زياد القيسي
دور الضحية.. هل تقمصته يوماً؟
يحرص البعض من الناس على دعم حواراتهم ومداخلاتهم مع الآخرين بمجموعة من السلوكيات والمهارات تمكنهم من لعب دور (الضحية) بهدف استمالة موقف معين أو تغيير اتجاه أزمة ما, سواء أكانت اجتماعية, اقتصادية, تعليمية للحصول على ربح طويل الأمد, أو نفسية للحصول على راحة قصيرة الأمد من خلال قمع فكر شخص مقابل.
وهنا نستطيع القول، أن من يجيد لعب دور الضحية هو شخص أعتاد على اختيار أسهل الأساليب لحل مشكلة ما وهي تبرير ما يحدث معه بإلقاء اللوم على غيره وتحميله أسباب المشكلة وأوزارها. ولأن كل منا معرّض من حين لآخر للمشاكل الحياتية والعملية فسرعان ما نجد أن (اليأس) قد حلّ ضيفاً غير مرحب به حاملاً أفكاراً غير مرغوب بها حريصاً على تواجده بسرعة لافته للنظر ومن بعدها يرحل على خطى السلحفاة.
ومن أجل تجاوز حالة العجز وعدم المقدرة على التعامل مع الأمر, ينبغي أن نحذر من لعب دور الضحية؛ لأن هذا الدور قد يساعدنا في النجاح على كسب تعاطف الآخرين والاعتناء بنا (لكن) في الوقت نفسه يجعلنا نعاني من الذنب بسبب ابتزازهم, أو إن هذا الدور قد يمكننا من إلقاء اللوم على الطرف الآخر (لكن) ذلك يتم من خلال إستغلال نقاط ضعفه أي( الطرف الآخر) الأمر الذي يسبب له أذىً نفسياً حين يكتشف أن هناك مؤامرة أحاطت به من كل جانب وأنه قد تم استغلال ضعفه, كما يمكن القول أنه قد تتحقق بعض المكاسب الآنية من خلال لعب هذا الدور لتجاوز الأزمة ( لكن ) الأمر قد لا يتكرر مع الأزمات اللاحقة إن حصلت.
ومن خلال مراجعة الجمل والعبارات في السطور الأخيرة نلاحظ بروز كلمة ( لكن ) وإن وجودها بحد ذاته هو مشكلة ويمثل خسارة, أي أنه كلما حققنا نتيجة طيبة نتجاوز بها أمراً قاسياً, نجد أن تبعات الأمر تكون أكثر قساوة وصعوبة على من لعبنا الدور معه.
لذلك من الأفضل عند تعرضنا لأزمة ما في أي زمان أو مكان, أن نشفق على أنفسنا ولوقت قليل بدلاً من لعب دور الضحية مع الآخرين, لأن الاشفاق على أنفسنا (بحق) أحمد من اشفاق غيرنا علينا (بغير حق), كوننا سنساهم بشكل أو بآخر في أمور غيرمرضية التبعات ومنها: تذليل النفس وهونها للحصول على مكسب, قهر النفس للتمكن من تقمص الدور, الاحساس بعدم القدرة على حل المشكلات مستقبلًاً من دون تمثيل, التذمر والسخط يمسيان دائمين كأسلوب حياة وطريقة للكسب بأنواعه,
أما بالنسبة للمحيطين بنا فهناك عدة أمور غير حميدة مرشحة للحدوث معهم مثل توكيل الآخرين نيابةً عنا باتخاذ قرارتنا, وقد ينجم عن ذلك تفاقم للمشكلة خصوصاً في حالة عدم ملائمة الحل لنا.
ومع ملاحظة أن الخطاب أعلاه فيه بعض الجرأة مع القارئ الكريم فكأنه هو المقصود, فهذا يعني أن المخاطب ممكن أن يتعرض في اي وقت للتفكير بلعب مثل هكذا دور, وهنا يجب التخلص فوراً من الفكرة حال تبلورها لنعيش حياتنا بتحدياتها وصعوباتها بكل مقدرة وتحمل المسؤولية, فلدى كل منا هبات قيمة أنعم بها الله تعالى علينا كالقدرات والمهارات والمواهب التي تكفي لتكملة مشوار حياتنا بكل ثقة واطمئنان متوكلين على الباري عزوجل ومن ثم معتمدين على الذات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
1695 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع