حاوره : أحمد الحاج
حوار مع الدكتور احمد رعد عن وباء كورونا المستجد
يواجه العالم اليوم من أقصاه الى أقصاه وبمزيد من القلق والترقب جائحة وبائية خطيرة للغاية هي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية تماما كما وصفتها ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية ،عقب إدخال نجلها وولي عهدها الأمير تشارلز الى المحجر الصحي ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ،وللمرة الثانية الى المستشفى ومن ثم الى العناية المركزة من جراء الإصابة بكورونا المستجد (كوفيد – 19) ووفاة والدة المدير الفني لنادي مانشستر سيتي الانجليزي، جوسيب غوارديولا بالوباء ،علاوة على إصابة عشرات الساسة ورجال الاعمال والمشاهير في مختلف المجالات بالداء،هذا الوباء الاشتراكي الذي وعلى ما يبدو بأنه لا يستثني أحدا قط ، وبات يتنقل بين القصور العامرة والعشوائيات القذرة ،ما أن يترك أميرا حتى يصيب فقيرا ،ولا يغادر كبيرا حتى يدهم صغيرا مصيبا بذلك الفقراء والأغنياء على حد سواء لايفرق بين طائفة ولا عرق ولا لون ،الا أن الملاحظ ومنذ بداية الأزمة هو ذلك الخلط العجيب لدى عموم الناس بين الفايروسات والطفيليات والبكتيريا ،إضافة الى كم الهرج بشأن طرق وأساليب العلاج والوقاية من الفايروس،وبعيدا عن تفسير أسباب ظهور الوباء وإنتشاره في بقاع العالم ، وبعيدا عن نظرية المؤامرة وعن المتسبب في ظهوره وإنتشاره ،أميركا أم الصين ، ولوضع النقاط على الحروف ، وتفصيل بعض المجمل ، توضيح جانب من المشكل ، ولإماطة اللثام عن وجه هذا الكائن غير المرئي القبيح الذي أطاح بدول عظمى تتصدرها ايطاليا ،فرنسا ،اسبانيا،المانيا ،اميركا، بريطانيا بظرف أسابيع قليلة مهددا بتغييرالنظم والقوانين وإعادة صياغة الدساتير وكما وصفه ثعلب السياسة الاميركية هنري كيسنجر،في مقال بصحيفة “وول ستريت جورنال” قائلا ، بأن “جائحة كورونا ستغير النظام العالمي للأبد وأن الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي أطلقها قد تستمر لأجيال عديدة” ولسبر أغوار الفايروس ،التقينا الدكتور احمد رعد رشيد ،المتخصص في علم الأحياء المجهرية البيطرية ،ليضيء لنا بعض الجوانب التي عتمت وأشكلت على الناس وبادرناه بالسؤال الأول :
* ماهو الفرق بين الفايروسات والطفيليات والبكتيريا ،وهل كلها داخلة ضمن ما يعرف بالمايكروبات وحبذا لو تذكر لنا نماذج معروفة عن كل منها ؟
– الفرق بين البكتريا والفايروسات أنها تختلف من الناحية البايولوجية ، فالفايروسات لايمكن القضاء عليها من خلال المضادات الحيوية على النقيض من البكتريا التي يمكن علاجها بواسطة المضادات الحيوية ، أما مع الفايروسات فنستخدم اللقاحات للوقاية منها على سبيل المثال اللقاح ضد شلل الاطفال ولقاح الانفلونزا ، وبإختصار فإن الطفيليات هي كائنات تتخذ من كائنات حية أخرى موطناً لها وتتطفل عليها كالديدان المستديرة، والديدان الدبوسية ، والشريطية ، والبورتوزوا،وأمثالها ، أما البكتيريا فهي كائنات حية دقيقة تتكون من خلية واحدة ومن أخطر الأمراض التي تسببها السيلان ، التهاب السحايا ، الالتهاب الرئوي،التسمم الغذائي وغيرها .
*كيف تتطور الفايروسات كل 10 سنين كما يشاع ، وكيف تحولت الكثير من الطفيليات والبكتيريا الى مقاومة لأشد المضادات الحيوية فتكا ؟
– الفايروس عادة ما يغير من هويته ،وهذه الفايروسات تُقسم إلى عدة أنواع بالإعتماد على أسس مختلفة تتضمن شكلها ونوع الكائن المضيف ونوع الحمض النووي الذي تحمله، فأما أن يكون (DNA) أو (RNA) ، ونشير هنا الى أن الانفلونزا تتطور وتوجد فيها عدة عتر ،ومنها مايصيب الانسان والحيوان ومنها مايكون شديد الإمراضية مثلا العترة ( H5N1) التي تصيب الدواجن ،ومنها قليلة الإمراضية مثل ( H9N2) والتي أكملت دراستي للماجستير عليها ، فعندما أجريت اختبارات حول إصابة الحمام البري والحمام الداجن لعترة محلية معزولة وجدت أن الحمام عامل يقوم بنقل هذه العترة ويصاب بها وقد ظهرت الأعراض السريرية على الحمام الا انه لم يتسبب بأية هلاكات وتم تشخيصها بالفحوصات المصلية والنسيجية !
الباحثون عموما يعتمدون على دراسة التركيبة الوراثية والجينية للفايروس بما فيها كورونا ،حيث يتم أخذ عينات من المرضى ممن تم إصابتهم بـ كوفيد -19 ، ويشير العلماء الى أن إكتشاف لقاح ضد الكورونا يتطلب من 12 – 16 شهرا وذلك لإيجاد اللقاح المناسب والفعال ضد الفيروس وتؤكد التقارير أن الدراسات على السلسلة الجينية للفيروس مازالت مستمرة وقائمة على قدم وساق .
* لقد أعلن مؤخرا عن إصابة النمرة نادية، وهي أنثى نمر في حديقة حيوان برونكس في نيويورك، بما يمثل أول إصابة لحيوان يتم رصدها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) فما مدى إنتقال الوباء من الإنسان الى الحيوان والعكس بالعكس ؟
– بخصوص أنثى النمر وإنتقال الوباء من الإنسان الى الحيوان فبحسب التقرير الذي نشر لا يوجد دليل حتى الآن على إصابة أي شخص بكوفيد 19 فى الولايات المتحدة عن طريق الحيوانات بما فى ذلك الكلاب الأليفة والقطط ، وهذه هي وجهة نظر المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الصحة العالمية (WHO) ، وقد أكدتا بأنه لا يوجد دليل على أن الكلاب أو القطط الأليفة يمكن أن تنقل الفيروس .
والمثير للاهتمام بأن النمرة أظهرت علامات سريرية تتوافق مع Covid-19 الذي يصيب البشر حيث ظهرت عليها أعراض السعال الجاف برغم عدم وجود دليل علمي على ذلك وهذه هي المرة الأولى التي ينقل فيها شخص مصاب المرض الى الحيوان . ولكن عموما فمن غيرالمعروف حتى الآن كيف سيتطور الفيروس في الحيوانات مستقبلا .
*هل الفايروس كوفيد – 19 برأيك قد انتقل من الحيوانات -الخفافيش أو الأفاعي – الى الانسان كما أشيع بداية ، أم أنه تصنيع مخبري صيني أو أمريكي داخل ضمن الحرب البايولوجية ،ولماذا برأيكم و ماهي أبرز أعراض الإصابة بالوباء ؟
– يُعتقد أن الفايروس قد نشأ في الحياة البرية وإنتقل إلى البشر عبر سوق الحيوانات الحية في مدينة ووهان الصينية ولكن وبحسب تحليل مختلف جينومات الفايروس فإن العلماء يعتقدون بأن منشأه هو الخفافيش بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية ،أما عن أبرز أعراضه فتتمثل بإرتفاع درجات الحرارة والسعال الجاف وضيق التنفس، التعب ،سيلان الانف،التهابات الحلق،وفقدان حاستي الشم والذوق ومدة حضانته 14 يوما .
* أوجز لنا أهم وسائل وطرق الوقاية من الوباء القاتل، والوقاية كما يعلم الجميع هي خير من العلاج وكما قال أجدادنا قديما “درهم وقاية خير من قنطار علاج ” .
-الوقاية من الفايروس تتمثل بالمكوث في المنزل وعدم الخروج منه الا للضرورة القصوى وإرتداء الكفوف والكمامات والإبتعاد عن التجمعات البشرية قدر الإمكان والحرص على جعل مسافة آمنة بينك وبين الآخرين ، إضافة الى غسل اليدين المتكرر وبصورة منتظمة بالماء والصابون ،فضلا على الإبتعاد عن بعض السلوكيات المجتمعية كالمصافحة والمعانقة والتقبيل ،على الأقل حاليا لحين زوال الوباء ،ولايفوتنا التذكير بآداب العطاس والسعال وضرورة وضع المناديل على الفم والانف خلالها ورميها في سلة المهملات بعيد إستعمالها .
* منذ انتشار الوباء ومواقع التواصل تضج بوصفات علاجية شعبية بعضها أسطورية وبعضها تتحدث عن دور البصل والثوم والجرجير والعسل والعدس والحبة السوداء ونحوها ،فما صحة ذلك برأيكم ؟
– البصل والثوم والعدس والبرتقال والخضار والفواكه عموما لها فوائد في تقوية الجهاز المناعي فهي تعمل على رفع مستوى المناعة وتقوية الجهاز المناعي لدى الانسان ولعل هذا ما يدفع الناس للحديث عن فوائدها بإستمرار .
* نصيحة أخيرة للجميع وقاية من كورونا وسائر الجائحات الوبائية.
– قطعا إن الالتزام بالحجر المنزلي هو أسلم طريقة للوقاية من فايروس كورونا كونه فايروس مستجد وفي طي الدراسة والبحث العلمي الدقيق داخل المراكز والمختبرات البحثية العالمية ، وأشدد هنا على ضرورة إتباع التعليمات والارشادات الصحية الصادرة من الدوائر والمؤسسات الصحية حفاظا على السلامة الشخصية والعامة وأتمنى للجميع موفورالصحة ودوام السلامة .
تأبطت أوراقي شاكرا للدكتور أحمد رعد ، المتخصص في علم الأحياء المجهرية البيطرية جهده على ما أفاض به علينا من معلومات طبية قيمة عن وباء كورونا المستجد وأشباهه ونظائره والحديث عن الطفيليات والبكتيريا ، وفيما كنت أستنشق الهواء الذي بدا أكثر نقاء من سابقه بغياب الملوثات الصناعية نتيجة الحظر الشامل للتجوال واذا بملوثات فكرية تخبث مزاجي الرائق ساعتها حين تنامى الى سمعي وبرغم تأكيد منظمة الصحة العالمية على عدم وجود علاج ناجع لكورونا حتى الان ، مفاده ،أن ” أستاذ علم الميكروبولوجي نائب رئيس جامعة حلوان ،الدكتورة ابتسام حماد ، زعمت بأن ” المش والجعضيض والجرجير” هي سلاح فتاك ضد كورونا ،واصفة إياها بأنها “غذاء الفقراء “، فقلت في نفسي”أخشى أن يزاحم رجال الأعمال والأغنياء والساسة وبعد ترك المشوي والمحشي هذه المرة ،الفقراء على طعامهم كما زاحموهم قبلا على – بناطيلهم الممزقة والمرقعة – فصار البنطال الممزق أغلى من سواه ، ليتحفنا بعدها رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي المصري للتغذية، الدكتور مجدي نزيه،في لقاء متلفز بوصفة علاجية أخرى سبق أن إستعملها الفراعنة قبل الآف السنين على حد وصفه متمثلة بوجبة “الشلولو” وهي عبارة عن ملوخية جافة بالثوم والليمون لمواجهة كورونا وتقوية جهاز المناعة ، ولاريب أن رواد مواقع التواصل قد أساؤوا فهم المختصين وحولوا كلامهما الى موضع للنقد اللاذع والسخرية ما دفعهما لتوضيح اللبس في لقاءات جديدة ،مشددين على ،أن الحديث كان يدور حول تقوية جهاز المناعة عموما وهي أساس الوقاية من الأمراض والأوبئة ولم يكن الحديث منصبا على إكتشاف لقاح جديد غير مكتشف من قبل لإتقاء شر كورونا ! اودعناكم اغاتي
1092 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع