زيارات متبادلة أکثر من مشبوهة

                                     

                          علاء کامل شبيب

لايمکن النظر الى زيارة وزير العدل في حکومة نوري المالکي حسن الشمري الى إيران، على أنها مجرد زيارة بروتوکولية عادية وانما هي زيارة طابع و توجه خاص يرتبط بجملة زيارات و تنسيقات متبادلة مابين الحکومة العراقية و النظام الايراني على خلفية أهداف و مصالح و أجندة خاصة کفة معظمها تترجح لصالح الاخير.

زيارة الشمري هذه سبقتها سلسلة زيارات لمسؤولين في الحکومة العراقية و مسؤولين في النظام الايراني کان أبرزها و أهمها الزيارة التي قام بها محمد مصلحي وزير الامن في هذا النظام و التي أثارت سخط و غضب العديد من الاوساط السياسية العراقية و العربية و الايرانية المعارضة، والتي کانت لعدة أهداف و شؤون مشترکة من بينها تنسيق الموقف ضد المعارضين العراقيين الذين باتت أصواتهم ترتفع في الآونة الاخيرة بصورة غير مسبوقة، وکذلك التنسيق ضد المعارضين الايرانيين المتواجدين في معسکري أشرف و ليبرتي و التعجيل بتنفيذ السياسة المبرمجة ضدهم.
زيارة وزير العدل العراقي لطهران و التي بدأت في 17 من الشهر الجاري، کان قد سبقها تصريح مثير له أعلن خلاله عن خبر إعدام 21 سجينا سياسيا في العراق مؤکدا أن هذه الاعدامات ستتواصل ولو احتلينا الرتبة الأولى في الاعدامات في
العالم، وهو مايشير الى حقيقة غريبة من نوعها وهي أن حکومة نوري المالکي باتت تسير على نفس طريق و اسلوب النظام الايراني من حيث عدم الاکتراث بالرأي العام العالمي ولا بالانتقادات الموجهة لها بهذا الخصوص، وهو أمر يثير الکثير من القلق و التوجس على مستقبل الحرية و الديمقراطية في العراق ولاسيما في المستقبل القريب.
الشمري الذي تؤکد تقارير من داخل اوساط المعارضة الايرانية بأن له إرتباط مباشر بقوة القدس الارهابية، قال في طهران أثناء لقائه بوزير العدل في النظام الايراني:" اننا نعتبر وجود مجاهدي خلق خطرا على الحكومة العراقية... الحكومة
العراقية لها نظرة خاصة لهذه المجموعة وكما تعرفون ان صدام استخدم هذه المجموعة لقمع الانتفاضة العراقية"، وفي مقابل ذلك أکد وزير العدل في النظام الايراني للشمري:" اننا نشكر جزيل الشكر على تدابير الدولة العراقية
في التعامل مع مجاهدي خلق واخراجهم... اذا كان الشعب الايراني يكره تعاملات
أمريكا فان أحد أسبابه هو التعامل المزدوج لقادة هذه البلاد مع المجموعات
الارهابية خاصة المنافقين"، ولاريب من أن هذا الترکيز الملفت للنظر على قضية أشرف و ليبرتي، تؤکد بأن الطرفان ماضيان قدما في نهجهما السياسي ـ الامني القمعي ضد هؤلاء المعارضين و يبدو أنها تعني أيضا فيما تعني عدم إکتراث الطرفين بالتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الامريکي جون کيري في مجلس النواب الامريکي بشأن مسألة الامن في مخيم ليبرتي و إتهامه للنظام الايراني بالاشتراك في الهجوم الصاروخي على المخيم في 9 شباط الماضي، وهو مايعني بالضرورة إحتمال أن يعد الطرفان لکارثة إنسانية اخرى ضد السکان العزل في أشرف و ليبرتي، وهو مايثير القلق و التوجس و يتطلب تحرکا دوليا أمميا مسؤولا يحول دون أن يجعل النظام الايراني من العراق ساحة مفتوحة من أجل تصفية معارضيه السياسيين.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

847 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع