سعاد عزيز
ماذا يجري في طهران؟
المرشد الاعلى الايراني عندما أعلن"التمسك بالمقاومة ورفض الاستسلام" وأقر بأن بلاده تعاني من مشاكل اقتصادية، لكنه أكد أن "لا طريق مسدودا أمامها" فإنه قد حدد موقفا فيه تعنت واضح من التفاوض الذي طرحه الامريکيون کخيار لمعالجة الازمة المتفاقمة، غير إن الذي لفت النظر هنا هو إن الرئيس الايراني روحاني قد أکد من جانبه بأن إيران تمارس "الصبر الاستراتيجي"، وتنتظر ظروفا أفضل للمفاوضات. وهو يدل على إختلاف واضح بينهما، ولکن في نفس الوقت يجب الانتباه جيدا وعدم الذهاب بعيدا من حيث تفسير هذا الاختلاف وأخذه على محمل الجد، إذ أن للنظام الايراني خبرة غير مسبوقة في مجال التصريحات المتضاربة والمتناقضة التي تدخل کلها من في سياق عام من أجل تحقيق هدف استراتيجي وهو ضمان المحافظة على النظام وبقائه.
تعنت خامنئي ورفضه الضمني للمفاوضات والتريث الذي أعرب عنه روحاني بإنتظار ظروف أفضل للجلوس على طاولة التفاوض، له أسبابه ومبرراته رغم إن السبب الاساسي يستند على أساس إن الاوضاع والظروف الداخلية في إيران والاوضاع والظروف الخارجية يلتقيان نسبيا ولأول مرة منذ تأسيس النظام إذ أن الشعب الايراني يغلي غضبا کالمرجل البخاري في ظل إستمرار الاحتجاجات الشعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق مع الانتباه الى أن آثار العقوبات الامريکية صارت تظهر بوضوح على النظام، وإن خامنئي وروحاني يعلمان جيدا بأن الدخول في مفاوضات أو حتى حرب في ظل هکذا ظروف فإن ذلك ليس في صالح النظام إطلاقا خصوصا وإن المقاومة الايرانية تقوم بالتحشيد لتظاهرات ضخمة في بروکسل وواشنطن وبرلين وتسعى من خلالها لرفع معنويات الشعب الايراني من جهة وإيصال صوته للعالم وتحاول من جهة أخرى جعل الرأي العالمي على إطلاع واضح بما يقوم به النظام الايراني من ممارسات وأعمال قمعية ضد الشعب الايراني الذي يطالب بالحرية وإسقاط النظام ويعتبر المقاومة الايرانية بديلا للنظام، مع ملاحظة إن قضية طرح المقاومة الايرانية کبديل للنظام صارت تأخذ بعدا دوليا وهذا مايرعب النظام ويجعله ينأى بنفسه عن التفاوض وعن خوض الحرب لأنه يعلم بأن نهايتها سقوطه وإستسلام المقاومة الايرانية لمقاليد الامور في طهران.
المهمة التي يسعى النظام الايراني حاليا القيام بها ويمنحها الاولوية القصوى، هي الإيحاء بأن ليس هناك من بديل له وإن سقوطه يعني فتنة کبرى في المنطقة قد تجعل من بلدانها تواجه ظروفا وأوضاعا أشبه بتلك التي في سوريا واليمن وليبيا!!
المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يعبر عن الشعب الايراني دون أية تفرقة ويمتلك برنامج سياسي واضح المعالم لمرحلة مابعد إسقاط النظام، معروف في داخل إيران وخارجها ومعروف حرصه على الشعب الايراني وإنتظاره ليوم سقوط النظام لکي يٶسس لتلك المرحلة التي طالما تمناها الشعب الايراني وليثبت عمليا بأن کل ماقد أشاعه النظام بعد سقوطه ليس إلا أکاذيب کتلك التي دأب عليها طوال 40 عاما من حکمه الاسود.
735 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع