الدكتور مليح صالح شكر
خرزات المسبحة التي انفرطت !
لوحظ ان علي خامنئي إضطر للتحدث باللغة العربية مرتين على الأقل عقب مقتل قاسم سليماني ، الاولى حينما قاد الصلاة على جثامين قتلى مطار بغداد في طهران ، والثانية في خطبته بصلاة الجمعة يوم
17 كانون الثاني عام 2020 بعد انقطاع عن خطبة الجمعة طيلة ما قيل انها ثماني سنوات .
فلماذا أضطر خامنئي أن يعود لألقاء خطبة الجمعة ؟ ولماذا إختار المرشد الحديث القصير باللغة العربية لجموع المشيعين والمصلين في المناسبتين ؟
وكما هو معروف عنه أنه يتقن اللغة العربية لكنه لا يتحدث مع ضيوفه العرب إلا باللغة الفارسية ، وإذا أخطأ المترجم ، يصحح هو له!
يفسر البعض ان خامنئي إضطر للحديث باللغة العربية ، لأنه يمر في موقف صعب لم يسبق ان مر به خميني أو هاشمي رفسنجاني اللذان كانا يتقنان العربية لكنهما رفضا التحدث بها علناً، لذلك فإن خامنئي تحدث بالعربية سعياً لتعاطف ما في الدول العربية.
والتفسير المحتمل لحديث خامنئي باللغة العربية علناً وأمام الإيرانيين وشاشات التلفزيون هو محاولته لم خرزات المسبحة التي إنفرطت وتناثرت بمقتل اللواء قاسم سليماني ، ولا يتوفر لدى ايران البديل ، سوى المرشد نفسه بعد ان تواترت الأنباء بأن خليفة سليماني في قيادة ( فيلق القدس) الذي أصدر خامنئي قراراً بتعينه وهو العميد فاروق قااأني لا يعرف اللغة العربية ، وأختصاصه في الحرس هو التسليح .
وخطب خامنئي وكذلك أبنة سليماني ، باللغة العربية لأن البعض من أتباع أيران في لبنان وفي سوريا وفي العراق وفي اليمن لا يعرفون اللغة الفارسية!
لكن المرشد لم يتطرق في الجزء العربي من خطبته الى ما تطرق إليه في الجزء الفارسي حين تحدث عن إهانة صور اللواء سليماني من قبل المحتجين الإيرانيين ، وكذلك تحدث عن هتافات المحتجين ( لا غزة ولا لبنان ، روحي فداء ايران ) التي رددها الإيرانيون في مظاهرات الاحتجاج ، وقال ان هؤلاء لا يمثلون الشعب الايراني !
وراح المرشد يوزع ما لا يمكن لعاقل ان يصدقه حين زعم ان ( فيلق القدس) منظمة أنسانية بعد أن ادرك ان العراقيين واللبنانين والسوريين ، والعرب عموماً لا يتعاطفون مع ايران ، بل ان أفغانستان من الجهة الاخرى لا تحبذ التدخل الايراني في شؤونها ، وادرك خامنئي ان النفوذ الايراني وتصدير ثورتها قد أصيب بالأفول ، ولابد عنده من ترميم سمعة ايران لدى جيرانها.
ويتداول المعنيون أحتمالاً هو أن المرشد خامنئي لم يكن يخاطب باللغة العربية سوى شبكة قاسم سليماني التي تبعثرت بعد مقتله ، والكثير منهم لا يفهم اللغة الفارسية بقدر فهمهم للأموال الايرانية والأوامر الايرانية والأسلحة الايرانية ، لإبقاء الخطر بعيداً عن الحدود الأيرانية .
وهكذا حاول خامنئي بالفقرات التي استخدم فيها اللغة العربية ، جمع شتات المليشيات التي كانت ترتبط بسليماني وضاعت بمقتله .
وربما حاول خامنئي الإبقاء على دفاعات ايران بعيداً عن حدودها ، في لبنان او سوريا او العراق ، ولم يكترث لرفض شعوبها للنفوذ الإيراني لأنه لا يهتم إلا بالدفاع عن ايران .
وبعد كل هذا التخبط الايراني ، يردد قادة النظام بشكل متهور رفضهم لتسليم صندوقي الطائرة الاوكرانية المنكوبة الأسودين ، وسيجبرون لاحقاً على تسليمهما للدولة التي تملك الطائرة ، أوكرانيا التي لا هي ولا ايران تملكان التقنية اللازمة لقراءة الصندوقين، وبالتالي ستلجأ أوكرانيا للشركة المصنعة للطائرة ، بوينغ الامريكية .
وحاول البعض في النظام الايراني خلط أوراق التحقيق دون جدوى ، ولم يصدقهم أحد بأن نظام الدفاع الجوي الايراني قد تعرض لخرق ( هاكرز) تسبب في تعطيل الاتصالات بين قاعدة الصواريخ وبين قادتها في الحرس ، فاطلقوا الصاروخين فقتلوا 176 بريئاً ، ركاب الطائرة المدنية .
فهل يفهم ملالي ايران أن تلك الخرزات التي تبعثرت بمقتل سليماني قد ضاعت ولن تعود ، وها هي جموع أهل العراق في النجف الأشرف والناصرية وكربلاء وغيرها من ارض العراق الطاهرة تواصل إلغاء مظاهر النفوذ الايراني فأحرقت صور قاسم سليماني هنا وهنالك .
ومن الواضح أن السياسيين في بغداد وفي بيروت على الخصوص يعرفون بأن الحكومة التي يزعمون أنهم يعملون فيها ، ليست سوى مجموعة متناثرة ذات التبعية الايرانية يسمونها مليشيات أو محور مقاومة او تسميات حزبية لا معنى لها .
ويتجنب هذا وذاك من اتباع ايران في بغداد وفي بيروت ، وغيرهم من الذين يملأون شاشات الفضائيات طيلة 24 ساعة يوميًا تسمية الأمور بأسمائها ، وهي ان ( الطرف الثالث ) ، أو ( المخربين) ، أو (المندسين ) ، ما هم سوى عناصر تلك الحبات المتناثرة من المسبحة والتي توشك على الانهيار ؟
1195 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع