المهندس الاستشاري
فارس الجواري
باحث وأستشاري طيران
الافاق المستقبلية لدراسة الطيران والحصول على الوظيفة المناسبة
يعد الطيران مسار وظيفي مربح على الجانبين المادي والإجتماعي شريطة وجود آلية صحيحة للبدء برحلة طويلة من التخصص الوظيفي في هذا المسار الذي يضمن الوظيفة المرموقة والتي يفضلها الكثير لتحقيق هدفهم بان يكونوا احد افضل الطيارين اومهندسي الصيانة أو اي من كوادر الطيران المتبقية .
فقد أكدت تقارير أتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) عن توقعاتها للمسافرين جوا في ال 20 عام القادمة وتحديدا في عام 2036 بأن هناك 7.8 مليار مسافر عن طريق الجو أي ما يقرب من ضعف عدد المسافرين البالغ 4 مليارات مسافر في عام 2017 , على ضوء هذا التقرير قامت شركة بوينغ الامريكية في عام 2018 بأجراء دراسات حول الموضوع توصلت من خلالها ان عالم الطيران سيواجه مشكلة وجود نقص حاد في الطيارين العاملين في شركات نقل الركاب في السنوات العشرين القادمة حيث ستحتاج هذه الشركات حول العالم إلى 635٫000 طيار جديد بحلول عام 2036 ثلث هذا العدد من منطقة آسيا والمحيط الهادي مما سيجعل مجال عمل كوادر الطيران واعداً في توفير فرص العمل مستقبلا
لذا من الضروري ان تضع الدولة العراقية في رسم سياساتها العليا أن تستثمر في قدرات الانسان العراقي وتبني مقومات اقتصادها على تطوير هذا الانسان من خلال الاهتمام بتدريـــب وتكويـــن طاقـــات بشـــرية قـــادرة على مواكبـة هذا التقــدم التكنولوجــي الســريع الــذي يعرفــه مجـال الطيـران المدنـي من خلال فتح قنوات الاتصال العلمي مع مؤسسات تعليمية متخصصة تعمل في المجال التعليمي والبحثي لتقديم مجموعة واسعة من حلول التدريب الإبتكارية ذات الجودة العالية على المستوى العالمي في تدريب كوادر الطيران العراقي بمشاركة محلية تسهم بإنشاء اكاديميات لتدريب الطيران وعلومه المختلفة داخل العراق واهي من المشروعات الحديثة الهامة التي تفيد المجتمع العراقي التي تعمل على سد الفجوة التدريبية في مجال الطيران في العراق وتحقيق هدف استراتيجي مهم هو توطين تدريب كوادر الطيران داخل العراق مما سيوفر مبالغ الاقامة والتنقل للمتدربين في حالة دراستهم خارج العراق , وهو مبلغ يصل في بعض الاحيان الى نسبة 50% واكثر من مصاريف الدراسة كما انها ستحصل على دعم من شركات الطيران العراقية وخصوصا الخطوط الجوية العراقية بإعطاء خريجيها الأولوية في التوظيف عن غيرهم.
كما ان هناك نقطة مهمة ومعلومة لدى العاملين في هذا المجال هي ان الحد الأدنى من المتطلبات لوظيفة طيار شركة النقل الجوي ان يكون حائز على ما لا يقل عن 250 - 500 ساعة طيران, وبما ان أغلب خريجي الاكاديميات من الطيارين الجدد يكونوا قد جمعوا حوالي 200 ساعة طيران كحد ادنى للحصول على رخصة CPL , أذن هناك فرق واضح بساعات الطيران للوصول الى عدد ساعات التي تزيد من فرص حصولك على وظيفة في شركة نقل هذا الفرق يجب ان تحصل عليه من خلال تجميع ساعات طيران في نوادي الطيران او الاكاديميات الجوية خارج العراق وبكلف مالية اضافية تهلك كاهل المتدرب قد تصل قيمتها الى 400 الف دولار او اكثر ولكن بأنشاء هذه الاكاديميات داخل العراق سيحل هذه المشكلة ايضا.
أن احتياجات منظومة الطيران المدني العراقي مـــن العمالـــة المؤهلـــة والكفـــاءات البشـــرية المتخصصـــة فـــي مجـــال الطيـــران ستزداد بشكل يصعب معه توفره اذا لم نتدارك الموقف الان والانفتاح على بناء هذه المؤسسات التدريبية لرفد القطاع بالكوادر المطلوبة مستقبلا ومواكبة التطــورات التـــي تشهدها صناعـــة الطيـــران خصوصا مع تزايـــد نمـــو حركـــة النقـــل الجـــوي وتضاعـــف عـــدد الطائـرات والمطـارات الدوليـة والاسـتثمارات الضخمـــة فـــي كل مكونـــات القطـــاع ومـــع الوتيـــرة المتناميـــة للموظفيـــن والعامليـــن الذيـــن ســـيحالون علـــى التقاعـــد فـــإنه سيتم استيعابهم للانخـــراط فـــي سياســـة التدريـــب والتعليـــم للجيـــل المقبـــل مـــن العامليـــن فـــي منظومـــة الطيـــران في هذه الاكاديميات المقترح أنشاءها.
إن مســتقبل الطيــران المدنــي العراقي مرهـون بأجيالـه المقبلـة المؤهلـة والمتدربـة والمتخصصــة فــي كافة مهــن الطيــران مــن طياريــن ومراقبيــن جويين ومهندسين طيران وتقنييــن وإدارييــن واقتصادييــن وتجارييــن ومتخصصيـن فـي مجـال التسـويق والترويـج وذلــك لمواجهــة حــدة المنافســة وإبـراز الجديـة المهنيـة لتحقيـق المردوديـة والجــودة المطلوبــة لتحقيق الاستثمار الأمثل للموارد المالية والمادية والبشرية والوقت .
المهندس الاستشاري
فارس الجواري
باحث وأستشاري طيران
577 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع