علاء کامل شبيب
مع إقتراب العد التنازلي للإنتخابات الرئاسية في إيران، والاجواء و الاوضاع غير العادية المرافقة لها في هذا البلد خصوصا و المنطقة عموما، يتبلور ثمة إتجاه محدد داخل أروقة النظام بتشديد المزيد من الخناق على ارادة و خيار الشعب الايراني و عدم السماح بجعل منصب رئيس الجمهورية منصبا مستقلا قائما بذاته و يعبر عن إرادة الشعب و تطلعاته وانما يريد هذا الاتجاه القمعي جعل هذا المنصب مجرد ذيل و تابع ذليل لمرشد النظام الذي يمثل الاستبداد و القمع في هذا النظام.
انتخابات الرئاسة لعام 2009، والتي أثبتت الادلة و الوقائع تدخل النظام فيها و قيامه بتزييف و تحريف النتائج لصالح مرشحه أحمدي نجاد و التي أدت الى إنتفاضة شعبية واسعة ليس ضد الانتخابات الصورية و المزيفة من أساسها فقط وانما ضد النظام برمته و ضد الولي الفقيه نفسه، وهو مايثير الذعر و الرعب في اوساط النظام و يدفعهم لأخذ المزيد و المزيد من الحيطة و الحذر من الانتخابات القادمة لشهر يونيو القادم، ولعل التصريح الملفت للنظر للملا احمد خاتمي عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء النظام تؤکد هذه الحقيقة عندما يقول بهذا الخصوص:"علينا الحذر من الفتنة. ليس اسم تقويض النظام الاختلاف في الأمزجة. واذا وجدوا فرصة وقوة سيعيدون اثارة الاهداف والمواقف التي تقوض النظام. أصحاب الفتنة في عام 2009 كانوا يتحدون ولاية الفقيه وخلال تلك الفتنة أصحاب الفتنة كانوا يعملون على تقويض هذا العمود. القيادة ومنذ عام 2009 ولحد الآن قد تحدثت مئات المرات عن الفتنة. لذلك يجب أن نتحرك خلف القيادة ولا يجب أن نسمح بأن يتزعزع هذا العمود."، وهو مايؤکد بأن هذه الانتخابات تحديدا لن تکون عملية سهلة، وان النظام يتخوف منها و يريد أخذ الاحتياطات اللازمة لکي لاتأخذ سياقا معاديا و مضادا لإرادته و توجهاته، خصوصا وان منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة باتت تسجل حضورا إستثنائيا لها في الساحة الايرانية بعد أن نجحت في کسر حاجز درجها"ظلما و زيفا" ضمن قائمة المنظمات الارهابية، وهو مايسبب صداعا و أرقا مزمنا للنظام الديني ولاسيما وان المنظمة قد لعبت الدور الاکبر و الاکثر فعالية في إسقاط نظام الشاه و کان لها دورا مشهودا في إعداد و تعبئة الشارع الايراني، ولهذا فإن مسؤولي النظام و على رأسهم مرشد النظام ذاته، من حقهم أن يتخوفوا فعلا من هذه المنظمة التي وهبت نفسها و وجودها و کل مافي مقدورها من أجل حرية الشعب الايراني و سعادته، وان التحذيرات التي طفقت تنطلق من جانب مختلف مسؤولي النظام الايراني تشدد کلها على الاعداد و التهيأة من أجل قطع الطرق و المنافذ على هذه المنظمة، لأنها تمثل قولا و فعلا الاتجاه المعارض للنظام و هي أيضا البديل
الفعلي و المنطقي القائم و الجاهز لنظام الملالي، ولذلك فإن العقارب السامة المتنافسة و المتصارعة على السلطة و النفوذ في إيران تريد من خلال مساومتها و مزايداتها المقززة للنفس ضد هذه المنظمة المناضلة من أجل غد أفضل لإيران، أن تسجل حظوة و مکانة أفضل لها أمام مرشد النظام، لکننا عندما نلاحظ الاوضاع السائدة في إيران و طبيعتها في إيران ندرك تماما ان هذا النظام قد بات مثل ذلك الغريق الذي يتشبث ولو بقشة من أجل الخلاص وان کل ذلك لن يجدي نفعا لأن أوضاع النظام الوخيمة قد وصلت الى نقطة اللاعودة ولابد من حسم لها على يد الشعب الايراني و مقاومته الوطنية، وان الصراع المحتدم بين أجنحة النظام والذي هو في الحقيقة و واقع الامر صراع محتدم و مرير على السلطة و النفوذ بين عقارب سامة تنفث بسمومها الفتاکة في إيران و المنطقة و العالم، هو واحد من الاسباب الرئيسية التي ستقود الى جانب الاسباب الهامة الاخرى الى سقوط هذا النظام و خلاص الشعب الايراني و المنطقة و العالم من شروره وان ذلك اليوم قد بات قريبا.
1924 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع