العراق والقبضة الايرانية

                                           

                                 سعاد عزيز

العراق والقبضة الايرانية

بعد إندلاع الانتفاضة الاخيرة في إيران والتي أصابت النظام الذەني بصدمة کبيرة لم يتوقعها، وماأعقبتها من العقوبات الأمريکية التي تم فرضها على إيران بعد القرار الامريکي بالانسحاب من الاتفاق النووي، صار هناك ترکيز إيراني ملفت للنظر على العراق، ولاسيما من حيث الزيارات المتتالية والتي کان آخرها زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني، وهذه الزيارات التي هي تشکل جانبا من الترکيز الايراني على العراق، لايمکن القول بأنها وفي خطها العام کان مرحب بها خصوصا وإن هناك مشاکل وازمات کثيرة تلاحق طهران وتنعکس سلبا على علاقاتها السياسية والاقتصادية بالبلدان الاخرى.
مع إن النفوذ الايراني لايزال مستمرا في لبنان وسوريا واليمن، ولکن لايمکن أن تشکل هذه البلدان الثلاثة مجتمعة الاهمية الجيوستراتيجية للعراق بالنسبة لإيران، خصوصا في المرحلة الحالية حيث يواجه النظام الحاکم في إيران الکثير من التحديات والاخطار المحدقة به على الاصعدة الداخلية والدولية فيما هناك أيضا تزايدا في الرفض الاقليمي للنظام حتى من داخل الدول الاربعة التي يهيمن عليها بنفوذه، ويبدو واضحا إن طهران تسعى لتحصين نفسها من آثار وتداعيات التهديدات التي تحدق بها بجعل العراق جبهة أمامية وفي نفس الوقت عمقا استراتيجيا لها في أية مواجهة محتملة.
إيران وبعد أن ضمنت التبعية السياسية للعراق فإنها تريد أيضا ضمان التبعية الاقتصادية خصوصا وإن الاوضاع الاقتصادية الايرانية ليست سيئة جدا بل ويرثى لها، وإن هذه الزيارات والمساعي المحمومة التي بذلها ويبذلها السفير الايراني في بغداد، تجري کلها بإتجاه إخضاع العراق للهيمنة الاقتصادية الايرانية، وإن معظم الادلة والمٶشرات تشير الى ذلك بصورة أو أخرى.
هل يمکن لطهران من أن تحکم قبضتها على العراق وتجعله کما تريد؟ وهل ستتمکن من ذلك بتهميش الدورين العربي والامريکي، هذا إذا مالم نأخذ الدور الترکي المتصاعد بنظر الاعتبار؟ الامريکان وإن لم ينسحبوا لحد الان من سوريا، لايبدو بأنهم قد يقبلون بهکذا أمر بل وحتى إن الاحتمالات المعاکسة لذلك واردة أکثر من أي وقت مضى، وقد تصبح الساحة العراقية مکانا لصراع إيراني ـ أمريکي محتدم کما إنه من المحتمل أيضا بأن تکون هناك مساع إقليمية للحد من الدور الايراني، وفي ضوء کل هذا فإن الداخل العراقي سيبقى مهما من حيث تحديد الدور الايراني في بلاد الرافدين، خصوصا وإن مشاعر رفض وکراهية الدور والنفوذ الايراني لدى مختلف أوساط الشعب العراقي في تصاعد مستمر ولاسيما وإنه يدرك جيدا بأنه إضافة الى الاوضاع الداخلية الايرانية التي لاتطمأن أبدا، فإن النظام بنفسه في وضع سلبي قد يطرأ عليه تغييرات لاتکون لصالحه أبدا.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

842 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع