د .علوان العبوسي
18/ 10 / 2019
مختصر القول
عودتنا جامعتنا العربية كيلها لقضايا أمتنا العربية بمكيالين خارج الهدف من تأسيسها دون أن يكون لها رأي خاص بها من خلال رؤيتها للواقع السياسي العربي والدولي.. مثالنا على ذلك قرارها او بالأحرى قرار الرئيس حسني مبارك في اجتماع الجامعة حول اجتياح العراق للكويت المعقد يوم ١٠ اب ١٩٩٠ متجاوزا الأمين العام الشاذلي القليبي بأخذ دوره في موضوع اجتياح الكويت وعدم السعي لحل الموضوع عربيا وكان ذلك ممكنا لولا تدخل حسني مبارك واخذه دور الأمين العام(ثم تبين لاحقا بانه قبض الثمن أمريكيا وكويتياً ) ، ثم الايعاز إلى مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم لطرد العراق من الكويت باستخدام القوة مما دعي الأمين العام الاستقالة من منصبه لعدم قناعاته بتدخل الجيوش الأجنبية ضد العراق ، والمثل الاخر في عهد الأمين العام السيد عمرو موسى وقوفها مع أمريكا وبعض دول أوربا ودول الخليج ، بإيعازها لاحتلال ليبيا لان رئيسها معمر القذافي أشار إلى توحيد الجهود العربية منددا بالفرقة العربية متهما لبعض الرؤساء العرب بالخيانة ، وهكذا لم نجد اي حل ممكن ان ينصف واقعنا العربي المنهار سواء من قبل توحيد الراي العربي او وجود قادة عرب همهم الامن القومي العربي بوجدان وحس عربي .
اليوم بعد طلب مصر عقد اجتماع طارئ للجامعة حول الاجتياح التركي لشمال شرق سوريا تكررت مأساة الجامعة مرة أخرى بالتنديد والطلب من مجلس الأمن التدخل ضد تركيا ، ويقينا مجلس الجامعة على علم أن اسباب الهجوم التركي هو لخدمة واقعنا العربي المسكوت عنه في حماية شعبنا العربي في شمال شرق سوريا من الاقلية الكردية في عين العرب وعفرين وراس العين والقامشلي والحسكة. الخ.
الحقيقة أن تركيا في العملية العسكرية الأخيرة لا تحارب سوريا ولا تريد احتلالها ، تركيا تحارب الأكراد الانفصاليين المتحالفين مع إسرائيل الذين يظهرون في الصور رافعين أعلام إسرائيل بجوار علم كردستان، هدفهم إنشاء دولة كردستان برعاية إسرائيلية واقتطاع أراضيها من سوريا، وتركيا، والعراق لتأسيس دولة على أساس عرقي. وقد قاموا بتهجير العرب العراقيين، والسوريين من أراضيهم في عملية تطهير عرقي لسنوات. ان حملة الرئيس التركي الطيب اردوغان لا تهدف لمصلحة تركيا حسب لكنها في صالح العالم العربي والإسلامي ضدّ مصالح إسرائيل التوسعية وعلاقتهم القوية بالانفصاليين الاكراد ، والداعمة لانفصالهم وبالتالي ستكون الدولة الكردية موالية لإسرائيل وستسهم في تفتيت المنطقة بشكل كامل.
من الملفات للنظر ان كلمت الأمين العام للجامعة السيد أحمد أبو الغيط هي تكرار لكلمة وزير الخارجية المصري ونحن نعلم موقف مصر من تركيا عليه تكررت الازدواجية بين الأمانة العامة والرئاسة المصرية وبات الوضع فرض واقع سياسي فردي مسكوت عنه من باقي وزراء خارجية الدول العربية التي تسعى في حقيقة الأمر إلى تطبيع العلاقة مع إسرائيل دون النظر الى واقعنا العربي.
مما تقدم والذي يبدوا ان تركيا اكثر حرصا من القادة العرب للحفاظ على واقعهم العربي والإسلامي وستكشف الايام القادمة تراكم الاخطاء العربية بدعم تدمير واقعنا العربي والعيش بفرقة مشهودة اكثرا منها في السابق غم توفر كل عوامل القوة في ابسط أنواع الاتحاد.
870 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع