المهندس الاستشاري
فارس الجواري
باحث واستشاري طيران
الشفافية في ادارة ملف قطاع الطيران المدني العراقي
الشفافية نظام إداري مبني على أساس النزاهة والوضوح في تسيير الشؤون العامة, فالتحلي بالشفافية سيزود الجميع بالمعلومات المناسبة في الوقت المناسب لاتخاذ القرارات الصحيحة فلا تحقيق لمبدأ المسؤولية والمراقبة والمحاسبة دون تحقيق مبدأ الشفافية لتقديم الخدمات الجيدة ذات الجودة الشاملة .
لطالما كانت الشفافية هي المكون الأساسي لبيئة العمل الناجحة لذلك برزت الأهمية لتفعيل الإدارة بالشفافية كمبدأ عام في إدارة شؤون قطاع الطيران العراقي والذي سيساعد على خلق مناخ للتغيير نحو التحول الى الافضل لهذا القطاع الذي عانا ما عانا من فصول الفساد والهدر المالي أدى به الى تراجع كبير في مخططه البياني التطويري وهو ماأضعه تحت أنظار الادارات الجديدة في قطاع الطيران المدني العراقي بكل مفاصله للوصول الى مبتغى الجميع في عودة هذا القطاع الى مانصبوا اليه جميعا .
ترتكز محاور نمو هذا القطاع بشكل اساسي على تطوير الناقل الوطني لها من ناحية , ومن ناحية أخرى ترتكز على زيادة عدد المطارات وتطوير الحالي فيها بهدف زيادة قدرتها الاستيعابية سواء من حيث الحركة الجوية أوأعداد المسافرين وذلك لبلورة استراتيجية جديدة ترمي إلى تطوير هذا القطاع مأخذين بعين الاعتبار خصوصيات سوق الطيران في منطقة حيوية مثل العراق لما يتمتع به من عوامل جذب سياحي سواء كانت السياحة الدينية او السياحة الطبيعية بل وحتى السياحة الاستثمارية والتي تسهم في ايجاد وخلق فرص معالجة مشكلة البطالة بين الشباب من خلال توظيف الكثير من الأيدي العاملة التي تساهم في سد فجوة الموارد المحلية كونه أفضل مصدر تمويلي طويل الأمد ليساهم في زيادة الموارد المالية لميزانية الدولة , ولتحقيق ذلك يجب اتّباع مبدأ الشفافية في مايخص تطوير وأعادة بناء هذا القطاع الحيوي وفق معايير المنظمات الدولية ذات العلاقة للمساهمة في تحقيق التنمية والإصلاح الإداري في مختلف أقسام وجهات القطاع من خلال إشراك الجهات الرقابية في الاطلاع على البيانات والمعلومات الحقيقية لنشاطها , باعتبار ان الإدارة بالشفافية من أساليب إدارة الجودة الشاملة و التي يجب على نظامنا الإداري في قطاع الطيران بكل مفاصله أن يتضمنها ويعمل من اجل تحقيق الأفضل والأجود في مختلف المستويات الإدارية انطلاقا من تطوير القوانين والأنظمة والإجراءات المعمول بها داخل التنظيمات الإدارية وتطوير الهياكل التنظيمية وإجراءات العمل التي تعتبر من مقومات الإدارة بالشفافية , بالاضافة الى تنمية وتطوير الموظفين بالتدريب وقياس الأداء.
لقد اثبتت التجارب الناجحة عالميا في الادارة ان الشفافية لها دور اساسي في مكافحة الفساد الإداري والمالي بشرط توافر مجموعة من العناصر الأساسية للنجاح في تحقيق أهدافها وتتمثل في ما يلي:
- ضرورة تحقيق مستوى متقدم من التطوير الإداري للقطاع بصورة عامة.
- ضرورة إحداث التنسيق بين جميع مفاصل القطاع .
- تطوير شبكة من المعلومات مع ضرورة التحكم في تقنياتها.
- تقيم الأداء المؤسسي والفردي للتنظيمات الإدارية للقطاع مع استخدام مبدأ الكفاءة في الترقيات.
لذا يمكن ان نقول ان اسرع طريق للوصول الى الهدف المرجو من استخدام مبدأ الشفافية الادارية يأتي من استخدام أساليب وإجراءات لتحسين رفع مستوى الشفافية في أداء القطاع من خلال دعم وتطوير النظام القانوني وتحديث آلياته في تطبيق تلك القوانين بحرفية ضد المفسدين وذلك بتشكيل لجان للنزاهة ومنحها الصلاحيات التي تمكنها من القيام بمهامها لمعالجة حالات سوء استخدام السلطة والفساد الإداري , فضلاً عن تقديم النصح لرؤساء الإدارات المختلفة في القطاع بالتغيرات التي تطرأ على الأداء المؤسسي التي يمكن أن تساعد في سرعة القضاء على حالات وقوع الفساد الإداري مستقبلاً , بالاضافة الى تبني برنامج شامل لتنمية ثقافة حق المعرفة والإطلاع وحق الحصول على البيانات والمعلومات لدى الموظفين في كل ما يتعلق بعملهم.
ان موضوع الإدارة بالشفافية الذي نتمنى تحقيقه في قطاع اﻠﻄﻴﺮان اﻟﻤﺪﻧﻲ العراقي سيحتاج إلى وقت من اجل ضمان اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻘﻮي ﻓﻲ هذا القطاع اخذ بنظر الاعتبار اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ أﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺴﻼﻣﺔ والأمن وﺗﻘﺪﻳﻢ أرﻗﻰ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻜﻔﺎءة واﻟﺘﻄﻮر , خصوصا اذا علمنا ان هناك علاقة مابين الشفافية ومعدلات النمو والتقدم والإصلاح الإداري والوقاية من الفساد فكلما زادت درجة الشفافية والمشاركة في الإدارة كل ما زادت معدلات التطوير .
المهندس الاستشاري
فارس الجواري
باحث واستشاري طيران
4818 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع