علي عرمش شوكت
كورونا السياسة .. لمن المشتكى واين المفر..؟
عذراً لاختيارنا هذا العنوان الذي ينم للوهة الاولى عن الضعف والخوف معاً. او ربما يخلق الاحباط لدى البعض. مع ان هذا ما يسود في اوساط الناس الذين لا يرون في الطبقة الحاكمة بانها جديرة بايجاد مخرجاً. او لديها حتى نوايا بالاتيان بحل لـ " جانحة كورونا " التي تولت العالم بطبعها الوبائي المنفلت، وغدا طوفانها المركّب يعم القارات الخمس، دون رادع يذكر، الى حد هذه الساعة. ما عدا التعاويذ وحرق البخور لدى الاوساط المتمسكة بالسلطة بسلاحها المنفلت. ان حالها يذكرنا ببعض القبائل التي قامت بتمرد في اوائل السبعينيات من القرن الماضي في جزيرة " ابه " السودانية. وعندما قامت طائرات " الميج " الحكومية بقصفها راحت تحرق كميات كبيرة من البخور، مصحوبة ببعض التعاويذ، ايماناً منها بان ذلك سيسقط الطائرات القاصفة !.. اما اليوم يقتضي العوم نحو شواطئ النجاة البعيدة، فهو من مهمة كافة الوطنيين الحريصين على مصالح شعبهم من اصحاب الايادي البيضاء، لقيادة سفينة البلاد بجدارة للخلاص من المحنة.
نعود الى ما يعنيه الجزء الاول من جوهر العنوان " لمن المشتكى ؟ " لان الناس طفح لديها الكيل، ونزلت الى الشوارع بانتفاضة عارمة ضيقت الخناق على الطبقة الحاكمة الباغية. غير ان " كورونا المستجد " اللعين جاء ليحد من زخم التظاهرات، مما فتح باب فرج للمتسلطين. الامر الذي ضاعف تنمرهم وجدد شراستهم ضد ابناء شعبهم. فاخذوا يتوعدون ويهددون ويمارسون مبادئهم بالقتل وتمرير صفقات سرقة المال العام، والاصرارعلى فرض امعاتهم الساقطة من جديد. ولكن في ذات الوقت يتلاعبون بالدستور لاسقاط من لا يروق لهم من الذين يكلفون للوزارة.
اما الجزء الثاني من العنوان " اين المفر " فهو لا يعني بان الناس يبحثون عن مكان اخر للخلاص بجلودهم، انما تراكم الغضب لديهم والذي غدا في محوره الحرج القابل للانفجار دون انذار مسبق. سوف لن يرحم من لم يرحم شعبه من الرابضين على سدة الحكم. لذا يطرح السؤال: الى اين سيكون مفرهم .؟، الهرب الى الغرب، فهو عدوهم. التوجه الى الشرق " كورونا المستجد " لم ولن يفتح لهم باب فرج هناك لكونه ماض بقسوة، وسوف لن يُرحب بهم جنوباً او شمالاً بفعل الخصومة المذهبية ومن ثم الخلافات السياسية وغيرها.
ان الصراعات الداخلية للطغمة المتسلطة قد فاقت حدتها على مستوى صراعاتهم الخارجية، وبفعلها تهاوت ما تسمى بالبيوت المذهبية. لأن المصالح الذاتية والحزبية تلبستها خلافات تناحرية حادة. فانفجرت ناراً. ولم يبق تحت خيامهم دخان فقط، كما يقال. ومن جانب اخر فان كافة المؤشرات تنبئ باختمار "الوضع الثوري" وبسؤال مرارته علقمية نقول: لكن من هو المستجيب ؟ . واين الاداة الثورية التي ستفجره ؟؟. هل من المعقول ان تاريخ العراق السياسي الشامخ لم يلد ولن سينجب مارداً يكتسح حثالات السياسة هذه التي لا زالت تجثم على صدور العراقيين ؟.. خلاصة القول، كلنا امل بان يكون العزم الثوري المنتظر، وطني عراقي خالص، وليس اجنبي محتل مقيت. لكون الاداة الغريبة عن الجسم العراقي سوف لن تحظى بالقبول الوطني العام.
961 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع