مصطفى قطبي*
في ذكراك يا سيّدي رسول الله: لسنا أفضل أمة أخرجت للناس ولن نكون…!؟
يعيش العالم الإسلامي هذه الأيام ذكرى مولد نبيِّه الكريم، وهو أكثر فرقة وتشرذماً في مشارقِ بلاد المسلمين ومغاربها، وقد غذى الإستعمار الجديد المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها ”اسرائيل” هذا النزاع، وكان المال والسلاح هو المخدِّر الذي من خلاله استُلبتْ عقول الجهلة والمغفلين والعملاء فأصبحوا لا يرون إلا القتل والتدمير سبيلاً لإشباع غرائزهم وشهواتهم. لقد صار إسلام من أرسله الله ”رحمة للعالمين” نقمة على العالمين من خلال شرذمة لا تعرف من الإسلام شيئاً سوى الصفحات السوداء التي كتبها أعداء الإسلام بسيوفهم على طروسهم سواءً قديماً أو حديثاً من أبي جهل مروراً بمحمد بن عبد الوهاب إلى الزنادقة المعاصرين الذين يعملون على تشويه الإسلام ومحاولة تغيير الحقيقة التي جاء بها صاحب الشريعة الغراء محمد عليه الصلاة والسلام.
وليس مبالغة القول إن الأرض الإسلامية فتحت فاها لأعدائها ومكنتهم ليس من ابتلاع لسانها العربي فحسب، وإنما لينقلوا إليها فيروسات الطائفية وجراثيم المذهبية، وليزرعوا فيها بذور الشقاق والتعصب والعنف والإرهاب، عبر مشارط ”الديمقراطية، والحرية” وحقن ”حقوق الإنسان، والدولة المدنية”. شعبنا العربي الواحد ”شعوبا”، وأمتنا ”أمما”، ودعوتنا لأمة ووحدة واتحاد وموقف، تصبح مدار ”تندّر وتفكّه وسخرية”، ممن يعادون الأمة الإسلامية، ويقفون موقف الموالي لأعدى أعدائها…
لقد صنعوا لكل بلد فخاً يكبر ويتسع أو يضيق حسب الحاجة… ولن يكون بوسع أحد أن يحاجج في حالة التمزق التي تعصف بالعالمين العربي والإسلامي في وقتنا الراهن، والمحاولات المشبوهة لجر الإسلام إلى فتنة كبرى جديدة وجعله أداة أيديولوجية طيعة لخدمة المشاريع الاستعمارية والأطلسية لنخبة المحافظين الجدد، وكلُّ القوى العظمى التي تتمترس في أرضنا، وتخوض صراعاتها بنا وفي وطننا، وتغذي نيران مَحارقنا، وتُنسّق مع عدونا الأول ”إسرائيل”، وتعزّز وجوده واحتلاله وتوسعه وتهويده وتهديده، وتقدم له كلَّ ما يريد، وتشاركه في تقرير مصيرنا نحن… نحن الذين أصبحت مفاتيحنا بأيديها، ونحن نرى ونسمع، لكننا نبقى لا نجدي ولا ننفع، غارقين في دوامة الشّقاق والاقتتال، فريق يزكّي هذا الطرف الدولي الذي يقتلنا، ويهتف له ملء الأرض والفضاء، وفريق يزكي الطرف الآخر الذي يقتلنا أيضا، ويصفق له ويهتف له ملء الأرض والفضاء، والأدهى الأمر من يرى في العدو الصهيوني صديقا؟! وهناك من يكتشف ألا صديق ولا نصير له، فيضيع مرتين ومرتين ومرتين، ويضِّيع من كان يقودهم إلى ما يعتبره الحق والعدل والموقف الوطني الصحيح.
ومن المؤسف أنّ ما لحق بالعلاقات الإسلامية ـ الإسلامية من ضرر، وما تولَّد وترسخ من عداوات بسبب الساسة والسياسات، قد لا يُصلح في سنوات وسنوات، وإذا هو صَلح، فسيزداد فيه رصيد ضعف الثقة المتبادل… إضافة إلى تغلغل ”إسرائيل” والقوى والدول الأجنبية في الوطن العربي، وما تعمل عليه من تفريق وتمزيق ونشر الفوضى والعداوات… ولها ما لها من مصالح في منع أي تقارب أو تفاهم أو تواصل بين المسلمين بعضهم وبعض، ليس دولا فقط، وإنما كـ”رعايا” ينتمون لحُكَّام قسَّموا القلوب بالضغائن، ليضمنوا ولاءات للذات، ولـ”أنا أولا” على حساب الأمة والمصالح والقيم والدين.
في ذكرى مولد خير البشر، سال دمنا ويسيل، واستمعنا ونستمع إلى مجرمين يتكلمون عن الأبرياء والبراءة، وإلى وحوش ضارية تنصح بعدم افتراس الناس، وهي تلغ في دمهم، وتمضغ لحمهم، وتتلذذ بألمهم… وإلى ألسنة تنطق باسم المشردين والمحاصرين والجياع، وأصحاب تلك الألسنة هم وجع الإنسانية وعُريها وعارها وسرطانها المزمن. ورأينا فجاراً، وتجار سياسة وتعاسة، ومناضلين من كل لون، يعربدون في أسواق السياسة، والعَسكَرة، والبورصات، يحذرون من الخطر الذي صنعوه بأيديهم، وما هم سوى الخطر المقيم… يتباكون على المستقبل وهم من دمر الحاضر ويهدد المستقبل، بعد أن شوَّه الماضي… يعظون الناس وعظاً ممجوجاً، ويتكلمون عن السلم والأخلاق وهم يعدون للحرب، ويؤسسون للإجرام والفتن، و”لسلام ما بعده سلام”، حيث يغرقون الناس في الدم، ويطالبونهم بالنسيان، وبالحرث والزرع في البحر؟!
في ذكرى مولد خير البشر، تماوج أمامي الأمل واليأس، الفرح والحزن، العزم والتخاذل، الرضا والغضب… وبلغت في حالات حدَّ التشظي حين تداخلت أمشاج الصراعات والمصالح والتآمر، والاستفزاز… في هذا الركن أو ذاك من أركان أرض المسلمين والمتآمرين على العرب، وتداخلها مع مساحات من المساومات والخداع والنفاق لا نهاية لها، وفكرت في من يرفع نفسَه دولة فوق الدولة ملغياً الشعب والدولة، وفي من يرى القانون مكثفاً في رأيه وإرادته ومصلحته وهواه، وفي من يلغي الآخرين، من موقع القوي المتعالي… معتبراً نفسه بداية التاريخ ونهايته، والمخوَّل باسم ذاته وصفاته وقدراته، بأن يفعلَ، ويملي على الآخرين أن يفعلوا أيَّ شيء يراه ويقرره، وإلا فهم يعرفون أنه قادر على أن يفعل بهم ما يتخيله… وبأن يأمرهم بالحسم والرسم اللذين يشملان المصير، وأموراً تخص بلاداً وعباداً… وفكرت في مناضلين، وسياسيين، ومثقفين… يبيعون أنفسهم للشيطان، ويُزَوّرون ما شاءت لهم أنفسهم تزويره، أو ما يؤمرون بتزويره…
يكذبون ملء الرئتين مع كل شهيق وزفير، ويصدّرون خواءهم ”علماً وحكمة وثقافة”، مما يطيل عمر الجهل والعنجهية والباطل والشر والقتل وغياب الأمن، فترفعهم أجهزة، ويرفعهم إعلام، تعشش فيه الإشاعات، وتحركه الأعطيات… ترفعهم سادة، ومبدعين، وعلماء، وأَعلاماً مبهرين… وتقربهم سياسات لا تقرأ، وأيديولوجيات محنطة تجاوزها الزمن، يزعم أتباعها الذين يتنفسون هواء غرف مغلقة في أجواء متعفنة، حيث يسكرون ويمكرون، أنهم المعرفة والثقافة والعلم والحكمة والعصمة، وهم في حقيقة الأمر، خارج دوائر كل ذلك، ولكن لا يفقهون… فيفرحون، ويشمخون، ويفتكون بكل حياة وبكل فضيلة، إذ الحياة والفضيلة لا تعنيان لهم شيئاً غير ما يريدون ويدعون ويقررون؟!
في ذكرى مولد خير البشر، الأمة الإسلامية المعنيَّة تتفرج، وقد أسلمت أمرها لغيرها، وارتاحت… فمجلس الأمم: يداوي الخَرس، والصَّمم، والشلل والعلَل، بالفيتو المبجَّل، الذي يحيي ويميت، حسب المصالح والمطامح. والداء الإسلامي يتجدّد، ويتمدد، وأصبح كرة نار تكبر من حدث إلى حدَث، ومن موقف إلى موقف… وينتقل من قطر عربي إلى آخر، وتشعل النار فيما غدى هشيم الأمة اليوم… وربما كانت أبرز ذروة من ذراه الماثلة في الذاكرة والوجدان الآن، تلك المواقف والتوجهات والسياسات والممارسات التي أدت إلى تدمير العراق، بمشاركة عربية، ومن ثمَّ انتشار حرائق ”ما سُمّي بـ”الربيع العربي” الذي أسميه ”ربيع شجون الأمة العربية”… تلك الحرائق التي ما زالت مستمرة في توليد حرائق، أو في تكوين بيئات وأجواء ومناخات لحرائق دوارة في البيتين العربي والإسلامي.
ورغم وضوح زوايا الحقيقة حول الدور الصهيوني وامتطائه أنظمة وجماعاتٍ وأحزاباً، وتقنعه بأقنعة الكذب والنفاق، فإن هناك من لا يزال مصاباً بالعدوى ويرفض أخذ الأمصال والتخلص من الداء، بل إنه يرى في هذه الأدواء العضال سبباً في نيله الخاتمة التي يتوهم أنه سينالها بسلوكه مسالك الإرهاب والعنف التي يزينها له شياطين الإنس على أنها ”جهاد” ينقله إلى مصاف الأنبياء والصديقين وجنات الحور العين…
وفق هذا التقدير، فإن هذا النجاح لمعسكر التآمر والتخريب بقيادة القوى الاستعمارية والامبريالية في بعثرة دول المنطقة وتشتيت شعوبها وتقسيمها إلى طوائف ومذاهب متصارعة متواجهة، دفع المنطقة إلى حفلة جنون كاملة يرقص المحتفلون فيها على أنهار الدماء البريئة المسفوكة عدواناً وظلماً وعلى جثث الأبرياء، ويتاجرون في الموت والقتل، ويطلقون صيحاتهم وتغريداتهم فرحاً وطرباً ”دعهم يتقاتلون، يتناحرون، وما علينا سوى التلذذ بمشاهد الذبح ومسيل الدماء”. فقد ضِعنا وأضعنا، ورغم ذلك يستمر اقتتالنا، ونزف دمنا، وتدميرنا لذواتنا، وتكبُر مأساتنا، ونُسلِم مقاليدنا ومقاليد بلدنا لأعدائنا، أو لمن هم أصدقاء يساومهم العدو ويساومونه على أرضنا المُحتَلَّة، وعلى قضايانا العادلة، ويشاركهم في تقرير مصيرنا… وهم يخلصون لذلك العدو أكثر مما يخلصون لنا، ويريدون لنا أن نبقى الأدنى، فالأدنى، فالأدنى…
ونحن نقبل ذلك ونُقبِل عليه إقبال الهِيم، ونتابع السير في تلك الطريق المُهلِكة كالمُنوَّمين أو المَسحورين… رغم أن ديننا أمرَنا بوضوح بأن نحذر العدو ولا نواليه، وبأن يكون ولاؤنا الأول لما ينقذنا ويجمعنا ويهدينا إلى الأقوم والأسلم، ولأنفسنا ولله، عملا بأمر الله.. إذ جاء في سورة المائدة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥١﴾
إن ذلك كله يستحق وقفة جادة مع الذات، والتحديق في مراياها، وتوجيه أسئلة شجاعة ودقيقة وعميقة لها… ويستحق أيضا وقفة واعية ومسؤولية مع العام والخاص، من الأوضاع والحالات والمواقف، على الصعيدين القطري والقومي، تستخلص منها نتائج.. تستثمَر في معالجة الأوضاع ابتداء من الدوائر القطرية الضيقة وانتهاء بمدار الأمة الإسلامية، ودورها الإنساني، ومكانتها بين أمم الأرض، وهي تستحق مكانة متقدمة بما قدمته للحضارة الإنسانية، ولا يعني تراجعها اليوم فقدا لكل أهلية تمكنها من استعادة وجودها الفاعل، ودورها الحضاري.
لسنا بلا قوة أو شجاعة أو مكر أو إمكانيات أو… أو… ولو أن نسبة 5 في المائة من الجهد والمال والشجاعة والصبر والعزم الذي قدِّم في حرب الإخوة بعضهم لبعض قد بذلت في مواجهة عربية صادقة مع الكيان الصهيوني لزلزلت الأرض تحت قدمه وانكمش إلى حدود الاضمحلال… ولو أن هناك حكاماً عرباً ينتمون إلى أمتهم بوعي ويدافعون عن دينهم بمعرفة وصدق ويحرصون على حقوقهم ووجودهم وكرامتهم وأوطانهم لما وصلت أقطار من بلدان الأمة إلى محنة أو مأزق أو حالة من التبعية المزمنة كما هي عليه الحال اليوم، ولما بذل المال وماء الوجه لأعداء الأمة الإسلامية وعلى رأسهم الأميركي لكي يحموا بلداً أو حكماً في بلد ويستنزفوه تماماً؟!
ولو أن 1 في المائة من العرب والمسلمين الحاكمين والمالكين صدَق في إيمانه في ضوء فهم صحيح للدين ولما يرتبه الإسلام على المسلم من نصرة المظلوم، سواء أكان مسلماً أو غير مسلم، ولم يخالف حكم قرآنه حين ينهاه عن أن يتخذ من غير المسلمين أولياء ضد المسلمين لما تهاوت كل القيم والعلاقات والبنى الاجتماعية والخلقية ومقومات الحكومات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية إلى درك الفساد والانحطاط والتآمر على الحق والشعب في بلد ونصرة الظلم والاستبداد والإرهاب والقتل والجهل الأعمى في بلد من البلدان أو مكان من الأمكنة… ولكن في الأمة الإسلامية والعربية الكثير الكثير مما لا يشرف، ومما لا ينم عن الوعي والإيمان والانتماء والتبصر وسعة الأفق… فحين نرى دولة تضحي بدولة ولا تسأل في حربها عن شعب، ولا تقيم وزناً للحياة ولا للمعاناة، وتزدري كل القيم والروابط والعلاقات الأخوية… وحين نرى حاكماً يضحي بمال وشعب وعمران من أجل أن يغلب خصمه أو يقهره، ومن ثم يشمخ بأنفه تيهاً ويصعِّر خده للناس… ندهش للمستوى الذي بلغه المسؤول العربي في هذا البلد أو ذاك، ونعجب من استمراره في ممارسة هذا النوع من الجنون، ومن أناس يضعون أنفسهم مادة لصراع غبي من هذا النوع، ويخوضون في الفتنة فيقتل بعضهم بعضهم ويتقاتلون حتى الإفناء؟!
اليوم، لا يواجه العالم الإسلامي هجمة خارجية عاتية ومهددة فحسب، بل الأنكى من ذلك أنه يشهد صراعات زعامات لن تنتهي في الواقع الراهن إلا إلى المزيد من التفكك والتبعية والارتهان، فهناك من يتطلع إلى وضع الدول العربية والإسلامية ملفاً قائماً بذاته في محاولة مشبوهة ومريعة لإعادة ترتيب الأولويات، وهناك من يغذي طموحاته السياسية الداخلية والمتوسطية الخارجية عبر إطلاق موجة كراهية مقيتة وحاقدة لا تتورع عن إعادة تصنيف المسلمين وفقاً للملل والنحل، للوصول من ذلك إلى حق حصري بتوزيع شهادات الإيمان، يمارس هؤلاء التكفير الديني والمذهبي في الطريق إلى التكفير السياسي ويتحدثون مع ذلك عن تهويد الأقصى وحرمة الدم في الإسلام.
وحكمة العرب في كل هذا مغيبة أو غائبة، فأهلها بين حليم يخاف أن ينطق، وحكيم ابتلع سم السياسة ومالها فغص ويسكت، ومسؤول في مرتبة روحية عليا، يختار الاعتكاف في وقت الحاجة إليه، ويرى أن يغيب في العزلة أو الاعتزال، أي في ”نسك تصوفي سلبي” خير منه المواجهة بقوة العقل والقلب والإيمان وصلابة الصوفيين في الأزمات الطاحنات والملمات الكبار… ومن بين أهل الحكمة وكبار الرجال من يتفرقون شذر مذر، ويقفون على ضفاف الخلاف، لا يجمعهم جامع فيقويهم ولا يشدهم إلى الإيمان بالله جل وعلا ما يجعلهم حرباً على الفتنة وأهلها.
لقد سقطت بكل الأبعاد والمعاني في مراكزها العالمية وفي بيئاتها ومجتمعاتها الحاضنة لها… ولكنها ما زالت في بعض المواقع من وطننا العربي والإسلامي قائمة تفتك بمجانية واستعلاء وجهل وغباء،
والعجب العجاب أن سدنتها خشب مسندة، وأموات يحسبونهم فيما يشبه السبات، يستندون إلى منسأة كمنسأة سليمان الحكيم الذي شبع موتاً وهو يستند إليها حتى قرضها الدود وتهاوت فهوى…؟! وكالعادة هناك كثرة من أبناء الأمة تتفرج وكثرة من الضحايا يسقطون، وهناك من ينغمس في الصراع، والأمة تضعف وأعداؤها يتسلطون عليها ويبتزونها ويستفيدون من ضعفها ويستثمرون في الصراعات التي تدور داخلها، ثم يمزقونها تمزيقاً ومع ذلك لا تجد من معتبر؟!
إننا نشكو من جراحات عميقة أليمة، وآفات فتاكة، وفساد كبير، وظلم جسيم، وانفعال اجتماعي، وانحراف خلقي وقوده مال ونفط وخيانة عربية وإسلامية، كل هذا يستدعي منا تضافر الجهود، وبناء النفوس، وصقل الأفكار والتصورات، وجمع الكوادر والطاقات، واجتثاث الخبث من أوساطها، ومن شيم الرجال أنهم يأخذون الدروس والعبر من ماضيهم لحاضرهم، ومن حاضرهم لمستقبلهم.
آخر الكلام: لقد غلبتنا تيارات الفتن والمحن التي مرت علينا، من مشارق الأرض ومغاربها، لتلبس علينا ديننا، وتفتننا في أمور ديننا ودنيانا وآخرتنا. فالعفو منك يا نبينا ورسولنا وحبيبنا وشفيعنا ومولانا وقرة أعيننا ونور أبصارنا وطريق هدانا، على تقصيرنا.
*باحث وكاتب صحفي من المغرب.
1015 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع