نجيـد فتحـي صفوة
في الذكرى السادسة لرحيله نجيد فتحي صفوة، يرثي شقيقه نجدة فتحي صفوة
حلّت قبل أيام الذكرى الحزينة لوفاة الدبلوماسـي المرحوم نجـدة فتحي صفوة، الذي مارس مهنته بروح أدبية ووطنية. ففي الثامن عشر من شـهر كانون الأول (ديسمبر) سـنة 2013 انتهت حياة أخر دبلوماسـي من جيله ممن كانوا على جانب كبير من الكياسـة واللياقة في تمثيل بلادهم في الخارج خلال أربعينيات وخمسينيات وسـتينيات القرن الماضي.
لقد توقف ذلك القلب الكبير الذي كان ينبض لأكثر من تسـعين عاماً في سَـيره على النهج العلمي في التأليف وكتابة التاريخ بأسلوب أدبي رشــيق، وتضاعف عطائه أكثر عندما أعتزل الخدمة وهُيأ لـه أن يبدأ سـيرةً وافرة العطاء من البحث والتحقيق، حيث أخرج أسـفاراً قيّمة في التاريخ المعاصر للعراق والبلاد العربية، وأهتم بالوثائق البريطانية التي نشـرت بعد مرور ثلاثين عاما، فسـبرَ أغوارها وكشـف ما كانت تكتبه السـفارة البريطانية في بغـداد من تقارير سـرّية عن العراق وشخصياته المعروفة، ومنها ما نشـره في كتابه (العراق في الوثائق البريطانية سنة 1936) وكذلك (من نافذة السـفارة/العرب في الوثائق البريطانية) إضافة لِمـا حققه من مذكرات لشـخصيات لعبت دورها في العراق المعاصر.
وتقديراً لجهوده المتميزة والإبداعات الفكرية والتاريخية والثقافية التي حققها فقـد منحه اتحاد المؤرخين العرب وسـام المؤرخ العربي الذهبي من الدرجة الأولى، وهو ما يدعونا أن نتذكر ما كتبه الباحث المعروف الدكتور جليل العطية، قبل أكثر من ربع قرن مضى، واصفاً إياه بـ (أديب المؤرخين) حيث بيّن [إن للمؤرخ الناجح مواصفات كثيرة، منها أن يكون موسوعي الثقافة ومجيداً لأكثر من لغـة، بارعاً في قراءة ما وراء المخطوطات أو الوثائق، يمتلك أسلوباً أدبياً رشـيقاً ومتيناً، وله خبرة في الدبلوماسية ... فهـذه الأمور مجتمعة تمنحه الموضوعية والحيـدة فيما يكتب ويؤلف ويترجم أيضاً، ونجـدة فتحي صفوة ممن تنطبق عليهم هـذه الصفات].
ألا رحمة الله عليك لٍـما قدمته من عطاء يجسّـد الإخلاص والدقّـة في كل كُتبك وآثارك التي تركتها يا أخي الكبير.
نجيـد فتحـي صفوة
1220 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع