بقلم : سليم عثمان*
عقد 7 وزراء رافقوا الرئيس المصري محمد مرسي في زيارته للسودان الخميس الماضي، مؤتمرا صحفيا، بمقر رئاسة الجمهورية المصرية لإعلان تفاصيل ونتائج الزيارة والتي استمرت يومين. وكنت قد تابعت ذلك المؤتمر وحاولت أن أتبين عما إذا كانت الزيارة قد حققت بلغة الأرقام شيئا للسودان، بعيدا عن الجدل الذي رافق زيارة مرسي للسودان من حيث تأخرها، ومن حيث تطرقها أو عدم تطرقها لقضية حلايب وشلاتين السودانية ،التي تحتلهما مصر، وإبتداء أقول أن الذين تحدثوا في ذلك المؤتمر الصحفي قالوا بالحرف الواحد:
أن موضوع حلايب وشلاتين لم يطرح على طاولة البحث بين الجانبين خلال الزيارة حيث أكد المستشار فهمي وقال المتحدث الرسمي ان هذا الموضوع لم يطرح مطلقا وما يتردد عنه يستهدف المزايدة علي موقف مصر الوطني الذي لم ولن يتغير . :إنه من غير المعقول التشكيك فيه،وما يتردد حول ذلك الموضوع يهدف إلي التقليل من نتائج الزيارة الايجابية ( ؟ ةيضقلا هذه يرصملا هقيقش عم ريشبلا سيئرلا حرطي مل اذامل يرت يذلا بعصلا عقاولل اريدقت امبر ، اهحرطل نحي مل تقولا نأ هتباجا تناك امبر.) امبرو امبرو ىسرم ةموكح هشيعت
وبالعودة الي لغة الأرقام قال باسم عوده، وزير التموين، المصري إن بلاده تستورد( 5% من اللحوم من السودان) وأن الرئيس مرسي أمر خلال زيارته الي الخرطوم بزيادة هذه النسبة إلي 20% بعد افتتاح الطريق البري الشرقي الذى يربط بين البلدين ،لاسيما أن «الثروة الحيوانية في السودان، تعادل أكثر من( 160 مليون رأس ماشية) وأضاف في المؤتمر الصحفي "نسعي قبل حلول شهر رمضان لتوفير سلعة اللحوم الحمراء المبردة بسعر مناسب(35جنيه مصري للكيلو ) (يا بلاش، مش خسارة على الأشقاء في شمال الوادي ) تصوروا أن الوزير قال في ذلك المؤتمر: أنهم حددوا نوعية الأنعام (عجول) التي سوف يستوردونها ، يجب أن تكون سمينة ولا تقل عن 300 كيلو ولا يزيد عمرها عن 4 أعوام ) من حقهم ،ولكن أليس من العدل أن تطلب الحكومة السودانية أيضا سعرا مجزيا لسلعة جيدة كهذه ؟ مجرد سؤال نوجهه للقائمين على الأمر ،يلاحظ أن حكومتنا تصدر لدول الخليج ومصر أنواع جيدة من اللحوم الحية والمذبوحة (هذا جيد) ولا تهتم بمواطنها في الداخل (هذا مؤسف للغاية) قالوا): شقي الحال بلقي العضم في الكرشة) و وأضاف الوزير أن اللحوم السودانية سوف تصل بجوده عالية للمواطن المصري، وخصوصا في أفقر المناطق المصرية حتي يشعر المواطن البسيط أن
هذه إحدي اليات برنامج الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي ، وقال أن هناك خطوة مهمة تمت بالاشتراك مع وزارة الزراعة حيث تم الاتفاق مع الجانب السوداني علي تخصيص 2( مليون فدان) لرجال أعمال لزراعتها منها ( 500 الف فدان ) تخصص لزراعة نبات عباد الشمس، معلوم أن الميزان التجاري بين السودان ومصر يميل لصالح مصر، بشكل كبير ومدهش أن يعرف المرء أن صادرات السودان السنوية من اللحوم الي مصرفقط في حدود (26 مليون دولار )أمريكي وأن مصر تصدر الي السودان سلع ومنتجات بنحو (500 مليون دولار سنويا ) يا تري هل حكومتنا قادرة على معالجة هذا الاختلال في الميزان التجاري ؟ ليتوازن قليلا؟. التصريح الذي أدلى به السيد أسعد عبد المجيد،رئيس ميناء السد العالي، والذي قال فيه: أن حركة التبادل التجاري بين أسوان ووادي حلفا في تزايد مستمر، مع ارتفاع معدلات التنقل والسفر بين الجانبين، حيث أشار إلي أن نسبة الصادرات من ميناء السد العالي لميناء وادي حلفا، خلال الفترة من يناير 2013 وحتى مارس المنصرم بلغت 12.7 ألف طن من المنتجات المختلفة، في حين بلغت نسبة الواردات من حلفا إلي أسوان خلال نفس الفترة( 23.4 طن ) هذا يؤكد أننا لا نصدر الإ النذر اليسير الي مصر ، و معلوم أن التبادل التجاري بين البلدين في حدود (731مليون دولار ) وأن السودان يصدر لمصر الحيوانات الحية واللحوم و الفول السوداني والجلود ،حتي الجلود نفشل في قيمة مضافة اليها حينما نصدرها. انظر ايها القارئ (بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والجزائر خلال العام (2012 مليارا و257 مليون دولار) والتبادل التجاري بين بلدين شقيقين كمصر والسودان بهذا الحجم من التواضع والبؤس ونحن نتحدث صباحا مساء ان البلدين امتداد لبعضهما تجمعهما العروبة والإسلام والجغرافيا والمصير المشترك الى ما هنالك من خرابيط لفظية . من جانبه المهندس حاتم صالح، وزير الصناعة والتجارة الخارجية،خلال المؤتمر الصحفي إن زيارة الرئيس محمد مرسى للسودان كانت موفقة وتاريخية بكل المقاييس، مشيرا الى أن هناك العديد من المشروعات التى تم الاتفاق عليها على الأرض وأضاف صالح ،أنه تم رفع تمثيل اللجنة المصرية السودانية المشتركة من رئاسة الوزراء إلى رئاسة الجمهورية، لتكون نافذة وتلبى طموحات الجانبين، موضحا أنه تم تخصيص مساحة ( 2 مليون متر مربع ) شمال الخرطوم ،ستختص بصناعات يمكن أن يكون فيها تعاون بين البلدين فى الحاصلات الزراعية ودباغة الجلود والصناعات التعدينية وإنتاج الوقود الحيوى، مشيرا إلى أن هناك شركات مصرية وسودانية تقدمت بالفعل للحكومة بطلبات لإقامة مصانع بهذه المنطقة الصناعية ، وسأله أحد الصحفيين لماذا تستثمر مصر في مجالات الصناعة في السودان في وقت فيه الاف المصانع معطلة في مصر اليس من المهم علاج
مشاكلها وتشغيلها قبل الشروع في الاستثمار الصناعي في السودان ؟ فأجاب بأنه سيقام على المساحة التي منحتها الحكومة السودانية لمصر للاستثمار الصناعي حوالى (400 إلى 500 مصنع متوسط الحجم) (ما شاء الله مش بطال ) ستختص بصناعات يمكن أن يكون فيها تعاون بين البلدين ( يجب أن يكون للسودان نصيب وافر من العمالة في هذه المصانع والا لا معني لقيامها في السودان وبموارد السودان الخام وعلى الحكومة أيضا أن تحدد نوعية هذه الصناعات، لا أن تتركها للجانب المصري فقط) وأضاف وزير الصناعة المصري في المؤتمر الصحفي ،أن السودان يذخر بثروة حيوانية و نفطية ومعدنية كبيرة ، هل بحث الجانب السوداني مع نظيره المصري أمكانية الاستفادة من فائض كهرباء السد العالي على كهربة المشاريع الزراعية على الأقل بالولاية الشمالية ؟وزيادة المساحات التي تزرع من القمح والبقوليات خاصة الفول المصري الذي يحبه المصريون حبا جما؟ الا تستحق تضحية السودان بغمر مناطق واسعة من اراضيه في الشمال بإنشاء السد العالي أن يستمتع بعض أهل السودان بالكهرباء المتولدة من ذلك السد؟ هل بحث الجانب السوداني استيراد الغاز المصري؟ بدلا عن الأواني البلاستيكية من أباريق وصحون وكراسي وغيرها؟ . كما أشار وزير الصناعة إلى أنه تم التعاقد على زراعة ( 200 ألف فدان ) لزراعات نباتات الوقود الحيوى لتوفير البنزين المستخدم وإنشاء مزرعة مشتركة بين البلدين على مساحة ( 10 آلاف فدان ) اليس لزراعة نبات الوقود الحيوي مخاطر على البيئة السودانية ؟و قال الوزير أنه سيتم تصدير الإنتاج إلى القاهرة، و أنه سيتم الاستفادة من الخبرات المصرية فى مجال التعدين والتنقيب عن المعادن والذهب( هل بحث الجانب السوداني مع نظيره المصري مسألة اعتقال الأجهزة الأمنية لعشرات السودانيين اللذين ينقبون عن الذهب في مناطق سودانية بحجة أنهم ضلوا طريقهم الي الأراضي المصرية ؟) وقال الوزير أيضا :أنه تم الاتفاق مع شركتين مصرية وسودانية لزراعة وإنتاج الذرة الصفراء، لافتا إلى أن (35 رجل أعمال) شهدوا توقيع هذه الاتفاقيات فى مختلف المجالات.يا تري كم كان عدد رجال الأعمال الذين شاركوا من الجانب السوداني في تلك المباحثات؟وهل تولي الحكومة قطاعنا الخاص خاصة الضناعي ما يستحق من أهتمام؟
وقال هشام زعزوع، وزير السياحة خلال المؤتمر الصحفى ، إن ملف السياحة كان مهما جدا خلال زيارة الرئيس مرسي للسودان، ولفت إلي أن حركة السياحة العربية الوافدة لمصر من السودان لا تقل عن (200 ألف سائح سوداني) ومعلوم لدينا أن معظمهم يذهب الي هناك من أجل تلقي العلاج (هل بحث الجانب السوداني مع نظيره المصري أمكانية تطوير وتوطين العلاج في المرافق الصحية السودانية ؟
كم من العملات الصعبة يصرفها السودانيون بحثا عن العلاج في مصر أو الأردن أو المملكة المتحدة وغيرها من بلدان العالم ؟) وأضاف زعزوع أن هناك سياحة علاجية للسودانيين في مصر وستحاول الوزارة زيادة الأعداد في هذا الخصوص الي الضعف خلال سنوات قلائل، حيث تم توقيع برتوكول لمدة (3 سنوات حتى نهاية 2015) وتطرق زعزوع إلي فرص التسويق المشترك بين مصر والسودان خاصة في مجال السياحة النيلية وفى المنطقة الواقعة بين جنوب السد العالي حتى شمال السودان، ،موضحا أن هذا المجال عليه طلب على المستوى الدولي. وقال زعزوع " السودان كان يستقبل حوالي ( 50 ألف سائح) في السنة ولكن العام الماضي استقبل حوالى( 500 ألف سائح ) وسيتم التكامل معهم لزيادة ذلك في البلدين، وسنقوم بتنمية وتدريب الكوادر السياحية السودانية للتدريب السياحي ،منذ الشهر القادم في إطار التكامل السياحي مع السودان،.وقال أن مصر تهتم بالسياحة في السودان وسوف تقيم بعض المؤسسات السياحية هناك مشيرا الي خط للسكة الحديد يبدأ من جنوب أفريقيا مرورا بالأراضي السودانية وصولا ألي الأسكندرية مما يدعو الي الأهتمام بالسياحة في السودان، من أجل تنمية وتطوير السياحة المصرية.ترى هل تهتم الحكومة السودانية بأمر السياحة في السودان ؟ هل لدينا فنادق فخمة في العاصمة القومية والمدن الكبري وتلك المناطق التي بها معالم سياحية ؟ أشك في ذلك كثيرا .
وقال أشرف العربي، وزير التخطيط والتعاون الدولي فى المؤتمر الصحفى إن الطريق الشرقي الذى سيتم افتتاحه خلال أيام بين مصر والسودان كان متوقفا منذ 12 عام ،مؤكداً أن افتتاح الطريق سيكون له مردود كبير جداً على حركة التجارة والاستثمارات وبصفة خاصة منطقة الصعيد ( د مصطفي عثمان اسماعيل وزير الاستثمار قال لصحيفة الاهرام المصرية: أن الطرق هذه ستقلل تكلفة نقل السلع بشكل كبير من(1200 دولار للطن حاليا الي200 دولار فقط) وأضاف الوزير المصري : إنه سيتم دراسة إنشاء خط سكة حديد أسوان ووادي حلفا بطول (500 كيلو متر ) وسيتم طرحه للمستثمرين قريبا ،كما تم الاتفاق على إنشاء شركة ملاحة بحرية سودانية مصرية مشتركة - وقال إن السودان لديها إمكانيات كبيرة يمكن استغلالها لتحقيق الامن الغذائي لشعبي البلدين، وإن اللجنة العليا المشتركة التى تم تفعيلها خلال الزيارة ستعقد اجتماعا كل( 6 شهور).
وقال حاتم عبد اللطيف، وزير النقل المصرى، إنه تم الاتفاق بين الرئيسين المصري والسوداني على فتح طريق برى خلال أسابيع يسهم في زيادة التبادل التجارى بين البلدين ،معتبرا الطريق بمثابة البنية التحتية التى لابد من توافرها لنقل كل السلع والبضائع ومنتجات المشروعات التي تم الاتفاق عليها مع الجانب
السوداني. وأضاف أن التأخر في أفتتاح الطريق مرده الي أن الجانب السوداني يريد أن يستكمل بعض البنيات الضرورية على الطريق فيما فرغ منها الجانب المصري وقال :إن أحد نتائج زيارة الرئيس مرسي للسودان هو فتح مزيد من المنافذ الحدودية بين مصر والسودان وأنها سوف توفر فرص عمل للنوبة على جانبي الحدود وقال أنه تم الانتهاء من ميناء قسطل البرى شرق النيل وسيتم افتتاح ميناء أرقين البرى غرب النيل خلال هذا العام ،كما سيتم تطوير ميناء رأس حدربة البرى على ساحل البحر الاحمر.
موضوع التعاون في مجالات الرياضة لم يشغل بال المسئؤولين في البلدين خلال تلك الزيارة بدليل عدم وجود وزيري الرياضة ضمن الوفدين ،والسودان بحاجة ماسة للاستفادة من امكانيات وخبرات الجانب المصري خاصة خبرات القوات المسلحة المصرية في تشييد ملاعب واستادات بمواصفات عالمية ، لو كان من نتائج زيارة مرسي للسودان تشييد استاد واحد كاستاد القاهرة، أو برج العرب الخ في الخرطوم لقلنا أن الزيارة ناجحة للجانب السوداني نحن لدينا سنوات طويلة عجزنا فيها عن بناء المدينة الرياضية بل تم السطو على مساحات مقدرة منها لماذا لا يتم التعاون مع مصر في المجال الرياضي ايضا لماذا لا نطلب من دولة كقطر التي تمد اياديها بيضاء للسودان في عدة مجالات ان تساعد السودان ببناء استاد يليق بالبلد أو حتي الصين أو أي دولة أخري ملاعبنا سيئة للغاية وفوق ذلك قليلة العدد وهو من اسباب تدهور معظم صنوف الرياضات عندنا خاصة كرة القدم وخير دليل خروج فريقي الهلال والمريخ من الادوار التمهيدية في البطولات الافريقية هذا العام التحية لأهلي شندي الذي انقذ نوعا ما سمعة الكرة السودانية
لن نقلل من أهمية زيارة الرئيس مرسي الي السودان إن أتبع الجانبان القول بالعمل الجاد المسؤول والا لقلنا لا معني للتكامل والوحدة وما الي ذلك من الفاظ هلامية تقال هنا وهناك لتأكيد متانة العلاقات السودانية المصرية ، التكامل الحقيقي بين البلدين يكمن في تعاون صادق يقوم على مبدأ الشراكة والندية لتسخير كافة موارد البلدين لصالح شعبيهما،التكامل الحقيقي يكمن في استثمار حقيقي في البلدين لا يضر بأي طرف ،التكامل الحقيقي أن تري المشروعات التي تم التطرق اليها بشكل عاجل، اما الزيارات البروتوكولية وتوقيع الاتفاقيات وترفيع اللجان الي مستوى رئيسي البلدين على الورق فلن تزيد الشعبين الا بؤسا و تأخرا.
*يقول الشاعر تاج السر الحسن مادحا مصر:
مصر يا أخت بلادي يا شقيقةْ يا رياضاً عذبة النبع وريقة .. يا حقيقة ..
مصر يا أم جمال .. أم صابرْ ملء روحي أنت يا أخت بلادي سوف نجتث من الوادي الأعادي
*كاتب وصحافي سوداني مقيم في الدوحة
2156 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع