الحمد لله على نعمه .. اعتمرتُ ، فشاهدت آفاق الأرض الأربعة

                                                

                              رنا خالد

الحمد لله على نعمه.. اعتمرتُ ، فشاهدت آفاق الأرض الأربعة

  

عدتُ من زيارة العمرة ، قبل ايام ، لكن لحظاتها وساعاتها وايامها ، تجذرت في وجداني ، فلم تفارقني ابدا .... ان العمرة – اسم من الاعتمار – وهي في اللغة القصد والزيارة ، وفي الاصطلاح الشرعي : قصد بيت الله الحرام لأداء نسك مكون من الإحرام والطواف والسعي .

وحين توجهت إلى الصفا ودنوت منه قرأت (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ) ثم صعدنا على مرتفع الصفا واصبحت امام القبلة المقدسة ، كبرت ثلاثاً ورفعت يدي للدعاء وقلت ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، لا إله إلا الله وحده أنجزَ وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ) وكررت هذين الدعاءين ثلاث مرات . ثم نزلتُ , وعند الوصول إلى المروة فعلت كما فعلت في الصفا .
أيام من العمر ربما يقول البعض وعندما ينتهي من قراءة ما سأكتبه إن هناك مبالغة , وأنا أقول كل واحدا منا يرى ما لا يراه الأخر, وان كان يقف بنفس المكان ..في تلك المدينتين المختلفتين (المدينة المنورة )و( مكة المشرفة) لكل شيء مذاق خاص فيهما ، لما تحملاه من قدسية وعظمة ومكانة رفيعة ... حيث القادمون إليهما من جميع إنحاء العالم الإسلامي ,متوجهين للباري عز وجل متضرعين له بالدعاء راجين العفو والمغفرة ,متيقنين ومنتظرين الإستجابة ...لكن كل واحد بلغته الخاصة منها العربية والانكليزية والهندية وغيرها , فالقلوب هي التي تدعي.. هنالك الفرحة الكبرى، التي لا تعدلها أفراح الدنيا ...هنالك موكب الطائفين، من كلِّ جنس ولون، من بِيض وسُمر، وسُود وشُقْر، وشيوخ وفتيان، ورجال ونساء، من كلِّ قطر من أقطار الأرض، ينادون بكلِّ لسان، يدعون ربًّا واحدًا يسألونه، وهو الكريم لا يرد سائلًا، ولا يضجره سؤال.
المدينة المنورة ...في ضيافة الحبيب المصطفى محمد صل الله عليه وسلم ، تشعر بنور يملئ المكان ويغمر القلب بالطمأنينة والوجدان بالراحة والأمان انك قرب من سوف يقول أمتي من سوف يسقيك بكفيه الشريفتين من نهر الكوثر شربه لا تظمأ بعدها ابدا ,,, وعندما تنظر للعمل داخل المسجد ترى العاملين أشبه بعمل النحل أو النمل من ناحية التنظيم ,
ان العمرة هي زيارة بيت الله الحرام والسعي بين الصفا والمروة. وقد وفعلها المسلم في أي وقت من السنة على عكس الحج الذي له وقت محدد ومعروف ان للعمرة ، عدة أركان، منها : الإحرام، ثم الطواف حول الكعبة، ثم السعي بين الصفا والمروة، وودت ان اشير الى اثنين من هذه الاركان ، هما: الطواف، والسعي بين الصفا والمروة، وخطواتهما والأذكار الواردة في كل منهما... ففيهما تتجلى صورة دقيقة عن معاني العمرة الشريفة ..
السعي بين الصفا والمروة
يجب على المعتمر أن يقوم بالسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، وذلك يأتي بعد قيامه بالطواف حول الكعبة، بحيث يكون سعيه من الصفا إلى المروة شوط، ثم رجوعه إلى الصفا شوط، وهكذا حتى يتم السبعة أشواط.
يذهب المعتمر إلى الصفا ويقرأ عندها قوله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله). يصعد المعتمر إلى الصفا متجهًا نحو القبلة ويفضل أن يطيل الوقوف، ثم يقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ثم يدعو بما يريد، ويكرر الذكر والدعاء ثلاث مرات.
دهشة الايمان ..
ما اجمل ان يأتي المسلمون من آفاق الأرض الأربعة، أفراداً ثم ينتظمون جماعات، ثم يسعون بين الصفا والمروة ، فتصفي نفوسهم من أكدار الدنيا ، وتنقى من الذنوب، ويعودون إلى بلادهم أطهاراً، قد استبدلوا بتلك النفوس نفوساً جديدة كأنها ما عرفت الإثم، ولا قاربت المعاصي.
لذلك كانت العمرة ، والحج أكبر أُمْنِية يتمناها لنفسه المسلم، ويتمناها له إخوانه وأصدقاؤه، فكيف لا يتمنى المسلم أن يزور موطن الروح، ومهوى القلب؛ الأرض التي انبلج منها فجر الإسلام، وأشرقت منها شمسه، وعاش في ربوعها أعظم العظماء، وسيد الأنبياء، حبيب قلب كلِّ مسلم، ومن هو أعزُّ عليه وأحبُّ إليه مِن أُمِّه وأبيه وولده وأهله، ويدخل من باب السلام، ويبصر البيت الحرام، ويطوف بالكعبة والحطيم، ويرى زمزم والمقام.
الشكر لله ، الذي حقق لي امنية زيارة العمرة الميمونة ، صحبة ابني الوحيد " طارق" وابيه زياد .. عمرة ، اعتمرناها ثلاثتنا بود وعهد على الوفاء ، ودعائي ان يحقق امنيات كل الاسر المسلمة ..ف صدقوني إن كلَّ لذات الدنيا، بطعامها وشرابها ولباسها ومناعم أموالها، لا تبلغ ذرة من اللذة الروحية التي يشعر بها المعتمر وهو يلثم الحجر الأسود، الذي لثمه الصادق الامين رسولنا النبي محمد ( ص ) ومن قبله أبو الأنبياء إبراهيم . فقولوا آمين، أسأل الله أن لا يحرمكم هذه النعمة..

الگاردينيا:الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد(ص) وعلى اله اجمعين.

نتقدم بأجمل التهاني والتبريكات مملؤة بعطر المحبة ونسمات التقوى و الأيمان الى زميلتنا (الأخت رنا خالد وأسرتها الكريمة) بمناسبة عودتهم سالمين الى أرض الوطن ، تقبل الله عمرتكم وكتب لكم اجرها وثوابها وغفر ذنبكم وتقبل منكم صالح الأعمال وخير الدعاء ،والف مبارك عليكم بالعمرة.

     

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

685 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع