حصاد المطابع - كتب متعددة العناوين على رفوف مكتبات البصرة

                                          

                          محمد سهيل احمد

  

  

حصاد المطابع - كتب متعددة العناوين على رفوف مكتبات البصرة

شهدت البصرة ، وعلى الأخص في السنة التي اعقبت تغيير النظام ، انفجارا طباعيا تمثل بصدور مئات الكتب بشتى أغراضها وعناوينها . عدد كبير من هذه الكتب صدر على نفقة المؤلف الشخصية بينما صدر عدد آخر من خلال خلال الدعم المقدم من قبل بعض الشركات والمنظمات الانسانية والمؤسسات الاكاديمية جنبا الى جنب إصدارات وزارة الثقافة والاعلام واتحاد ادباء البصرة . ولهذه الظاهرة ايجابيتها وسلبياتها فقد صدر معظم هذه النتاجات بعيدا عن مقص الرقيب الذي كان مسلطا على الكاتب والقارئ في العهود السابقة مما أتاح للمؤلف ان يتنفس هواء الحرية ولو عبر شقوق الشبابيك .وفي الوقت نفسه شهدت الساحة الثقافية صدور اعداد لا يستهان بها من المؤلفات الادبية البعيددة كل البعد عن معايير الابداع النقدية والجمالية وحتى اللغوية ، في الوقت الذي صدرت اعمال شعرية وسردية ونقدية اسهمت في اثراء المشهد الثقافي المحلي والعراقي على حد سواء .ومع ذلك يمكن القول ان معظم الاصدارات عانت من اشكاليتين محوريتين تمثلت اولاهما في التوزيع وثانيهما في اهمالها من قبل النقاد لهذا السبب او ذاك . 

في حوزتنا مجموعة من الاصدارات الشعرية والسردية واخرى تتعلق بالسيرة بصنفيها الشخصي والمكاني ، غير اننا سنقوم بتسليط الضوء على اثنين منها كبداية لعرضها في قادم الأيام :

           

* انت لم تقرأ معي ..ديوان شعر لقاسم محمد علي

اصدر الشاعر الخصيبي المنبت البصري الثقافة قاسم محمد علي ديوانه الموسوم (أنت لم تقرأ معي ) ضم خمسة وثلاثين نصا شعريا تنوعت أغراضها بين الحنين الطاغي للامس والهواجس الليلية بأحلامها وصبواتها والعناق اليومي مع تقلبات المناخ :
" قريبا ،
سيأتي الشتاء
وتنثال بين يديه الاماني
كأغنية من عبير المساء
ستسكن لوعته الموقدهْ
بين ليل طويل
وهم ثقيل " (شـتاء ص104)

عبر قصائد الديوان يستكمل الحلم دورته حيث "يأخذني حلمي / يتركني وسط الليل وحيدا " فتبزغ اقمار وتنطفئ وتشرق شموس وتغرب والشاعر يتلظى ألما :
"وانتهى عقد الصفاء
ومضى الحالم وحده
في سكون الليل
قنديلا
وألوان رجاءْ " (البداية ص 5)
حينئذ يبلغ الأسى أقصى مداه ويتسع الصدر لكل الهموم :
"يقولون
ان البلاد العظيمة
تزهر في الكف مرة
وفي القلب مرات عدة " (البلاد ص 127)

تتجلى مقدرة الشاعر في اتقانه لبحور الشعر اذ يبدو من الواضح ان نصوصه تنتمي الى الشعر الحر الذي يعتمد التفعيلة الواحدة بينما يغلب على المجموعة الحس الرومنتيكي المتأرجح بين التمرد والامتثال ، الحنين والضياع . وقد صمم غلاف المجموعة الفنان صالح جادري وصدرت عن مطبعة البصرة .ويعد الديوان واحدا من سلسة دواوين بحجم الكف يواصل الشاعر اصدارها من وقت لآخر.وهو دعوة من الشاعر للقارئ كيما يقرأ معه سفر العذاب الطويل .
و صاحب الديوان هو نجل الاديب الراحل الشاعر والمربي محمد علي السماعيل الذي جمعته بالسياب والشاعر المحامي المرحوم صالح فاضل الذين انبثقوا شعريا في وقت مبكر يرجع الى ايام الدراسة .علما بأن الشاعر قاسم محمد علي اصدر مؤخرا باقة من الدواوين الشعرية هي ( شجن ابيض ) ، ( ثلج ورماد ) ، ( حدائق كيلان ) ، ( ليلة الشاعر ) اضافة الى اصدارات عنيت بالسيرة مثل ( حكايات تاريار ) والتي كانت مخاضا لتجربة الشاعر في حرب الثماني سنوات بين العراق وايران ، و( اطلق طيورا ) الذي ضم قصائد مختارة من الشعر العالمي ، و ( سونيتات ) وهي تجربة غير مسبوقة لكتابة سونيتات عربية عراقية على غرار سونيتات شكسبير وبترارك .وهو يعمل حاليا في احدى صحف مدينته البصرة .

* دراسات في الموروث البصري لعلي ابو عراق

عن شركة ضوء الشمس للطباعة والنشر بالبصرة صدرت الطبعة الاولى من الكتاب التوثيقي من كتاب ( البصرة موروث لايدركه الزوال ..
دراسات في الموروث البصري ) لمؤلفه الشاعر والكاتب المتعدد الاهتمامات علي ابو عراق استهله بمقدمة للموثق كاظم فنجان الحمامي ( وزير النقل حاليا ) . وقد اشتمل الكتاب على ستة ابواب مجزأة على فصول ففي الفصل الاول تحدث المؤلف عن تاريخ نشأة البصرة سنة 14 هجري مارا بتاريخ المدينة في العهدين التتري والعثماني .وقد قام الكاتب
بتدوين عدد كبير من الظواهر البيئية والسياسية والاجتماعية مثل نهر شط العرب ( النهر الذي كتب تاريخ مدينة ) منتقلا الى موضوعات شتى
مثل صيد الاسماك وزراعة النخيل والعناية بها مكرسا عددا من الفصول للتحدث عن التراجع الخطير في انتاج التمور . ثم يعرج المؤلف الى مفهوم جماليات المكان ومديات اتضاحه في بصرة الماضي البعيد والقريب متحدثا عن بعض العادات الشعبية ذات الطابع الفولكلوري والتي وسمت الحياة البصرية عبر القرون كصناعة الآلات الموسيقية وطقوس الرقص الزنجي والخشابة . كما انه يكرس الفصل السادس للحديث عن الاهوار في البصرة وعن ساكنيها من المعدان عبر المرور بلهجاتهم وقاموسهم اللغوي مخصصا احد الفصول للتحدث عن المرأة في الاهوار
. ويتابع قلم المؤلف ظاهرة تركت أثرها البالغ على السمات المحورية لمدينة البصرة الا وهي ظاهرة الهجرات وصراع المدينة مع الريف .
ويختم الكاتب مؤلفه بالتحدث عن مدينة الزبير ومقبرتها والمراقد فيها .
والكتاب تميز بورقه الصقيل وصوره التوثيقية التي جاء بعضها باللونين
الاسود والابيض في حين ازدان الكتاب برسوم اخرى ملونة .
وقد سبق للمؤلف ان اصدر عددا من الدواوين الشعرية : (من . ؟ ) ،( مايقترحه الغياب ) ، ( نهير الليل ) ، ( باكرا ايها الغروب ) و ( مثنويات ) اضافة الى عدد آخر من الكتب عنيت عناية تحليلية بمادة ( الشفاهيات ) وهي الحكايات التي تتردد على السنة عامة الناس وبسطائهم في قرى وارياف مدن الجنوب العراقي والتي تعد من اهم مكونات الذاكرة والوجدان العراقيين .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1157 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع