صباح خليف
اليوم سأقص عليكم سالوفة (قصة) حصلت لي في بغداد
٥ حزيران عام ١٩٦٧ ... صباح ذلك اليوم وانا في عمر ١٧ عاما ذهبت الى مديرية أمن ( شرطة ) بغداد ومعي مرافق شخص مسلم اسمه جاسم كان يشتغل رئيساً للعمال في مطبعة الزوراء في شارع المتنبي لصاحبها والدي الله يرحمه ويحسن اليه ... ذهبنا انا وجاسم الى المديرية لكي احصل هناك على تقرير عدم المحكومية الذي تطالب به دائرة السير في بغداد لكل من يود ان يحصل على رخصة سواقة هناك ... انا وجاسم لم نكن نعلم صباح ذاك اليوم المشؤوم أن حرب الأيام الستة بين اسرائيل والدول العربية كانت قد بدأت..
ذهبنا الى مديرية أمن بغداد وصعدنا الى الطابق الثالث لكي احصل على هذا التقرير ... بعد انتظار حوالي الساعة دخلنا عند ضابط شرطة برتبة مقدم وسال سبب مجيئنا فقلت أني أودّ الحصول على إجازة سواقة ولا يمكنني ان احصل عليها بدون تقرير او إثبات عدم محكومية أي ان ليس لدي أي سوابق او مشاكل عند الشرطة (حيث كنت طالبا في الصف الرابع ثانوي في تلك الفترة في مدرسة فرنك عيني وإعدادية شماش)
الضابط تصرف بأدب في البداية وبعد ان سال عن اسمي واسم والدي وجدي وتأكد أني عراقي الجنسية ثم سألني ماذا الذي في يدك ؟ ما هذه البطاقة الصفراء التي معك ؟ قلت له انها وثيقة عدم إسقاط الجنسية العراقية ... ثم عاد فسال " ليش انت شنو ؟ " . قلت وبأدب انا موسوي ... عندما سمع ذلك ترجل ووقف امام مكتبه ... " يعني انت يهودي " اطلع بره ابن الكلب ... ما لقيت لك يوم تيجي الا اليوم ( كان يعرف ان الحرب قد بدأت ) ورجع وعاد على كلامه وبقوة "اطلعععع بره ..." مسكين جاسم خاف اكثر مني وقال لي يلا نهرب وعيون بلا عيون نزلنا الى الطابق الأول وخرجنا من هناك سالمين وبعد ذلك بحوالي ساعة عرفت انا ان الحرب بدأت "ووصلوا الى تل ابيب حسب إذاعة القاهرة" ... وطبعا لم احصل على رخصة السواقة حتى عام ١٩٦٩ عندما تدخل احد أصحاب والدي والذي كان في مركز معين في شرطة السير في بغداد حيث ذهبت اليه وأعطاني رخصة سياقة باسمي وصورتي من غير ان اعمل لا امتحان نظري ولا امتحان عملي ...
هاي كل القصة أرجو ان تعجبكم.
1133 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع