علاء کامل شبيب
تجاوز النظام الايراني کل الحدود المألوفة في تدخلاته الواسعة جدا في الشأن السوري و قيامه بدفع حليفه حزب الله للمحاربة علنا ضد الثورة السورية بعدما کان الامر بصورة غير مباشرة، يعتقد مختلف المراقبون و المتابعين للاوضاع في سوريا بأنه بداية مرحلة بالغة الخطورة قد لايحمد عقباها أبدا.
مقاتلة قوات حزب الله اللبناني الى جانب قوات النظام السوري في القصير، ومقتل 18 عنصرا من حزب الله في تلك المنطقة على يد الثوار السوريين، إيذان بأن الاوضاع في سوريا بالنسبة للنظام الايراني قد دخلت المرحلة الحرجة و لم يعد بإمکان هذا النظام المزيد من الصبر و التحمل خصوصا وان استمرار الامور على ذلك المنوال يعني أن مسألة سقوط النظام السوري باتت قاب قوسين او أدنى، وهو مايتخوف و يتحسب منه النظام الايراني و يعتبره أمرا له تداعياته و تأثيراته بالغة السلبية عليه و على حليفه حزب الله، لکن هذا التدخل المکشوف و الصلف کان له أيضا بعدا آخرا بالغ الخطورة رأت فيه أطرافا عديدة بأنه قد يکون بمثابة باب للإقتتال الطائفي، خصوصا وانه وعلى خلفية المعارك التي إندلعت في القصير بمشارکة مباشرة و مکشوفة من جانب حزب الله، أعلن إمام مسجد التقوى في طرابلس الشيخ سالم الرافعي التعبئة العامة لنصرة اللبنانيين السنة الذين يتعرضون للاعتداء في القصير السورية، مشيرا إلى أن هناك "مئات العائلات اللبنانية في تلكلخ وغيرها تطلب الاستغاثة وتنشد من يدافع عنها"، هذا وقد تلى خطاب الرافعي إعلان الشيخ أحمد الاسير عن تشکيل فصائل المقاومة الحرة إنطلاقا من صيدا، مما يعني أن الامور باتت تسير صوب منعطفات بالغة الحساسية وقد ينفلت زمام الامور من تحت السيطرة فيما لو لم يتم تدارك الموضوع و لملمته بالسرعة البالغة.
التدخلات المشبوهة المستمرة للنظام الايراني في الاوضاع السورية و التي کانت تأخذ دوما منحى تصاعديا، هي التي اوصلت الامور الى هذا المفترق الخطير، بل وحتى أن حزب الله ذاته مجرد آلة و اداة من أدوات النظام الايراني يستخدمها متى و أين و کيفما شاء، وان خطورة تدخلات النظام الايراني سيبقى خطرا قائما يهدد الامنين القومي و الاجتماعي لدول المنطقة المحاذية لسوريا، ومن هنا فإنه من الضروري جدا المبادرة للخيارات المتاحة من أجل قطع الطريق على النظام الايراني و أخذ زمام المبادرة منه، وان أهم هذه الخيارات و أکثرها أهمية و تأثيرا مناصرة النضال المشروع الذي تقوده المقاومة الايرانية من أجل الحرية و إسقاط نظام ولاية الفقيه القمعي الاستبدادي و إنقاذ الشعب الايراني من سطوته و ظلمه الکبير، ذلك أن نصرة المقاومة الايرانية من خلال الاعتراف بها کممثلة للمعارضة و الشعب الايراني سيقود الى دعم روح المقاومة و إذکاء جذوتها و بالمقابل سيؤدي الى سحب البساط من تحت أقدام الملالي و حصرهم في زاوية حرجة و ضيقة تنتهي في النتيجة بسقوطهم، وقد آن الاوان لکي تأخذ دول المنطقة و العالم هذه الحقيقة على محمل الجد و تقوم بتفعيلها على أرض الواقع لأنها الطريق الاضمن و الاکثر فعالية لوضع حد لنظام القمع و الدجل في طهران و تخليص ليس الشعب الايراني فقط وانما شعوب المنطقة و العالم أيضا من شروره.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1179 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع