معهد الشرق الأوسط
(خمسة سيناريوهات منتظرة للتصعيد الأمريكي الإيراني)
من المؤكد أن الولايات المتحدة وإيران في خضم صراع، وبغض النظر عن المذنب فيما يتعلق بالهجوم الأخير على ناقلتين في الخليج، أو إذا ما كانت طهران أسقطت طائرة دون طيار أمريكية باهظة الثمن، فإن الصراع يتركز على حملة واشنطن لفرض “أقصى قدر من الضغط” على إيران ورد طهران على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يركع اقتصادها.
وبدلاً من ذلك، أكدت طهران أنها ستلحق خسائر فادحة بالشركاء الأمريكيين في المنطقة، وخاصة السعودية والإمارات، وأنه إذا لم تستطع تصدير نفطها، فلن يُسمح للدول الأخرى بتصدير نفطها أيضًا.
من المرجح أن يستمر هذا الصراع، على الأقل حتى موعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام المقبل، حيث لا يرجح أن ترفع إدارة “ترامب” العقوبات أو أن تتقبل إيران الضغط الأمريكي بهدوء. ومن بين الأسئلة العديدة المطروحة؛ ما الشكل الذي قد يتخذه هذا الصراع في الأسابيع والأشهر المقبلة؟ في أدناه، نعطي نبذة عن خمسة احتمالات.
حافة الغليان
قد تقرر الولايات المتحدة مرافقة السفن عبر مضيق هرمز ومواصلة تحذير إيران من شن هجمات؛ ويمكن لإيران أن تستمر في حساب تصرفاتها، وشن هجمات محدودة يمكن إنكارها، دون فرض تصعيد كبير أو تعطيل كبير للملاحة الخليجية.
درجة عالية من الغليان
في هذا السيناريو، يتزايد التصعيد، لكنه يبقى دون مستوى الحرب الشاملة. وفيه تكثف طهران هجماتها غير المباشرة ضد الأهداف السعودية والإماراتية، ويتعرض الشحن البحري في الخليج للخطر بشكل كبير، مما يتسبب في ارتفاع خطير في أسعار النفط وتكاليف التأمين.
في المقابل، ترد الولايات المتحدة عبر شن هجمات محدودة محتملة على أصول بحرية إيرانية في الخليج أو على قواعد على طول الساحل الإيراني.
الانفجار الكبير
في هذا السيناريو، يؤدي التصعيد إلى الحرب. وكنتيجة لاضطراب حقيقي في الشحن البحري في الخليج، أو هجمات كبرى على الأفراد أو الأصول السعودية أو الإماراتية أو الأمريكية، تشن الولايات المتحدة هجمات جوية أو صاروخية كبيرة على أهداف إيرانية خارجالساحل. في المقابل، ترد إيران بهجمات صاروخية على الإمارات والسعودية، ويندلع صراع بحري شامل في الخليج، وهجمات بالوكالة على أفراد وسفارات وقواعد أمريكية في المنطقة.
في هذا السيناريو، سوف تبتلع الحرب كل من إيران والإمارات والسعودية. ومن المحتمل أن تُجبر إيران حزب الله على الانضمام إلى القتال وإطلاق وابل من الصواريخ على (إسرائيل)، وهو ما سيؤدي بعد ذلك إلى انتقام إسرائيلي واسع النطاق، وسيتم ابتلاع لبنان و(إسرائيل) أيضًا في النزاع.
هذه السيناريوهات الثلاثة تقع على الجانب السلبي من الدفتر؛ من المهم وضع سيناريوهين أكثر إيجابية أيضًا، على الرغم من أن الثاني فيهما مستبعد جداً.
تهدئة محدودة
في الحقيقة، فإن كلاً من “دونالد ترامب” والنظام في إيران لا يريدان حربًا أو تصعيدًا كبيرًا. وتريد إيران بعض الراحة من العقوبات المعوّقة، على الأقل حتى تكتشف ما يجب فعله مع الرئيس الأمريكي المقبل؛ ويريد “ترامب” الحفاظ على صورته الصارمة، ولكنه يريد أيضًا تجنب الحرب أو التصعيد الكبير أو ارتفاع أسعار النفط.
ولدى الطرفين درجة من الاهتمام المشترك بالتهدئة المحدودة للتصعيد. لكن هذا لن يكون سهلاً. في هذا السيناريو، قد تنتج الوساطة غير الرسمية اتفاقاً بأن تخفف إيران من حدة الهجمات الكبيرة، إذا خففت الولايات المتحدة الحصار إلى حد ما، ربما عن طريق تمديد الإعفاءات لمشتري النفط الإيراني.
وسيكون هذا صعبًا على “ترامب” ولكن ليس مستحيلًا، وقد يكون ذلك كافياً لتخطي العام المقبل دون تصعيد كبير.
صفقة كبرى
هذا السيناريو مستبعد للغاية، لكن من المعروف أن الرئيس “ترامب” يمكنه أن يتخذ منعطفات حادة، وهو يستمتع بالإعلان عن صفقات كبرى، حتى عندما لا تكون الشروط مختلفة كثيرًا عما كان سائداً من قبل.
وقد يحتاج “ترامب” إلى صفقة إذا استمر الموقف في التصاعد وكان له تأثير على فرص إعادة انتخابه. في المقابل، من الممكن أن يحاول الإيرانيون إذا أصبحت الظروف يائسة بدرجة كافية خلال الأشهر المقبلة، محاولة عقد “صفقة” مع “ترامب”، إذا أيقنوا أن الرئيس الأمريكي مستعد لتقديم تنازلات.
في النهاية، من المستحيل التنبؤ بالاتجاه الذي ستتخذه الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، ولكن ما لم تحدث مفاجئة غير متوقعة، فإن الولايات المتحدة وإيران، ومعظم دول الخليج من المحتمل أن يغرقوا في مستوى ما من الصراع على الأقل بحلول العام المقبل
414 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع