ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
لطفية الجراح من المربيات الموصليات الرائدات ومدرسة الفتوة النموذجية
قبل فترة كتبتُ مقالة عن (نشرة الرياحين ) التي كانت تصدرها (لجنة الخطابة والنشرات ) في مدرسة الفتوة النموذجية في الموصل هذه النشرة التي صدرت سنة 1969 والعدد الذي وقع بيدي يحمل الرقم (8) للسنة 1969 مطبوع في مطبعة الجمهورية ، بشارع ألنجفي بالموصل . كان يتألف من (52) صفحة من القطع الكبير قياس 23 × 26 وقد حملت النشرة موضوعات مهمة وباللغتين العربية والانكليزية .. كما كتبتُ مقالة عن احدى مديرات هذه المدرسة وهي السيدة سالمة نامق التي تولت ادارتها بين سنتي 1959-1971 وبعد السيد سالمة نامق تولت الادارة السيدة باكزة سعيد 1971-1972 ثم جاءت السيدة لطفية فتحي الجراح لتتولى ادارتها بين سنتي 1972-1974 وقد اسهمت في اعلاء شأن هذه المدرسة وسارت على هدى مؤسستها الاولى السيدة خديجة الخالدي والتي تولت ادارة المدرسة احدى عشرة سنة امتدت بين سنتي 1948 الى سنة 1959 .
عُدت السيدة لطفية فتحي الجراح بأنها مديرة متميزة وكانت ترعى التلاميذ كأولادها وبناتها .. وقد عبر عن ذلك عدد كبير من تلاميذها وتلميذاتها؛ فالمدرسة كما هو معروف كانت مختلطة .تأسست المدرسة سنة 1948 وكانت تسمى (مدرسة الفتوة النموذجية ) كما يقول الدكتور علي نجم عيسى في كتابه (مدارس الموصل ) ويذكر الاستاذ ضياء خروفة وهو من تلاميذها السابقين :" كانت المدرسة في الثلمي-محلة باب لكش بأيمن الموصل وكان اسمها مدرسة الامير عبد الاله النموذجية كان فيها نظام تغذية وتعليم موسيقى وباصات لنقل الطلبة" .
أما السيدة فريال العمري وهي احدى خريجات هذه المدرسة فتقول :" نعم انا كنت تلميذة بها الى سنة 1958 تخرجت منها للمرحلة المتوسطة وكنت الاولى في الامتحان الوزاري كانت مديرتنا الست خديجة الخالدي نعم المربية الفاضلة وكان كادر المدرسة رائعا منهم الست عزرزة عبد القادر والست نجاة يونس بك المعونة والست فخرية الدليمي ومعزز حمدي وفبرونيا ومريم وغيرهم في مجلة الرياحين كنت اكتب واتذكر على الغلاف صورة الاميرة فاضلة خطيبة جلالة الملك فيصل الثاني رحمه الله كان نشاط موسيقي متمين ولنا فرقة نعزف السلام الملكي عند حفلة رفع العلم يوم الخميس الله على ذلك الزمن الراقي والمدرسه كان اسمها مدرسة الامير عبد الاله النموذجية ..." .
وتقول السيدة ام سنان ال حمو ان الست لطفية الجراح كانت معلمة ومربية اجيال ومديرة الفتوة ومشرفة تربوية قديرة اتمنى لها الصحة والعافية" .
تولت السيدة لطفية الجراح ادارة المدرسة من سنة 1972 الى سنة 1983 وبعدها جاءت السيدة واجدة احمد مدحت ثم السيدة ماجدة حميد احمد وبعدها السيدة نوال ذنون ابراهيم .ومن ملاك المدرسة كوكب الديوه جي زنهى الملاح وميسلون الياور وعزيزة عبد القادر وسيرين نعمان الدباغ وخالدة الدرزي وبتول سليمان وسهام خروفة ونوال اسكندر وآمال نذير الدباغ وسناء المختار وقد بنيت للمدرسة بناية جميلة في منطقة الفيصلية بأيسر الموصل سنة 1961 وكان تلاميذها وتلميذاتها يرتدون زيا موحدا :جاكيت نيلي وبنطال رصاصي وقميص ابيض ورباط نيلي للبنين وللبنات جاكيت لونه نيلي وصدرية رصاصي وقميص ابيض وعقدة في العنق نيلي (فيونكا ) .
وكان للمدرسة نشاطات لاصفية رياضية وفنية ومسرحية وكثيرا ما كانت فرقها تشترك في فعاليات على مستوى المحافظة وعلى مستوى مدارس العراق ويتقدم ترتيبها على كل مدارس المحافظة في الامتحان العام السنوي ومعظم تلاميذها وتلميذاتها من ابناء وبنات الاغنياء والمثقفين في الموصل .
في الصورة المرفقة تجدون السيدة لطفية الجراح مديرة المدرسة السابقة وهي توزع الشهادات في احتفال سنوي يقام لتكريم المتميزين وكانت حفلات بهيجة لم تكن تحصل في بقية المدارس .. ومما يلحظ ان معظم خريجيها وخريجاتها اليوم هم من الاطباء والمهندسين والمحامين والموظفين المتميزين او من التجار والمهنيين الناجحين في حياتهم وهم يفخرون بأنهم تعلموا في هذه المدرسة .
أطال الله عمر السيدة لطفية الجراح ومتعها بالعافية وتحياتي لها واعتزازي بدورها التربوي الفذ .
378 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع