بيلسان قيصر
المعمم المدنس والفساد المقدس
عندما شاهدت المعمم الايراني في فلم على (اليوتيوب) وهو يسرق من احدى المتجرات ويضع السلع في جيب عبائته العريضة، وعقله السخيف الذي يئن من ثقل العمامة لم يدرك بعد ان كاميرات المتجر تترصده وتراقب تحركاته وهو وغيره، تناهي الى فكري على الفور بأن الفرق بين المعمم الايراني ونظيره العراقي، ان المعمم الايراني يسرق بالخفية أما المعمم العراقي فهو يسرق علنا وجهارا على قول اخواننا المصريين (عيني عينك) غير آبه لإحتقار الناس لعمامته.
أنا أتصور اليوم ان النسبة الغالبة من العراقيين يمقتون العمامة، ويجدون في المداس اكثر فائدة منها، وربما نحن نشهد نهاية عصر العمامة في العراق، والأقلية وهم حصريا الجهلة والمستحمرين ما زالوا متمسكين بتقليد العمامة، على الرغم من ان المعمم يستبيح أموالهم واحيانا شرفهم، فكل ممتلكات المعمم عند اتباعه مقدسة، بما فها اعضاء جسده، والأمر ليس لغزا، فالكل بات يعرفه، والمستباح شرفهم فرحون بدخول السيد على نسائهم، لأن جزء من نور محمد قد تسرب الى أجساد نسائهم، أي دخلت مياه البركة فيهن، وفق نظرة مجوسية قولبوها بقالب حسيني.
بربكم هل يحق لهذا القطيع الضال ان يرفع شعار (هيهات منا الذلة)؟
هولاء الجهلة والمستحمرون والمستباحة أموالهم وأعراضهم هم أنفسهم الذين انتفضوا عندما أخرجت قناة الحرة فلما عن فساد المراجع الدينية، سيما مرجعية النجف بصنمها الأكبر اللات وبقية الأصنام الثلاثة، علاوة على أصحاب دكاني الوقف الشيعي والوقف السني، وعلى الرغم من ان القناة طلبت قبل بث الفلم الوثائقي الإجابة على ما طرح من تساؤلات، لكي يتداخل مع المعلومات الواردة في الفيلم، لكن لا مرجعية أهل السنة (اتباع الخامنئي) ولا مرجعية النجف (اتباع السيستاني) ردت على القناة!!
السبب الذي يزيل العجب في عدم الرد هو ان الفيلم موثق ويضم عشرات الوثائق الرسمية الصادرة عن المرجعيات الدينية نفسها، ولا يمكن ان ينقضها اي رد، الحقيقة ان الفيلم فوق الشبهات، ولا يمكن لأي جهة أن تدحضه. على الفور قائم الذباب الألكنروني وثيران المرجعيات الدينية بالإنتفاضة على الحرة لأنها مست المقدسات حسب رأيهم، وهؤلاء الثيران هم جنود المرجعيات الدينية، أي اقلام مأجورة وصارت معروفة للشارع العراقي، كتبوا عشرات المقالات لقرائهم الجهلة والمستحمرين، وقد إطلعت على معظم ما كتبوه من رد على الحرة، وكانت مقالاتهم هراء في هراء، مجرد كلام إنشائي فارغ يعبر عن رخص أقلامهم وموت ضمائرهم وضيق عقولهم طائفيتهم اللامحدودة. حاولت أن أجد مقالا واحدا يرد على ما ورد في الحرة بصورة علمية وفق وثائق وتحليل منطقي فلم أجد، ان حرب الوثائق تتطلب من الطرفين ان يكون سلاحهم الوثائق فقط، ولم أجد وثيقة واحدة، كل الذي وجدته هي جملة مسمومة تسمى الخط الأحمر للمقدسات.
أول رد رسمي جاء من من المكتب الإعلامي لما يسمى بالوقف السني الذي يقوده اللاهميم الذي أقام دعوة على فتاة موديل عراقية لأنها أخذت صورة في جامع النداء، والمستحمر نسى ان النساء يدخلن الجوامع والموديل كانت محجبة، ونحن بأمس الحاجة ليعرف العالم ان المساجد ليست اماكن للإرهاب بل للسلام والجمال والمحبة والتسامح، لكن عندما يحل النعال محل الدماغ توقع كل شيء، كالعادة كان البيان انشائيا فارغا من المعنى والمضمون ولا يرتقي الى عشر ما جاء في الحرة.
الشيعة ليس كالسنة كما بيننا فالحسينية والمرجع والعمامة وما تحتها، واعضاء المعممين والحشد الشعبي كلها مقدسات وتمثل خط أحمر عند اتباعهم، لذا انتفضت مراجعهم كالعادة لكن ليس جهرا بل برسائل سرية وصلت الى الحكومة الشيعية، فعاقبت على الفور الحرة بالتجميد لمدة ثلاثة أشهر. وقام المنافقون من رجال السياسة كالمالكي والأسدي وبطانتهم بالرد على الحرة ليس من خلال وثائق تدغم الحرة بل بتصريحات جوفاء تعبر عن إستعباد حقيقي لعقول مأسورة او دجل لا حدود له.
بهذذا العقول اقول بصراحة لا يمكن أن ينهض العراق، حكومة فاسدة ومرجعية دينية فاسدة وبرلمان فاسد وشعب مستغفل.
بيلسان قيصر
البرازيل
سبتمبر 2019
996 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع