بيلسان قيصر
سفراء ابليس في وزارة التدليس
وأنا اتابع كلمة ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة محمد حسين بحر الظلمات في مجلس الأمن، وما تضمنته من معلومات مضللة عن عدد شهداء الإنتفاضة التشرينية والآلاف من الجرحى، وتبرأة أحبابه وخلانه (الطرف الثالث) والملثمن من جرائمهم التي باتت معروفة للعالم، وتبرير قطع الأنترنيت عن العراقيين بطريق ساذجة، كان في يدي ديوان معروف الرصافي، وتزامن حديث الوغد الدبلوماسي مع بيت شعر قرأته قبل قليل للشاعر العراقي معروف الرصافي يقول فيه:
يقول من شاهد مبعوثكم ... سبحان من يبعث من في القبور
قلت سبحان الله كأن التأريخ يعيد نفسه، فهذا اللادبلوماسي لا علاقة له بالسلك الدبلوماسي عن بعيد أو قريب، جاءت به وزارة المحاصصة الطائفة والعرقية الى منصبه هذا بعد اجتثاث أفضل الدبلوماسيين العراقيين، علاوة على توارثه الخيانة، فهو من من عائلة عرفت بالعمالة والسرقة والضحك على ذقون الجاهلين والحمقى، كانوا مجرد ساقية راكدة من العلوم فحولوها الى بحر من العلوم، وصورة الأب العميل مع المندوب السامي بول بريمر لا يمكن أن تمحى من الذاكرة العراقية، وعقود النفط الفاسدة التي عقدها أخوه إبراهيم بحر العلوم (حرامي بغداد) وهو مرشح الجنرال سليماني لرئاسة الحكومة العراقية القادمة، والسماء أقرب له من هذا المنصب، ما يزال العراق يدفع ثمنها الباهض.
جاءت كلمة هذا السفير الأفاك بعد كلمة ممثلة الأمم المتحدة جانين بلاسخارت التي فضحت فيها حكومة الفساد وقدمت إحصائية عن عدد القتلى والجرحى من المتظاهرين، ووجهت أصابع الإتهام الى القوات الأمنية والميليشيات المنفلته. وهو نفس الكلام التي ذكره سماحة المطران (بشار وردة) رئيس أساقفة ايريشية اربيل الكلدانية، والذي يعتبر مصادقة على أقوال ممثلة الأمم المتحدة حيث أشار بأن" التظاهرات الحالية تؤكد رفض الشعب العراقي للدستور الطائفي، وأن قيادة الشباب العراقي للتظاهرات الجارية في مختلف المحافظات لها دلالات كبيرة وانها ابلغ رسالة تكشف رفض الشعب العراقي للطبقة السياسية الفاسدة".
ان مجلس الأمن في مثل هذ الجلسات المهمة يعطي الأولوية من حيث ثقته بالمعلومات، ومصداقيتها الى ممثلي الأمم المتحدة والأطراف المستقلة، وليس لممثل الدولة التي يتم مناقشة وضعها لأن مجلس الأمن على دراية بأن ممثل النظام هو جزء من منظومة الحكم نفسه، ولا يمكن ان يتبنى وجهات نظر تعارض السلطة التي يمثلها، لذلك فالمجلس لا يعير إهتماما كبيرا لكلمته، وهذا ما لاحظناه في كلمات ممثلي سوريا وايران الدائميين في الأمم المتحدة في جلسات سابقة في أروقة الأمم المتحدة، خصوصا عندما يفتقر ممثل الدولة الى الخبرة والمسيرة الدبلوماسية الطويلة. ولأن مجلس الأمن يضم أعضاء خمس دول دائمة العضوية وعشرة أعضاء متناوبين غير دائمي العضوية، وهؤلاء يستقون معلوماتهم عبر سفاراتهم في العراق، لذا فهم على إطلاع مفصل بالأحداث الجارية، ولا يمكن أن تنطلي عليهم اكاذيب ممثل العراق، وهناك أمر آخر وهو إعتماد مجلس الأمن على معلومات المنظمات غير الحكومية الموثوق بها خصوصا منظمة العفو الدولية ومراقب حقوق الإنسان، علاوة على مصادرأخرى، يعني بالنتيجة ان الإفتراءات التي قدمها بحر الظلمات كان يضحك بها على نفسه وليس على مجلس الأمن، من الطبيعي ان الأحمق عندما يتحدث، يظن ان مستمعيه هم حمقى كذلك على شاكلته.
أحسست بأن السيدة بلاخارست على علاتها كانت أكثر عراقية من هذه الدعي الأمعي الذي جعل من نفسه إضحكومة في المنبر الدولي، وان محاولة وزارة الخارجية تلميع صورته القبيحة ليست أقل حماقة من حمق سفيرها، عندما زعمت بأن المقاطع المتداولة اجتزأت من كلمته، لقد إستمعنا الى كلمته كاملة، ووجدنا فيها نكهة السفالة ونذالة العملاء. ان دفاع وزارة الخارجية على سفيرها ينطبق عليه المثل (عصفور كفل زرزور واثنينهم طيارة). طبيعي ان الحكومة الفاسدة لا يمثلها إلا فاسد مثلها.
طلقة طائشة
صرح السفير العراقي في طهران سعد جواد قنديل، في كلمة القاها في الملتقى الاول لمستقبل السلام وحقوق الانسان في غرب آسيا في جامعة (الخميني) ان" الجمهورية الايرانية والعراق دولتان في جبهة واحدة". هل هذا الأمعى لا يعرف بحرق الثوار لقنصليات البصرة وكربلاء والنجف؟ هل يجهل شعارات المتظاهرين ( ايران بره بره)؟ الم يشاهد صوره امامه الخميني والخامنئي تحت أقدام الثوار؟ هل وزارته السقيمة لا تزوده بمعلومات عن طبيعة المظاهرات؟ الا يشاهد التلفاز؟ فعلا (القنديل) لا يعمل الا في الظلام، هذا القنديل يذكرني بفانوس جدتي عندما يتوسخ ويتصاعد الدخان الأسود منه، وتحترق الفتيلة، فيصبح زجاجه أسودا ومعتما كوجه السفير. فعلا في وزارة الخارجية العراقية (من هالسفهاء حمل جمال سفراء).
بيلسان قيصر
البرازيل
كانون الأول 2019
1237 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع