سعاد عزيز
المجرم منقذا والقاتل شاهدا
بذل المجتمع الدولي کل مابوسعه من أجل ثني نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عن سياساته المتطرفة ذات البعد العدواني، وعلى الرغم من أن ظاهر السياسة الدولية التي تم إتباعها مع النظام قد قامت على أساس إحتواء هذا النظام وإعادة تأهيله کما کانوا يتصورون وهو الامر الذي لاحظه النظام الايراني جيدا وإستغله أيما إستغلال، وهو ماجعل اللعبة الدولية من هذه الناحية أشبه بالدوران في حلقة مفرغة او البحث عن أبرة في أکوام من القش خصوصا بعد الاتفاق النووي الذي کان في وقتها أشبه بطوف نجاة للنظام حيث کانت المشاکل والازمات تحاصره من کل جانب، والذي ثبت فيما بعد إنه قد شجع النظام لکي يتمادى في سياساته العدوانية وتوسيع تدخلاته في المنطقة.
الاغرب من کل شئ والذي يمکن أيضا إعتباره مثيرا للسخرية، ان النظام الذي يعتبر بنفسه المصدر الاساسي لتصدير الارهاب والتطرف الديني في المنطقة، يقوم وبعد أن يتسبب في إختلاق مشاکل لها علاقة بالتطرف الديني والارهاب، يزعم کذبا وزيفا بأنه ضحية للإرهاب وإنه يعاني منه وهو زعم واه يردده فقط من يدور في فلك هذا النظام، والانکى من ذلك أنه لايزال هناك من ينخدع بأکاذيب ومزاعم هذا النظام الباطلة جملة وتفصيلا، وهو مايشجع النظام لکي يندفع أکثر في أکاذيبه وخدعه من أجل بلوغ غاياته وأهدافه الخاصة.
کل الذي قبضه المجتمع الدولي من وراء سياساته التي ذکرناها مع النظام الايراني لم يکن سوى مجموعة وعود ضبابية وإتفاقيات يفسرها النظام وفق مزاجه وهواه ويلتزم بها بالطريقة التي تناسبه، وان المنطقة التي تقبع برمتها على مايمکن تشبيهه ببرميل بارود قد ينفجر بها في أية لحظة انما کل ذلك بسبب من سياسات النظام الملتوية وتداعياتها وآثارها السلبية على السلام والامن والاستقرار في المنطقة، وان بقاء وإستمرار هذا يعني إستمرار التهديد المحدق بالمنطقة وبقاء التوتر والاوضاع على سلبيتها، وکما أکدت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، بأن النظام الايراني هو عدو للشعب الايراني ولجميع شعوب المنطقة وان إسقاطه يخدم السلام والاستقرار في المنطقة، فإن الذي يرتجي خيرا من هذا النظام کمن يرجو أن يصبح المجرم منقذا لمن إرتکب بحقه جرما والقاتل شاهدا ضد ضحيته، وهذا هو المستحيل بحد ذاته، ولذلك فإنه الاحرى بالمجتمع الدولي أن يبحث عن خيارات أخرى لمعالجة الموقف مع النظام ونعتقد بأن طرح الحديث عن بديل للنظام والذي يفکر به معظم أبناء الشعب الايراني خصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة التي رفع فيها شعارات إسقاط النظام وتغييره، أفضل بکثير من کل تلك الاحاديث غير الواقعية، خصوصا وان الشعب الايراني صار يعلم جيدا بأن هذا النظام لايمکن أن يعيش او يستمر بغير قمع الشعب الايراني من جانب وتصدير التطرف الديني والارهاب الى دول المنطقة والعالم من جانب آخر، وان الاعين کلها تتجه للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بإعتباره البديل السياسي الجاهز لهذا النظام خصوصا وان برامجه السياسية المعلنة للعالم تٶکد کلها على بناء إيران مسالمة خالية من الاسلحة النووية وتٶمن بالتعايش والتواصل مع الشعوب وتکون طرفا بنائا في الحفاظ على السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.
570 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع