سعاد عزيز
تحطيم تابو ولاية الفقيه
لفت إنتباهي کثيرا مقطع من خطاب ألقته زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي، وهي تتحدث خلاله عن فترة حساسة جدا من التأريخ الايراني المعاصر کما جاء في خطاب لها أمام مٶتمر دولي في معسکر أشرف 3 في ألبانيا، خصوصا وإنها سلطت الاضواء فيه على ماقد دار في اللقاء الذي جمع بين السيد مسعود رجوي، زعيم المقاومة الايرانية وقائد منظمة مجاهدي خلق وبين مٶسس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، الخميني، إذ إن هذا اللقاء تميز بميزة فريدة من نوعها ولم يحدثنا التأريخ عن أي لقاء من هذا النوع جرى للخميني"الذي کان يتمتع بکاريزما" فيجد من يقف بوجهه ويرفض طلبا له ويسلك في الاتجاه المعاکس، حيث کان هذا ماقد فعله زعيم المقاومة الايرانية تحديدا.
السيدة رجوي قالت وهي تروي مجريات هذا اللقاء المهم والفريد من نوعه:" " في بداية وصول خميني لإيران، وفي لقاء جمع بين مسعود وخميني في طهران، قال خميني لمسعود أنك شاب والشباب يستمعون إليك. اكتب عدة أسطر مفادها أنه كل أولئك الذين ليسوا من أهل الدين، فليس لهم الحق في النشاط السياسي، وبعد ذلك سيكون الطريق مفتوحا أمامك. أجاب مسعود أنه لا يستطيع فعل ذلك. لأن الناس ثاروا من أجل الحرية وفي رأينا الإسلام دين الحرية."، هذا الرفض وهذا الموقف الشجاع وفي وقت کان الجميع يهابون الخميني ولايرفضون له طلبا، جعله حمل حقدا وضغينة لامثيل لها ضد هذا الرجل المبدأي الذي رفض أن يتخلى عن الشعب الايراني وعن مبادئه في لحظة إغراء وإغواء، وهذا هو السر وراء الفتوى التي أفتى بها بعد 7 أعوام من هذا اللقاء، عندما أفتى بإعدام 30 سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق في ماعرف بمجزرة صيف عام 1988.
ولعل هذا الحقد والتحامل غير العادي على السيد مسعود رجوي، وعلى کل من سار على دربه ونهجه، لم تنسى السيدة رجوي أن تفسره وتسلط عليه الضوء في ذات خطابها عندما قالت:" المقاومة الإيرانية بقيادة مسعود قد أدت مهمتها التاريخية، لقد حطمت تابو ولاية الفقيه وقوات الحرس منظومة الجهل والجريمة، ولم يترك مستقبلا لخلافة الملالي الشيطانية."، نعم، سر الحقد غير العادي هذا هو إن زعيم المقاومة الايرانية قد أسس في هذا اللقاء للعمل من أجل تحطيم تابو نظام ولاية الفقيه وکافة رکائزه، إذ لولا هذا الموقف الشجاع والمبدأي لما کان هناك إنتفاضة عام 2009 ولاإندلعت إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، اللتين هتف الشعب الايراني خلالهما بسقوط نظام ولاية الفقيه وقاموا بتمزيق وإحراق صور الخميني وخامنئي، والاهم من ذلك إن الحبل لايزال على الجرار والقصة"قصة تحطيم تابو ولاية الفقيه"، لم تنته هنا وإنما ستکون نهايتها بسقوط نظام ولاية الفقيه والذي يبدو إنه قد صار قاب قوسين أو أدنى.
577 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع