سعاد عزيز
عن طرد السفير الايراني من ألبانيا
عندما طالبت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي دول المنطقة والعالم بأخذ الحيطة والحذر من السفارات الايرانية بإعتبارها أوکارا لإنطلاق النشاطات التجسسية والارهابية وإنها تعج بضباط من المخابرات الايرانية والحرس الثوري الذين لاعلاقة لهم بالعمل والنشاط الدبلوماسي، فقد کانت هذه المطالبة بنظر العديد من الاوساط السياسية والاعلامية نوع من التهويل والمبالغة وإن السيدة رجوي تسعى من أجل تحقيق مصالح سياسية ضيقة، ولکن التطورات التي حدثت خلال عام 2018، وإنکشاف وإفتضاح عددا من النشاطات الارهابية التي إنطلقت من السفارات الايرانية رسالة هامة من شأنها أن تفتح الاذهان أمام الحقيقة المرعبة للدور الذي تقوم به هذه السفارات.
لم يبق أسد الله أسدي، السکرتير الثالث للسفارة الايرانية في النمسا، قائد العملية الارهابية التي إستهدفت التجمع السنوي للمعارضين الايرانيين في باريس، طويلا رهن الاعتقال، حتى فوجئ العالم بخبر طرد السفير الايراني"غلام حسين محمدنيا" في ألبانيا و" مصطفى رودكي"، رئيس محطة المخابرات في ذلك البلد، وإعتبارهما غير مرغوبين بهما لقيامهما بنشاطات مشبوهة، ولاريب من إن في ذلك تليح واضح الى المخطط الارهابي الذي إستهدف المعارضين الايرانيين في ألبانيا في مارس/آذار المنصرم، الى جانب نشاطات وتحرکات أخرى لم يتم الافصاح عنها لإعتبارات متباينة.
عندما أحبطت ألبانيا المخطط الارهابي الذي سعت إليه السفارة الايرانية في تيرانا في مارس/آذار الماضي، فإن رئيس الوزراء الالباني قد صرح على أثرها في 19 أبريل/نيسان2018، تصريحا ذو مغزى يبدو إن طهران لم تستوعبه وتفهمه کما يجب عندما قال:" نحن على الجانب الصحيح من التاريخ. نحن من بين الدول الأوروبية والأطلسية التي تتعرض لتهديد مماثل. أعتقد أن جميع هذه الدول ستعمل ضد التهديدات الإرهابية"، ويبدو إن طرد السفير الايراني ومدير محطة المخابرات الايرانية هناك قد لاقى ترحيبا دوليا ملفتا للنظر خصوصا بما يعني بأن على طهران أن تأخذ في الحسبان من إنه لم يعد بوسعها أن تقوم بما کانت تقوم به أبان العقد الاخير من القرن العشرين عندما کانت تستهدف رموز المعارضة الايرانية إنطلاقا من سفاراتها بل وحتى عليها أن لاتتفاجأ إذا ماتم فتح ملفات الاغتيالات السياسية في جنيف وإيطاليا وغيرها والتي قامت بها المخابرات الايرانية إنطلاقا من سفاراتها في هذه الدول.
679 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع