بيلسان قيصر
الدب الروسي يهين السلطان العثماني
من عجائب الإتفاق الروسي التركي الأخير حول الوضع في أدلب وتنظيم قواعد الإشتباك القريب بين البلدين، ورد في الإتفاق ما يؤكد وحدة التراب السوري واستقلال البلد والمحافظة على سيادته، ومن ثم فتح الطرق الدولية (M4 ) و (M5 ) تحت الحماية التركية، وبقاء الأراضي التي سيطر عليها الجيش السوري تحت سيطرته، وعدم التراجع عنها قيد أنملة، وتحقيق دوريات روسية تركية مشتركة على الطريقين المذكورين، وهذا الإتفاق بطبيعة الحال يخص الطرفين الروسي والتركي ولا علاقة للأمم المتحدة والإتحاد الأوربي والولايات المتحدة به، هو إتفاق ثنائي ملزم للطرفين فقط، ولانظن انه سيكون له صفة الإستمرار كما تعودنا في الإتفاقيات السابقة، فالمصالح هي التي تحدد مدى إلتزام الأطراف به، لكن الملفت للنظر هو ما يلي:
اولا. لا يوجد للطرف السوري المعنى بالأمر أي دور في هذا الإتفاق، ولم نسمع من بشار الأسد عن رأيه في هذا الإتفاق، وهل هذا الإتفاق يتوافق مع مبدأ السيادة والإستقلال التي يتشدق بها الرئيس السوري دائما مع وسائل الإعلام؟ الا يخجل هذا الزعيم من اتفاق يخص سوريا دون ان يكون له حضورا فيه.
ثانيا. تم توقيع الإتفاق بين الطرفين بنسختين أحداهما باللغة الروسية والأخرى التركية، وتم بعدها وضع نسخة باللغة الانكليزية، ولا توجد نسخة من الإتفاق باللغة العربية، مع ان الإتفاق يتعلق بدولة عربية، وهذه من غرائب السياسية.
ثالثا. لم تودع الإتفاقية لدى الأمم المتحدة، كما هو معتاد في الإتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف، ولا عند الحكومة السورية، وهذه ايضا من العجائب.
رابعا. لم يكن للجامعة العربية أي دور في الإتفاقية، بل تجاهلتها الإتفاقية بشكل متعمد، والجامعة بدورها سبق أن أدانت الأعمال العسكرية التركية في سوريا، لكنها لم تدين الأعمال العسكرية لروسيا ولا للجيش السوري وما تمخض عنهما من قتل مئات الآلاف من المدنيين وتهجير الملايين، سيما ان تركيا وليست الدول العربية هي التي تتحمل عبْ المهاجرين السورين الذين وصل عددهم الى حوالي (8) مليون لاجيء منهم (4) مليون في تركيا.
خامسا. من الشروط التي تضمنها الاتفاق، حلٌ جبهة النصرة، وفرض إدارة مدنية في أدلب بإشراف تركي، ويبدو ان الجانب التركي قد نفض يديه من المعارضة السورية.
سادسا. لا يصعب على النظام السوري من تدبير خطة لإفشال الهدنة عبر وكلائه المندسين في المعارضة والعودة مجددا للحرب بذريعة خرق الهدنة.
سابعا. بدأ الدب الروسي في موقف قوي على العكس من موقف الرئيس التركي، فقد تعرض الى إهانة دبلوماسية لا تتوافق مع البروتوكول، ولم يسبقه فيها سوى الزعيمة الالمانية ميركل عندما حضر بوتين الى قاعة الإجتماع مع كلب متوحش أرعب السيدة ميركل، كذلك تجاهل الرئيس الروسي ضيفه التركي وجعله ينتظر مع الوفد عدة دقائق قبل السماح له بمقابلة بوتين، وتقصد الرئيس الروسي ان يجعل الوفد التركي ينتظر في قاعة مليئة بصور الملكة كاترينا وقوادها العسكريين الذين انتصروا على الدولة العثمانية (11) انتصارا. وقد بلع الرئيس التركي الإهانة ولم يعلق على الإهانة، علما ان الرأي العام التركي استنكر التصرف الروسي وتقبل رئيسه الإهانة.
يبدو ان الإحباط الذي لازم الرئيس التركي خلال لقائه نظيره الروسي، يعود الى ان الولايات المتحدة وحلف الناتو خذلاه في أدلب، ولم يقبض غير التأييد الإعلامي، وهذا ما جعل الرئيس الروسي يتعامل معه بخشونه وقلة أدب، فقد أدرك بوتين ضعف موقف اردوغان، فإستغله بصورة بشعة ومهينة.
المهم ان الرئيس التركي صب جام عضبه على الإتحاد الاوربي وحلف الناتو، بدلا من روسيا، ففتح ابواب بلاده لمن هب دب للهجرة الى أوربا، ومعظم اللاجئين هم من افغانستان والمغرب العربي والعراق وبنغلادش وغيرها، ولا يشكل السوريون سوى 20% من مجموع اللاجئين.
طلقة طائشة
لماذا لا توافق ايران على اتفاقية التصدي لتمويل الإرهاب وغسيل الأموال؟ هل يمكن لأتباع ايران في دويلات العراق ولبنان وسوريا واليمن الإجابة على هذا السؤال؟
أعلنت "مجموعة العمل المالي الدولي FATF إبقائها إيران على قائمتها السوداء ضمن" الدول الفاشلة في التصدي لتمويل الإرهاب وغسيل الأموال"، وعليه قررت تمديد عقوباتها الدولية على طهران ان قرار منظمة "FATF" التي تتخذ من باريس مقرا لها، جاء في وقت كانت تعول فيه إيران على تعويض اقتصادها المتعثر عبر فتح مجال الأعمال التجارية مع أوروبا.
وقد منحت فرق العمل المعنية بالإجراءات المالية إيران مهلة حتى نهاية آذار الحالي للموافقة على تشريع مكافحة الإرهاب أو البقاء على القائمة السوداء. وعلى الرغم من أن البرلمان الإيراني أقر التشريع، إلا أن هيئة دينية عليا صوتت ضده. وكانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا أعنلت سابقاً أنها ستواصل التعامل مع إيران رغم العقوبات الأميركية، في حال نجحت البلاد في إخراج نفسها من القائمة السوداء FATF. ودون أن ينفي معلومات المنظمة، علق محافظ البنك المركزي (عبد الناصر همتي) على التصنيف، بأنه " لن يؤثر على التجارة الخارجية وسعر الصرف في البلاد"، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء "فارس" شبه الرسمية.
ولكن ما هو سعر صرف الريال الايراني كي لا يتأثر بالعقوبة الجديدة يا فهيم؟
بيلسان قيصر
البرازيل
آذار 2020
1118 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع