علي عرمش شوكت
تحالف " سائرون والفتح " .. كواليس داكنة تخفي لغزاً
كلما امضينا في حومة ترقب لعزم "سائرون" على الخروج من ضبابية موقفها حيال تفعيل جهود "الاصلاح والتغيير"، تصدمنا بخطوات اخرى " راجعة "على الاعقاب للاسف الشديد. كأنها تبلغنا نحن انصارها قبل غيرنا بأنها " راجعون " وليست " سائرون "!!. معلوم بأن "سائرون" قد برزت على اثر الانتخابات الاخيرة كونها الكتلة الاكبر بكل جدارة . وباثره غدا تطلّع قوى الاصلاح يغمره الزهو نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية ، غير ان " سائرون " لم تلبث حتى تزحزحت وسمحت للكتلة الاصغر منها لتتقاسم معها حق تشكيل الحكومة. وعند الوصول الى تسمية الوزراء وفق الاسس المتفق عليها، ابقي الباب موارباً للطرف الاخر، ليتم اختيار الوزراء على النهج السابق في تشكيل الحكومات. اي وفق نهج المحاصصة وعدم النزاهة والكفاءة، او كيف ما رغبت الكتل الاخرى.
قدمت سائرون فرصة ذهبية الى السيد عبد المهدي وحددتها بمدة سنة، لتطبيق البرنامج الحكومي، وحينما انتهت المدة وتجلجلت الحكومة بالفشل الفاضح والفساد المطلق العنان، وحان وقت الحساب، جددت" سائرون " التحالف مع " الفتح " تحديداً. وهذه المرة لدعم حكومة، بقضها وقضيضها ،عاجزة عن الانجاز، ولا تبشر بغير المزيد من الفشل والفوضى!!!. فباية بوصلة تهتدي سائرون..؟؟. ولكي لاتأخذنا العزائم ونرفع نقطة نظام على هذه الخطى التي كثر التساؤل والاستغراب حولها.. أذن نترقب ايضاح الحقائق وتغيير مكانها من " تحت الطاولة " الى اعالي الطاولة ، وبذلك سيُفكك اللغز قبل ان يتفكك مسرباً مما يضعه في مربع العيب السياسي الذي لا تحمد عواقبه.
وفي هذه الدوامة بات البعض من المحللين السياسيين يرون هذه التحالفات تنطوي على نشاط دراماتيكي ماهر لا يخلو من ارتباطات لا تمت بصلة لمصالح الشعب العراقي، غايته حرف معالم طريق " سائرون" وحلفائها. ويشار الى ان الغاية العارية تماماً ولا تنطلي على احد في هذا الصدد هي : عدم ترك سائرون في حاضرة القوى المدنية وانما الزامها بصيغ تحالفات تقيّدها من ان تُفعّل منهجها الاصلاحي، الذي يستهدف التصدي لنهج المحاصصة والفساد والارتهان للاجندات الاقليمية والخارجية. غير انه وفي مطلق الاحوال يبقى الرهان على ارادة الجماهير الباحثة عن منقذ.. وكانت سائرون ولازالت تحظى برصيد عال كي تتبوأ مكانة المعول عليه لانقاذ الوضع المتدهور في البلد. الا انه في الاونة الاخيرة ونقولها بحرص واسف بالغين، قد تركت هذه المكانة عرضة للشكوك من بعض انصارها المخلصين، وكذلك تفاقم التخرصات من قبل خصومها المتصيّدين في وحل السياسة.
ان تراكم الفشل والفساد بعناوين نهب المال العام ،وتعويم قدر السيادة الوطنية، زد على ذلك تردي الخدمات، واتساع دائرة الفقر والبطالة، وانتهاك القانون، وهلاك الجماهير النازحة، وانحطاط هيبة الدولة. اثمر كل ذلك عناقيد من الغضب الملتهب، يتجلى في الشارع بصور مختلفة، من ابرزها اليوم، تظاهرات الخريجين، التي جوبهت من قبل السلطة بوحشية بالغة ينبغي استنكارها ومحاسبة من تجاسر على علماء مستقبل البلد من حملة الشهادات العليا. التي يفتقر لها اغلب رجالات السلطة والمتنفذين الذين اتى بهم الزمن الاغبر. واذا ما اختار المعنيون بخلاص الناس من الكارثة التي تلف العراق، باللوذ خلف حائط التأن. فأن هذا الجدار له اذان تسمع بل وعيون ترى ما يعتمل خلفه، حينها سوف لن يشكل عائقاً امام زحف الحراك الجماهيري { الجائع } الفاقد للامل. الذي لا شك انه سوف ينفذ غداً نظرية " الشلع قلع " .وان غداً لناظره قريب.
917 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع