فارس حامد عبد الكريم
الوعي بالتكنلوجيا المعاصرة
من الواضح ان التطور التكنلوجي الهائل في الدول الغربية واليابان وغيرها من الدول المتقدمة قد نشأ في بيئة ملائمة ومتطورة طردياً مع الوعي العام وحققت بحق مقولة (الحاجة أم الاختراع) وعلى هذا النحو ترى ان الشخص المختص قد طوع التكنلوجيا لخدمة مهنته ورافق تطورها التدريجي المذهل، وعلى هذا النحو ترى ان أجهزة حاسوب وكذلك الهاتف النقال لكل من الطبيب والمهندس والمحاسب والمحامي وعامل البناء ... لاتخلو من برامج متخصصة ترشده وتعينه على إتقان عمله وتطويره وقد لاحظت ذلك شخصياً في العديد من الحالات التي استشير فيها طبيباً او مهندساً او محاسباً حتى ميكانيكي فتراه يلجأ الى الحاسوب او الهاتف النقال قبل ان يعطيك رأيه بالمسألة المعروضة عليه بل ان بعضهم يتواصل مع من هم أقدم منه في المهنة للإستشارة، فقد لاحظت مثلاً في مستشفى انقرة في تركيا عند مراجعتنا مع أحد الاصدقاء وطلب الطبيب المقيم اجراء التحاليل وعند استلامها تواصل فوراً عبر الانترنيت مع مع كبير الاطباء الاستشارييين في المستشفى وعرض عليه الحالة مرفقة بالتحاليل ودار جدل بينهم حول الوصفة الطبية الملائمة.... ومن المؤكد ان برامج المتعة والترفيه متواجدة لديهم لكن لايمكن التعامل معها في اماكن العمل وتوقيتاته مطلقاً فضلاً عن ان القوانين تحرم ذلك.
والحال ان الامر لدينا مختلف فقد دخلت التكنلوجيا الينا قبل الوعي بها والحاجة اليها ولذلك أُسيء استخدامها وابتعدت تماماً عن الأغراض المعدة لها أصلاً.
فالتسابق للحصول على أحدث هاتف نقال لا من أجل مايتضمنه من تقنيات جديدة بل للمباهاة والمفاخرة ليس إلا.
لكن الامور اسوء من ذلك، فقد دفع الإستخدام السيء لهذه التكنلوجيا الى التراخي والكسل وترك الواجبات ولأغراض إجرامية ونشر الإنحلال الخلقي بين المراهقين وللإبتزاز ....
وإليكم بعض المشاهدات:
* استخدمت وسائل التواصل الإجتماعي وبشكل محموم لامثيل له في دول العالم بنشر الإشاعات وبث سموم الأفكار الطائفية وتسقيط الخصوم والطعن في اعراض الناس وشرفهم وسرقة الافكار والنتاجات الفكرية ولأغراض النصب والإحتيال.
*ابلغني صديق وهو استاذ ان بعض الطالبات يتبادلن صور مخلة بالحياء ومن خلال شكاوى من بعض الطالبات.
*ان الالعاب الالكترونية وخاصة لعبة البوبجي اضحت عاملاً مدمراً للشباب وهم يقضون معها الليل حتى الفجر ويقضون النهار نياماً.
*مراهقات يعرض اجسادهن لمن هب ودب عبر الانترنيت ويتعرضن للإبتزاز بعدها.
*موظفون يتعاملون مع الالعاب الالكترنية اثناء الدوام الرسمي.
*رجال امن يتعاملون مع الالعاب الالكترونية اثناء الواجب.
*شباب يتعاملون مع تلك الالعاب اثناء قيادة العجلة *التجارة بالممنوعات.
* نشر التفاهة والتعليقات البذيئة الفجة وصعود نجم اشخاص تافهين الصقوا انفسهم بالفن والتنمية البشرية جزافاً مما أسهم في إفساد الذوق العام ... وهذا غيض من فيض
الحل; الرقابة الابوية فعلى الأب والأم ان يتدخلوا في حياة ابنائهم الشخصية ماداموا دون السن القانونية للأهلية ويطلعوا بإستمرار على محتويات تلك الأجهزة ولو من دون علم الابناء، واتخاذ موقف صارم عند وجود أدلة على الإنحراف قبل فوات الأوان، فالرقابة جزء اساس من التربية السليمة.
اما الرقابة العامة فتتولاها السلطة العامة وفقاً للقانون.
761 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع