زيد الحلّي
هيئة الضرائب العراقية .. كفى نوماّ !!
اتساءل ، حين أسمع وارى المبادرات الشعبية ، والمجتمعية التي تسهم في توفير الاطمئنان النفسي للمواطنين من خلال السلال الغذائية ، وتقديم المعونات المالية او من خلال امتناع الكثير من اصحاب الاملاك التجارية من استلام الإيجارات ، بسبب ظروف الحظر الذي نعيشه ، وتوقف حركة البيع والشراء .. اتساءل عن دور ( الهيئة العامة للضرائب ) في هذا الحراك النبيل ، فهي يبدو تعيش في واد بعيد عن الظروف المالية والمعيشية السائدة في البلد او انها مصابة بداء "المثقبيات " الإفريقي البشري، المعروف بمرض النوم، وهو مرض طفيلي خطير، يسبب اضطرابات عصبيّة حادة أو الموت في كثير من الأحيان..
ترى هل ان مرض النوم الذي تعيشه الهيئة العامة للضرائب ، منعها من الاستماع الى مبادرات التكافل الاجتماعي ، وخطوات البنك المركزي العراقي الذي اسس صندوقا للتبرعات ، وقيام مصرفي الرافدين والرشيد بإيقاف الاستقطاعات من العديد من شرائح المجتمع ذات الدخل المحدود ، مساهمة في التقليل من آثار وتداعيات رعب فايروس كورونا .. اين موقفها من آلاف بل مئات الألاف من اصحاب المحال التجارية والبيوت والعمارات .. لم نسمع انها اصدرت قرارا ، بإيقاف الاستقطاعات الضريبة عنهم ، فجميع المشمولين بالضريبة عُطلت اعمالهم ، وتوقفت سبل معيشتهم .. متى تستيقظ الهيئة من سباتها ، وتعلن اعفاء المستحقات الضريبية بقرار رسمي يُعلن على الملأ ، فالمواطن هو الان في حرب غير متكافئة مع مرض لعين ، شمل العالم اجمعه ، والمفروض ان تفك هيئة الضرائب قيد الشبح الضريبي عنه ، وتعلن سنة 2020 سنة خالية من الضرائب بكل صنوفها ..
على هذه الهيئة ، ومن على شاكلتها من الدوائر الاخرى ، الادراك إن ما يمكن فعله كثير، والمطلوب فقط بذل الجهد لإخراج ذلك الخير من القول إلى الفعل، فمشاركة الجميع في تحمل المسؤولية، والمساهمة في إيجاد الحلول والتخفيف من المعاناة التي شملت المواطنين جميعاّ ، هو القرار الصائب في عبور الازمة .
في فترات المحن والمصائب تُختبر المبادئ والشعارات الانسانية ، وتوضع معاني الأخوة والتضامن على المحك ، وعند ذاك يظهر الصادقون من الكاذبين، ويتميز الأوفياء عن المتنكرين العاجزين عن فعل الخير، المتأخرين عن القيام بالواجب..
الى هيئة الضرائب اقول : صح النوم .. ملايين الناس بانتظار قراركم .. . سنة 2020 بلا ضرائب !
443 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع