د.منير الحبوبي
عادات سيئه عن الكتاب والسبحه
عندنا بالعراق بالعقود الأخيره للقرن الماضي عادتين غريبتين ولا ادري ان كانتا لحد الآن باقيتين ام لا وهي بالعرف العام اخذ اي شيء من الآخر وعن دون علمه او درايته تسمى بالسرقه الا في حالتين خاصتين وهما ان اعارك احدهم كتاب له او انت دخلت داره او مكتبته ورأيت كتابا وأعجبك فتحاول اخذه ولا ترجعه الى صاحبه او انه اعارك الكتاب لرغبتك بقرائته لأهميته ولكنك تحاول جهد الأمكان العصيان به وعدم ارجاعه الى صاحبه فأن تذكر صاحبه وطالبك به فستجد كل الأعذار للمطاوله وجعله ينسى الكتاب وتكثر من التغليس وقد تحاول اقناعه بأنك ارجعته اليه او فقدته والأعذار كثيره وهي عاده سيئه جدا ولكنها كانت موجوده
هذه العاده وحسب اخلاقنا الدينيه تعتبر سرقه ولكن هؤلاء الذين يقومون بهذا العمل وكأنما في قناعات أنفسهم هي ليست بسرقه بل هي استحواذ وبه فائده كبيره وعظيمه له ويفسر استحواذه هذا بكون صاحب الكتاب راكنه بالمكتبه او لا يقرأ به او موضوعه لا يهم مالكه بل يهمه هو اكثر من صاحبه او ان صاحب الكتاب عنده مئات او الاف الكتب في مكتبته الشخصيه فلا يؤثر عليه ان نقص كتاب واحد منها وحيث نحن اصدقاء وشبه اخوه فأذن لا حرام بالأستيلاء عليه
هذه الحكايه احببت ان اسردها لأنه عندنا بالعراق ولحد الآن اسواق بيع الكتب كسوق السراي قديما ببغداد وبعض المكتبات في مدن مختلفه فبعد التعزيله صاحب المكتبه يغلق المحل ولكن يترك مئات الكتب خارج المكتبه وهذا يذكرني بالمقوله الشهيره القارئ لا يسرق والسارق لا يقرأ وحسب معلوماتي من اصدقاء ذكروا لي انهم قديما حينما يمرون بالشارع امام هذه الكتب قبل الساعه الثامنه صباحا وقبل الذهاب الى عملهم وكالعديد من الماره تراهم يفتحون هذه الكتب ويتصفحونها ويقرؤنها ثم يضعونها في مكانها, وذكر لي للطرفه احد المعارف وهو صديق لصاحب مكتبه وان اولاد صاحب المكتبه يوما اسروا الى والدهم بأنهم عدة مرات حاولوا سرقة بعض الدريهمات من صندوق الدخل لأبيهم فلم يجدوه فأشار لهم بانه يحفظالنقود او الدخل داخل كتاب محفور من الداخل وحيث انهم لا يقرؤون فلهذا هم لم يعثروا على الدخل ابدا
هذه العمليه من الأستحواذ ان سمح لي ان استعيض عنها بدل السرقه تنطبق على حال السبح ايضا اي ان العراقي حينما يتواجد مع صديق بالشارع او في زياره بالبيوت او بالجامع او بزياره للعتبات المقدسه او في عزاء او قهوه فتراه يسمح لنفسه طلب السبحه من اخيه او صديق مجاور له بالمجلس والآخر لا يرفض طلبه لأنه لا يحمل معه سبحه وكمبدأ او تعريف للمسبحه فهي من اسمها تستخدم للتسبيح بذكر الله فهو اذن لا يبخل بعمل المعروف ولا يرفض ولكن المشكله ان الذي استعارها احبها ورغب بها ولأنه يريد ذكر اسم الله وعمل شيء جيد فيسمح لنفسه اخذها وعدم ارجاعها الى صاحبها وسيحاول كما ذكرنا مع الكتاب بكل الطرق ان يجعل الآخر ينسى السبحه وبالتالي يحتفظ بها
ومن منا لم يسمع بالعباره" تگبل" حيث ترى مثلا صديق يعجب بسبحتك ويقول لك انها جميله وجيده فأنت خجلا من قبلك ولان نفس الآخر بها فتقول له تگبل وتريد اعطاؤه اياها عن مضض ولكن دائما الطرف الآخر يتشكر منك هذا الخلق الرفيع بأهدائه السبحة اليه
هنا احببت ان اعرج ونحن بأجواء رمضانيه ان عالم السبح عالم جميل وهي من انواع مختلفه منها متكونه من 99 حبه وهي عدد اسماء الله الحسنى وأخريات من 33 حبه وتسمى بالسبحه الثلثيه وهناك السبحه الألفيه التي بها الف حبه وتكون طويله جدا والسبحه ام 99 حبه يكون عدد حباتها الكلي هو 101 حيث يوجد 2 حبه على شكل قرص تختلف عن حبات السبحه وهاتان الحبتان تتواجدان عند نهاية كل 33 حبه ونسيت اسمهما وخيط السبحه يكون خيط قوي لا ينقطع بسهوله ويسمى بالستلي وفي نهاية السبحه يوجد ما يسمى بالشاهون او الشاهول او الشاهود اي هو الذي يشهد على التسبيح بأسماء الله الحسنى
وحجر حبات السبح يكون بأنواع مختلفه منها من حجر الكهرب ومنها من اليسر ويكونان ذوات رائحه عطره جدا وبفرك وتلامس الحبات بين بعضها البعض وبفعل الكهربائيه الأستاتيكيه المستقره نرى اشبه بلمعان او بريق ضوء منها وخاصة من مسبحة الكهرب ان لم اخطأ والله اعلم وللتأكد من ان السبحه فعلا من الكهرب فترى العرفين بها لأختبارها يغلقون عليها الكفين بشكل محكم لكي لا يصلها الضوء الهارجي ويت فرك حبات السبحه مع بعضها ومن ثم يعمل فتحه صغيره باليد ويترقبون بالعين عبرها للداخل لرؤية الضوء البراق منها
وهناك مسابح حباتها او خرزها مصنوعه من العاج اي سن الفيل وقسم من احجار كريمه كالفيروز ومن المرجان ونوع اخر من المسابح تسمى بالسندلسي وهو رخيص الثمن نوعما ويوجد باي زهر ومن العقيق ويوجد من الخشب وبالذات خشب شجر الزيتون وهي سبح رخيصه جدا ويفضلها المتصوفون والزاهدين والدراويش ويضعونها قرب رأسهم عند النوم ولكي لا انسى فالنهايه خلف الشاهود يوجد بكله او مجموعة خيوط قصيره تسمى ب "الكركوشه" والأغنياء والموسورين تكون كركوشة سبحهم مصنوعه من اسلاك ذهبيه
وبالعقود الأخيره لاحظنا ظهور سبح حباتها حديديه او معدنيه يقتنيها الشباب ولكي لا انسى فعموما حبات المسابح الثلثيه يكتب على كل حبه ثلاثة اسماء من اسماء الله الحسنى وبالتالي مجموع الأسماء بعد ان يتم التسبيح ثلاث مرات لكل سبحه يكون العدد الكلي هو 99 وأختم بالقول ان البعض من الحبات للمسابح تكوم مفضضه اي موضوع داخلها الفضه لكي تقوي وتثقل نسبيا حبة المسبحه والتسبيح يكون ثلاثاً وثلاثين مرّة، والتكبير أربعاً وثلاثين مرّة، والتحميد ثلاثاً وثلاثين مرّة، فيكون مجموعها مائة، والمِسْبَحة لدى اليهود لا فَرْق بينها وبين مسابح المسلمين، إلّا أنّها تختلف في عدد الحبّات، حيث تتكوَّن من 45 حبّه,
ويجب ان لا انسى ان اذكر انه قديما الكثير من الناس يستخدمون السبحه لعمل الخيره اي عندما ينوي احدهم لأجراء عمل ما مثلا كالسفر او الزواج او ينوي عمل تجاري او اي شيء مهم بحياته فتراهم يعولون كثيرا على الخيره بالمسبحه واعتقد كلنا يلاحظ في الكثير من الجوامع تعمل الهيئات المشرفه عليها على وضع العديد من المسابح الخشبيه الرخيصه وتعلق بجدران المسجد للتسبيح
ختاما دعواتي بهذا لشهر الجليل المبارك شهر رمضان بالصحه والعافيه لكل الصائمين ولكل بني البشر بالصحه والعافيه وتنتهي هذه الغمه مع مرض الكورونا والف الحمد لله والشكر ورمضان كريم
1099 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع