الى السيد رئيس مجلس الوزراء.. مع التحية!

                                      

                           ذكرى محمد نادر

مساء الجمعة, المصادف 12 ابريل الحالي ,أجرت " قناة العراقية" حوارا مع كبير الوزراء السيد المالكي, لتطرح عليه الاسئلة حول الامور السياسية والامنية الملتبسة التي تتراكم فوق بعضها البعض دونما حل, وبما أننا مقبلون على فترة حرجة جدا ,تتعلق بالانتخابات المحلية والتي يتفنن النواب والساسة وقادة الاحزاب والكتل فيها بأستعراض " طيبتهم ووطنيتهم الطارئة"لاسترضاء خواطر الناخبين, وشراء أصواتهم بوعود عزف عنها العراقيون لشدة ما اختبروا بطلانها وفساد اكاذيبها!

واغلب الظن ان المقابلة اعدت بقصد منح دولة ريئس مجلس الوزراء الفرصة المناسبة لتبرير موقفه الذي أثار استغراب كل العراقيين برفضه المثول للمرة الثالثة, امام مجلس النواب و أستدعائه للمساءلة تحت قبته بوصفه مترئسا لكافة المناصب الامنية ما ظهر منها وما بطن, وانه بحكم هذه المناصب والمسؤوليات يتحمل الوزر الاكبر امام تدهور الوضع الامني المتزايد والذي كلفنا لشهر اذار وحده حسب تقارير منظمات مدنية عراقية, ما قارب من 1700 ضحية بين جريح وقتيل !

ويبدو ان مستشاريه الذين كما يشاع عنهم انهم ناصحوه في كل الازمات والمواقف التي تواجهه, قد أفتوا اليه بنمط الاجابات التي وجدوا انها ستكون شافية لغليل المواطن وكفيلة بتبرئته امام ناخبيه !

ولكن..ما وصل الينا مما قدمه دولته من اعذار لرفضه المثول امام البرلمان ادانه اكثر مما براه ! وقد ساقه بذريعة حرصه الشديد على العملية السياسية برمتها من السقوط والانهيار,! ولانه في حال اجابنه عن الاسئلة التي ستطرح, وكانت ستدور في اغلبها حول الاوضاع الامنية, ما سيدفعه ان يكون مضطرا لفضح الجميع وانه في هذه الحال: سيفتح النار على الجميع , بفضح ستر كل الاضابير وملفات الفساد! وقد وجه اصابع الاتهام لكل من حوله ومن على جنبيه من الساسة ملوحا بأنه يمتلك من الادلة ما سشيب لها الولدان وما ستسود منه وجوه كثيرة من الخزي والبهتان !!

 

وان هؤلاء الساسة " لم يستثنِ منهم احدا" مرتبطين في عمليات ارهاب فظيعة على طول العراق وعرضه ,غربه ووسطه وجنوبه!

 

وانه في هذه الحال فأن غالبية من سيوجهون اليه الاتهام سيقعون بخانة الاتهامات نفسها لما ارتكبوه بحق شعبنا من جرائم يومية !

 

وعليه يا دولة الرئيس:

 

الم يكن حريا بك" اخلاقيا " على الاقل ان تكون برا بقسمك, بالحفاظ على ارواح مواطنيك وسيادة وطنك الممرغة بوحل الفجيعة والقباحة, ان تبادر من باب تجمل المسؤولية واخلاقياتها, الى فضح القتلة, على اختلاف انتمائاتهم, دون التلويح لهم بذلك فقط لضمان أخراسهم وتخويفهم ! وان تنشر ادلتك المزعومة التي تدينهم بقتل اهلنا وتقول لشعبك: هذه ادلتي ضد القتلة وسأضعها كافة, برهن التحقيق ليتقتص منهم القضاء!

 

الم يكن حريا بك ان تتحلى بالشجاعة التي يخولك اياها منصبك, وتحتمها عليك مسؤولياتك, لتقف بوجه المفسدين و المجرمين ممن تضع تحت يدك, "حسب اقوالك: ملفات فسادهم وادلة جرائمهم وتخرجها من ادراج مكتبك الى النور و العلن, كي لا يبقى القتلة محتمين بسكوتك عنهم و معفيين من العقوبة, فيما دماء وارواح اهلنا مستباحة للموت المجاني المر؟

 

ثم..وما القيمة التي يمكن ان نرتجيها من عملية سياسية يعتليها ويتحكم بها سفاحون وقتلة ؟؟, أم انك تنتظر ان توفر لنفسك فرصة مناسبة تخدم اهدافك ومصالحك ؟أو ربما انك انت الاخر متخوف" كما يتداوله الناس الان" مما سيواجهك به الاخرين , ممن سيعمدون لفضحك وتهديم المعبد فوق رؤوسكم جميعا بعد افلاسكم قاطبة : وعليّ وعلى اعدائي يا رب!

 

أم ان تسترتك على اسماء من تتهمهم يتعلق ايضا بمزاج تمرير فترة الانتخابات وقد هبطت فيها اسهمك نحو ادنى مستوياتها كما تعلم, وبمفارقة انتخابية غير مسبوقة , خولتك مصالحك اجراء استثناء مجحف لمحافظتي الانبار والموصل منها, لكنك بحكم قوة مناصبك عمدت , للاستثناء أخر غريب ومشكوك بدوافعه, فسمحت للقوات الامنية المؤتمرة بامرتك في تينيك المحافظتين أن يشملها الاستثناء الجزئي, ليستحقا حق التصويت المبكر يشمل القوات الامنية فقط , و يجرى على عجل !! الا يبدو ان ذلك متعلق بعملية استخدام ورقة ضغطك على الاجهزة الامنية لتمنحك كامل اصواتها , سواء كان برضى عناصر او حتف انوفهم !!

 

فيا دولته.. ! كان واهما جدا, من نصحك اننا نرتضي ان يكون من يحكمنا او يمثلنا في البرلمان افرادا مستغلين لمناصبهم الحكومية, او قتلة, !!مثلما نرفض من يستخدم موتنا لشروط انتخابية .وكما رفضنا واستنكرنا اتهامات العيساوي بحيازته على ادلة تدينك, سكت عنها لسنوات, لحين تيسر فرصة تناسبه, ها نحن نتهمك وندينك مثله ! وكما حددنا موقفنا منه : ان الساكت عن اظهار ادلة ذبح مواطنينا هو سكين الشيطان الاخرس ومساهم مثله بالقتل, فأننا ندينك بنفس ما ادناه به!

وأي عملية سياسية هذه التي تريد الحفاظ عليها, وهي لاتعدو ان تكون , غير جرائم قتل جماعية وابادة شعب؟

يا دولته.. هذه ارواح بشرية, من يسحقها الارهاب الذي تتستر عليه ويقتلنا على قوارع الطريق, فيسقط منا احبة ,من اهل, اباء واخوة ,وبنون, تمزقهم ايدي الاجرام.. فيا دولته هذه حياة شعبك التي تموت وليس امواج من الهوام لتفرط بها حسب مزاج مصالح دولتك!!

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

638 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع