د.طلعت الخضيري
سالفه برازيليه
منذ عده عقود نشرت مجله (باري ماج) الباريسيه ماحصل لمدينه في البرازيل مجاوره لغابه l حالفها الحظ أن تكون بمحاذاه من غابات الأمازون نمت بها بصوره طبيعيه أشجار المطاط ، وصادف ذلك سنه 1896 حدوث الثوره الصناعيه في العالم واختراع السيارات والحاجه إلى المطاط في صناعه العجلات وغيرها ،فأخذت تلك المدينه في تصدير ألمطاط ألمتواجد بكثره في تلك الغابه المجاوره ،ونمت المدينه وازدهرت , فبنيت بها دار أوبرا وقصور مشابهه لقلاع أوربا التأريخيه ولم يحسب أهالي تلك المدينه اي حساب لمستقبلهم وحفظ الكنز ألذي هو مصدر سعادتهم.
وانتهى ذلك الحلم الجميل برسو سفينه أجنبيه بقرب سواحل تلك المدينه وبقرب الغابه المجاوره ، ولم يكن هدف قائد السفينه إلا سرقه بعض نبتات شجره المطاط الثمينه ونقلها إلى مناطق دول الملايو في شرق آسيا ومحاوله زرعها هناك وبصوره فنيه وعلميه ، وحصل ذلك بالفعل فتم سرقه نباتات المطاط من الغابه ونقلها إلى أرض شرق آسيا ، ونجحت التجربه فانخفظ سعر المطاط ولم يعد أحد يستورده من تلك الغابه البرازيليه ، وبذلك إنتهت المدينه المزدهره وماتت وتظهر صور المقاله ما تبقى من تلك المدينه الخربه ألتي هجرها سكانها ومنها صوره دار الأوبرا القديمه تعبث بها القرود.
وتنطوي صفحات من التأريخ لتدور وقائع مشابهه في أرض خصبه سميت بوادي الرافدين أو بأرض السواد وفي منطقه إمتدت على ضفاف نهرها الخالد ( شط العرب) حيث كثرت بساتين النخيل على ضفافه وامتدت من أبوالخصيب إلى رأس البيشه ، وعاشت ألاف الأسر ألفلاحيه ومالكي الأرض على خيراتها وتصدير تمورها إلى مختلف أنحاء العالم ، وكما قيل ( دوام الحال من المحال)، فقد تمت صفقه تجاريه مع أحد التجار في السبعينيات من القرن الماضي وتم بيع آلاف الفسائل ،نقلت بالطائرات إلى بلد بعيد عبر المحيطات والبحار ، وأصبح ذلك البلد اليوم من أهم مصدري التمور في العالم، وتكررت المأساه في الثمانيات من القرن الماضي بعد تجريف نخيل البصره على ضفتي النهر من أبو الخصيب إلى الخليج ومن نهر الصالحيه في قضاء شط العرب وحتى الحدود في الضفه المقابله من النهر. وبيعت الفسائل إلى الدول المجاوره ، ولم يحاول أحد زراعتها من جديد بعد انتهاء تلك الظروف القاهره , واستفاد من استفاد من متنفذين من تلك الصفقات التجاريه وأصبحت الدول المجاوره مصدره للتمور ، وتشتت العوائل الفلاحيه في المدن وقد يكون أبنائهااليم من يطالب بفرص العمل مع الآخرين من الشباب العاطل عن العمل.
875 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع