بيلسان قيصر
لا استقرار ولا أمان في ظل وجود الملالي في ايران
لقد تمكنت حكومة مصر الحالية من حل لغز وفاة الماك توت عنخ آمون، ولم تتمكن حكومة عبد المهدي من حل لغز القناصين.
ان التظاهر حق كفله الدستور العراقي، وطالما ان الشعب هو مصدر السلطات، وان الشعب رفض الحكومة والبرلمان فهذا يعني ان البرلمان والحكومة فقدا الشرعية، اليوم من يقف مع حكومة عادل عبد المهدي ضد الثوار هم القوات الامنية والميليشيات الولائية فقط .
ادعى عبد المهدي قبل اسبوعين انه سيحمي المتظاهرين السلميين، وأصدر اوامر بعدم اطلاق القوات الأمنية الذخيرة الحية على المتظاهرين، وكانت حصيلة القتلى بعد خطابه اكثر من مئة شهيد وثلاثة آلاف جريح، الا يعني هذا انه غير قادر على فرض أوامره على قواته والميليشيات التي يتستر عليها؟
من جهة ثانية طالب رئيس الجمهورية برهم صالح الحكومة بأن تبذل جهودا استثنائية لحصر السلاح بيدها، وان هناك قوات خارجة عن القانون، وهذا إعتراف صريح من حامي الدستور (الأصح حرامي الدستور) بوجود سلاح منفلت بيد الميليشيات الموالية للنظام الايراني، وطالب صالح بمحاكمة العناصر التي تستخدم العنف ضد المتظاهرين السلميين، كالعادة دون تسميتها والإجابة عن كيفية قيام قوات خارج القانون بالعمل تحت خيمة القوات النظامية؟ ولكن لا الحكومة تحترم حامي الدستور ولا الميليشيات الرسمية، ان أي عنصر في القوات الأمنية والميليشيات يعتبر نفسه فوق حامي الدستور.
الخلاصة، في ظل رئيس جمهورية ضعيف لا قيمة له مثله مثل أرنب يفر من أول وهله، ورئيس وزراء جبان أضعف من الجرذ، ورئيس برلمان مخادع ومراوغ كالثعلب، ورئيس سلطة قضائية فاسد وقذر أشبه بالخنزير، الا يحق للمتظاهرين رفع شعار (شلع، قلع، كلهم حرامية)؟ وليت الأمر توقف على انهم حرامية، بل هم مجرمون وارهابيون وقتلة وعديمو الأخلاق والشرف والضمير. هؤلاء الأوغاد حريصون على مناصبهم وإمتيازاتهم وغير حريصين على الدم العراقي.
عند مناقشة مسألة التظاهرات في المنطقة الخضراء بعد الموجة الثانية وتشكيل خلية أزمة بحضور القادة الأمنيين، ومنهم الإرهابيين فالح الفياض وابو جهاد الهاشمي وزعماء الميليشيات كقيس الخزعلي وهادي العامري كان الجميع بإنتظار رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لرئاسة الإجتماع بإعتباره القائد العام للقوات المشلحة، ولكن الحضور تفاجئوا عندما نزلت طائرة سمتية وتبين ان القادم هو الجنرال الايراني قاسم سليماني ومجموعة من القادة الأمنيين في الحرس الثوري، كل ما دار في غرفة الإجتماع تمخض عن تطمين سليماني القادة الأمنيين العراقيين، بأن عنده الخبرة العملية والكافية لمعالجه مثل هذه الإحتجاجات، وسبق أن تعامل معها في حركات الإحتجاج الايرانية (الثورة الخضراء)، بالطبع عبر وسائل العنف والقمع واعتقال واغتيال الناشطين. وكان يسمي الإحتجاجات في العراق (أعمال شغب) وهي التسمية التي أطلقها المرشد السفيه على ثوار العراق. ويرى البعض ان المرشد المخبول أطلق هذه الغازات المسمومة من جوفه، لأنه أدرك بأن نظامه هو الخاسر الرئيس من هذه الإحتجاجات الجماهيرية، فقد تبدد حلمه بعودة الأمبراطورية الساسانية، وضاعت جهود خمسة عشر عاما من الدجل وإنفاق المليارات على الميليشيات العراقية والزعماء الموالين لنظامه، وهذا جعله أشبه بالمصروع عندما يفقد توازنه، ويخرج الزبد من فمه.
كما ان العزف على قيثارة الفتنة الطائفية، لم يعد يطرب شيعة العراق، وتفجير احدة العتبات المقدسة لا ينفع أيضا، لقد فهم العراقيون العاب السيرك الإيراني، وما يجري في أقبية قم وطهران، وكانت ردة فعل الثوار الإصرار على رفع الشعارات المعادية لنظام الملالي وتمزيق صور قادة ايران التي كانت تملأ شوارع المحافظات العراقية، وألغيت تسميات شوارع في كربلاء والنجف والبصرة كانت تحمل اسم (شارع الخميني) المقبور.
أجمل ما في ثورة العراق المجيدة ان جميع الأديان والمذاهب والأجناس والقوميات إنحنت أمام الهوية الوطنية، العراق كان الراية الوحيدة التي ترفرف في سماء الوطن، وهذا ما لم يحسب له العالم حساب
فخلال شهر واحد من الثورة اجتمع العراقيون جميعا وانصهروا في بوتقة المواطنة. ان مشاركة طلاب الجامعات والمدارس والنقابات والجمعيات جعل الثورة عابرة للهويات، وهذا هو النصر الأولي، وسيليه انتصارات قادمة بهمة الثوار الأشاوس.
رصاصة طائشة
تصوروا عناصرميليشات حزب الله اللبناني والحوثيين والحشد الشعبي في العراق ثوار وحمائم سلام عند الولي السفيه المرشد الأعلى للهجمة الفارسية، وثوار العراق ولبنان المطالبين بحقوقهم مشاغبين في رأيه السقيم! المتظاهرون في البحرين ضد النظام الحاكم يعتبرهم ثوار، لكن المتظاهرين في العراق ولبنان مشاغبين. الا تفوا على وجهك وعلى عمامتك الحقيرة التي تتجمع تحتها الأبالسة.
بيلسان قيصر
البرازيل
8/11/2019
740 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع