقا وكل ذلك بسبب قلة اذا لم اقل انعدام الكفاءات العراقية في شركة الخطوط الجوية العراقية وقسم السلامة الجوية المشرف على متابعة رخصة التشغيل الصادرة منه للخطوط AOC مما أدى إلى تدهور هذا القطاع الحيوي وفقدان سمعته المرموقة عالميا أضافة الى الهدر الاقتصادي الذي طال البلد ككل باعتبار قطاع الطيران والنقل الجوي ركيزة اساسية لاقتصاديات العراق .
وبالعودة الى الحظر موضوع البحث الذي يتجدد كل 6 أشهر عند اجتماع الاياسا في شهري أيار وشهر تشرين الثاني من كل سنة , وكان أخر تمديد صدر في شهر حزيران لسنة 2018 ويعتبر نافذ لمدة ستة اشهر أخرى , ولاأعلم هل هناك مفاوضات للوصول إلى آلية تفتيش للشركة من قبل فرق التفتيش التي سترسلها سلطة الطيران الأوربي الاياسا للبدء باجراءات رفع الحظر في التقرير القادم ام لا؟
هذه التسائلات التي اطرحها هي موجهة لاصحاب القرار في الطيران العراقي . بقصد التذكير بموعد الاجتماع الدوري القادم للاياسا بشهر 11 لمناقشة اوضاع شركات النقل الجوي المحظورة من الطيران فوق اوربا .. اولا .
وثانيا .. ومن خلال اطلاعي على قوانين الاياسا هناك حلول واضحة وسهلة التطبيق لحالة الحظر ممكن لاي لجنة متخصصة تنفيذها لتجاوز هذه المرحلة . وثالثا .. اريد ان اوضح ايضا النتائج الوخيمة والقادمة لشركات النقل الجوي العراقية في حالة عدم تدارك موضوع رفع الحظر ؟
ياأصحاب القرار .. أتمنى ان يصل صوتي لكم بهذه المعلومة وان يتم تحليلها في الاتجاه الذي يخدم تطوير قطاع الطيران العراقي وبالتالي تطوير البلد ككل ...
""أمنيات للكاتب""
فارس الجواري
استشاري خدمات طيران
3224 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع