د.أنور أبوبكر الجاف
قمة العشرين في أُوساكا أُخت هيروشيما أم ناكازاكا!"
تلمَّستُ بأن القمة العشرين ٢٠١٩ لم تُـعْـقـدْ كدأبها للغاية الرئيسة المنشودة وهي معالجة الأزمات المالية العالمية و تتويج التجارة والاقتصاد العالمِـيَيْن وتحسينهمابالتعاون لحقيقي بين الدول المشاركة، لأنه جرى فِيهَا بالدرجة الأولى إرسالُ الرسائل السياسيّة إلى بلاد بعض الرؤساء وعرضُ عضلاتهم وقدراتهم الشخصية وعرض صفقات الأسلحة وشرائها، للترويج الانتخابي لإعادة انتخابهم في بلدانهم .
كما تمّ فيها إملاءات ُ من رؤساء الدول العظمى على بعض رؤساء دّول للضغط على شعوبهم وشعوب المنطقةِ، حيثُ جرى فـي هذه القمة إثارة مقتل القاشخچي وموت المرسي و الخوف المقلق من انتهاض أكراد تركيا وسوريا لتحرير أوطانهم مقابل الموافقة على صفقة القرن أو صفعته ! إضافة إلى إبراز قضايا التوتر الحالي المتصاعد في الخليج وأحداث فنزويلا الأخيرة وكوريا الشمالية وغيرذلك....
فظهرمن ذلك أن رؤساء دولٍ العظمى هم المحرِّكون والموجِّهون لرؤساء دول شرق الأوسط وماشابه.. وهم وكلاءٌ وعملاٰء ٌفي إدارة شؤون بلادهم . وإذا كان هذا حالَ رؤساء دول ذات السيادة فكيف بحال قادة ورؤساء ممن دونهم كرؤساء الأقاليم وحكامها!؟
ويجدر بالذكر أن إقليم كردستان في مثل هذه اللعبة له حصة ألأسد من جانبين ، ففي خلال حرب سوريا والعراق كان ملاذاً أمناً وموئلاً لكل مظلوم مقهور بقطع النظر عن دينه ومذهبه وقوميته، فاحتضن شعب الإقليم من أقصاه إلى أقصاه النازحين المتوجهين إليه من مسيحيي بغداد ومهاجري موصل وديالى وغيرها من مظلومي الشعب السوري، فكانوا يُطعمونهم من طعامهم وشرابهم . ومن الجانب الأخر لايلتفت المسؤولون إلى مصالح شعبهم الأساسية الملحة .
ومن المأمول أن يتنبه حكام الإقليم أنهم ان استمروا في هذه اللعبة أنهم سوف يصلهم إليهم ماوصل إلى حكام السودان وحكام الجزائر و سوريا، وما حدث للبشير والبشار وبوتفليقة سيحدث لأمراء جناحي الإقليم إن لم يلتفتوا إلى مصالح شعبهم، إذْ الكرد يعطشون إلى الحرية والاستقلال أكثر مما يشتاقون إلى الخبز والماء . واللبيب يكفيه الإشارة .
أنور أبوبكر الجاف
709 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع