ميسون نعيم الرومي
- نخلتي السجينة –
اعصفي .. زمجري يارياح
غضبك يرعب شياطين الأرض
ويوقظ أحلام المساء
***
يوم شتوي كئيب لايشجع على الخروج
المطر يعزف لحنا حزينا
يحاول ان يخترق زجاج النافذة
هربا من برد قارس
***
أكلمك .. نخلتي ..
نخلتي .. سجينة الإناء الفخاري الجميل
لاأدري كم مضى من الأعوام
عشرة .. عشرون .. ربما مائة عام
وانت تحاولين كسر القيود ..
تصارعين سجنك المؤبد ..
تتطاولين محاولة اختراق سقف الغرفة
انحنت ضـُلـُعـك سعفاتك الباكيات
اصفرت الما ويئسا وخيبة
الآن فقط اسمع البكاء والأنين
لا أخفيك .. نخلتي ..
اعتدنا النواح والآهات والحسرات
***
هنا سعفة لازالت خضراء ..
هناك أخرى تصارع اشباح الموت
وهذه تحاول الخروج ..
لتعانق المساء وتقبل وجه القمر
تنشد مع النجوم انشودة القدر
وكأني اسمع اشجار الغابة المجاورة
تحثها على الإنطلاق الى عالم الحرية
عالم البقاء
***
حاولت عبثا ان تكوني كما أريد
كما اي جلاد
القسوة والاضطهاد ثقافة في الجينات
قطعت نصف جذورك ..
حشرتها في وعاء صغير..
حاولت .. و حاولت
الآن فقط احسست بدماءك تقطر من بين اصابعي
اعذريني .. اعتدنا القتل وادمـَـنا لون الدماء
***
اتعرفين ايتها العزيزة الصابرة
ربما انت النخلة الوحيدة في هذا الجو الثلجي
بائسة غريبة تصارع الممات
منتزعة من ذلك البلد الجميل
عفوا .. كان جميلا
هناك عبر البحور والجبال
اخيات لك تغسل اقدامها في مياه رقراقة دافئة
تحتضن الحمامات والبلابل
تغني مع النسيم غنوة الحب والأمل
هنا .. وحيدة انت لايواسيك الا صوت الريح
يضرب زجاج النافذة .. نافذة الشوق والحنين
نافذة الانطلاق .. نافذة التحرر
أملك الوحيد .. الى الوجود والحرية
***
اعذريني .. نخلتي
سوف تبقين حبيسة هذا الإناء
تحلمين بالحرية .. تنشدين الخلاص
تصارعين الغربة والبقاء
عزاؤك .. احبك
احبك نخلتي الشقية
------------
حزيران / 2019
ســتوكهولم
1115 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع