سمية العبيدي / بغداد
متقاعدون
ترف سراويلهم المفرغات رفَّ المراوح المنهكة
تطير خصلاتهم البيض تكشف عراءً يتنامى
يتذبذبون مشي رقاص ساعة
كنبت ناس ضعفاً
مع الريح
يحملون رباعياتهم .. صورهم .. والهويات
يمدون أكفّاً ضوامر
يرجون تحديثا
لا يفقهون من جدواه شيئاً
فهم ولدوا لزمان آخر
بعضهم يدفع بلغوب كرسيه المدولب
أو يرتفق على " حجلة " معدنيةْ
يحملون مناسىء مختلفات حجما و شكلا
بمقاعد .. أو بمساند .. أو بأربع أرجل ..أو بثلاث أو مفردة حسبُ
هذا صار بصيرا
وذاك اضطربت رجلاهْ
وذا لا يطيق الوقوف .. خارت قواهُ
وجوهاً جعّدها العمرُ
وظهورا أحناها الضيمُ
غاضت أسنانهم في بحور أفواه
اختلفت تضاريسها بعوامل التعرية والتآكل
يهزأ خُدّام المرائب منهم
كأن لم يروا إنهم سائرون لمثل هذا
جلهم يحمل بين برديه حلما صغيرا
حلما أخيرا
ليُفسرَ
يرجون فضلة مال
بعضهم ينشد أسنانا
بعض يرغب عدسات
بعض يرجو أن يتخلص من الم البروستات
أو يبدل ركبته اليابسةْ
أو ليرى عرس ابنه قبل الرحيل
أو ليقصدَ بلداً ثلجياً
أو ليشتريَ الكفنْ
*****
سمية العبيدي / بغداد
18/6/2019
706 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع