صلاح الامين
Shock and Awe والعـــــراق العـظـــيـم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الظل الظروف الحالية من انتشار فايروس Coronavirus Disease (COVID-19)) وما يمثله من تحدي للعالم ودوله كلها منها المتقدمة وغيرها مما يطلق عليها المتأخرة أو دول العالم الثالث.
البارحة المصادف 13 أذار 2020م، أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO World Health Organization (WHO) من أن مرض كورونا الأن اصبع وباء عالمي ويجب اخذ الاحتياطات من قبل جميع الدول للحد منه ومكافحته حفاظاً على أرواح الناس.
وتبع ذلك تصريح رئيس الأمم المتحدة الحالي ودعوته إلى تحمل المسؤولية والتضامن - كأمم متحدة وكشعب متحد. لكفاح الفيروس، بقوله:
لا يمكننا أن ندع الخوف ينتشر. دعونا نتغلب على هذا التهديد المشترك معا.!!
في عام 2003م، كلنا سمعنا قبل الهجوم وإحتلال العراق بوصف حربهم الهمجية القادمة بــــ" Shock and Awe"، كعراقيون سواء عراقيو الداخل أو الخارج، لقد صُمّت أسماعنا تلك المقولة حيث عانى شعبنا العراقي العظيم من جراء حربهم باعتداء همجي ووحشي أهوج، تم هذا تحت سكوت يكاد يكون مطبق من جميع دول العالم وحشدت الجيوش من حول العالم للاعتداء غادر وغير أنساني على شعب سُلبت إنسانيته من قبل نظام أصر على أخطائه المتهورة غير مكترث لشعبه وتاريخ العراق أدت إلى انهياره على حساب شعب مسلوب الإرادة محطم عاني من حصار غير أنساني لمدة استمرت 11عاماً وبمباركة من أعلى منظمة عالمية وهي الأمم المتحدة ومجلسها الغير الآمن والتي تدعي الدفاع عن الأنسان وحقوقه وهي التي تدعوا لمنع ووقف إحكام الإعدام في دول العالم وتدين الدول التي وما زالت تصدر إحكام الإعدام بحق المجرمين تحت ادعاءات حقوق الأنسان.
فأصبح اليوم كفاح الفيروس هو " Shock and Awe" من الكارونا لشعوب وأنظمة وحكام هم أنفسهم قبل 2003م، اجتمعوا وقرروا من خلال المنظمة العالمية ودول اصطفت لتحمل المسؤولية والتضامن - كأمم متحدة وكشعب متحد لشن حرب على شعب تعداده 25 مليون لقتل شعب آمن في بلده وفي أرضه يعاني من الغداء والدواء وليس هناك أسواق ولا مجمعات تسويقية كبيرة مليئة بالبضائع بما تشتهي الأنفس ولا مطاعم ولا مصانع لإنتاج أوراق التواليت ولا غيرها من الأمور والمنتجات الأساسية للبشر ،يرسلون طائراتهم وصواريخهم ويدفعون جحوشهم وعجلوهم لقتل الأبرياء واحتلال أرضهم ونشر القتل والخوف بين الأطفال والنساء والشيوخ وهذا الشعب العظيم لا يعرف ماذا يفعل اتتهم الحرب بعد 11 عام من حصار افقدتهم أساسيات العيش كانسان سوي وليس هناك دواء ولا ما يكفي من الغذاء وليس لديهم أموال لشراء قوتهم أن توفر في سوق غلب عليها الغلاء الفاحش ومضاربات تجار الداخل والخارج.
اللهم انه لا تشفي ولا هي فرحة بما نراه اليوم حول العالم انه قضائك وقدرك ولكن ما نراه اليوم من هلعهم وخوفهم وهروبهم من عدو لا يرى بالعين ولا يعرف ما هو وأين ومتى يأتي ومتى يصيب قد عمل بهم وتوقفت حياتهم العادية وانزوا وسجنوا انفسهم في بيوتهم وخزنوا من الغذاء ما تشتهيه الأنفس وكذلك الدواء ينتظرون اللحظة ليمر ولا يصيبهم، والاهم أن دولهم وجيشهم يقف على الأهبة لمساعدة المحتاج ونقله ومعالجته وتقديم اقصى المساعدة، متناسين ماذا عملوا عام 2003م، خمسة وعشرون مليون أنسان دمرت مستشفياتهم وخربت منظومات الماء الصافي والخدمات العامة وقطعت جسورهم وقصفت دوائرهم ودمرت مصافي النفط والغاز وتركوا تحت حمم نيرانهم والخوف والهلع ولا يوجد من يرعاهم أو من يعالجهم ولا حكومة ولا جيش قادر لمساعدة المحتاج منهم.
ألا ترون ما هو قضاء رب العباد انه جل وعلا يمهل ولا يهمل، فتلك دعوات الأمهات والأرامل والشيوخ من أهل العراق على ما جرى لهم وما يجري لغاية اليوم من قتل وجرائم وفساد إلا امتداد لتلك الحرب التي صمموها واطلقوا عليها حرب الصدمة والهلع لتدمير شعب كامل.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا . . رَبِّ لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا . .
وقانا الله جميعاً من هذا الداء ونسأله الرحمة بنا.
انه هو الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وحفظ الله العراق وشعبه من كل مكروه
والنصر للعراق والله اكبر
الكاتب
صلاح الامين
الاحد، 15 آذار، 2020م
722 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع