د.طلعت الخضيري
أجدادنا العرب على جزر البحر الأبيض المتوسط
ألمقدمه : من المعلوم إنها فتوحات إسلاميه ،وبما أن العرب هم أول من حملوا رايه الإسلام ونشره حتى اليوم في أرجاء العالم فإنني وددت أن أكون منصفا وكتبت عنوان المقاله بإسمهم وأنا أعتز أن أكون مسلما وقد ابتعد العالم اليوم عن الحروب الدينيه وترك الحريه لجميع الأديان بممارسه طقوسها والتآخي مع الآخرين ،
كما يجب أن ننصف التأريخ ونصف وقائعه بصدق وتسامح فمثلا يذكر التأريخ بمقالتي هذه صفحه مشرفه للخليفه الأموي معاويه بينما هو الضد في انشقاقه عن الخلافه الشرعيه المعلنه في المدينه المنوره وعن الخليفه الشرعي ألإمام علي رضي الله عنه بل ومحاربته ،لذا أتمنى أن يتقبل مني القارىء الكريم ماكتبته وهو نقل ماكتب عن حقبه كانت قبل قرون مضت.
ألمقاله
بدأ العرب، تحت رايه (دوله ألخلفاء الراشدين) ، وفي عهد الخليفه عثمان بن عفان ، نشاطهم العسكري البحري ، وهدفهم ألقضاء على أوكار ألقوات الروميه في ثغور وموانىء الساحل الشرقي للبحر، والتي استعصت عليهم أو استرجعتها الإمبراطوريه الروميه بعد أن افتتحها العرب لأول مره, وكذالك الجزر الواقعه قباله السواحل الشرقيه للبحر ،والتي تحصنت بها بقايا جيوش الروم.
كان الخليفه عمر بن الخطاب قد نهى الولاه عن ركوب البحر، لعدم خبرتهم في القتال البحري،وعلى هذا الأساس كانت السيطره الفعليه هي للدوله البيزنطيه على ذلك البحر, وهذا ما جعل الخليفه أن يؤدب العلاء بن الحضرومي والي البحرين ، الذي ركب البحر دون إذنه في الخليج العربي ،وحارب ، فعرض المسلمين للهلاك سنه17 هجريه الموافقه سنه638 م ، كذلك نهى الخليفه عمرعامله على الشام معاويه عن ركوب البحر.
ولما توفي عمر، وانتقل الأمر إلى الخليفه عثمان ،أذن لمعاويه بركوب البحروقتال الروم، إذ كان البيزنطيون قد استرجعوا بعض السواحل في نهايه عهد عمر، فأعاد معاويه فتحها بعهد عثمان، كما استطاع فتح طرابلس الشام لأول مره ،وكان هدف معاويه فتح الجزر المواجهه لساحل الشام ومصر، وتحويلها إلى قواعد لمواجهه بيزنطه في البحر المتوسط ، فاتجه نحو قبرص سنه 28 هجري الموافق 648م ،فكان ذلك أول غزو بحري عربي ضد البيزنطيين، ودخل جيش الخليفه عثمان الجزيره ، ودارت معركه مع سكانه، فانتصر الجيش العربي، وكان ذلك الأسطول الذي أعده معاويه أول أسطول يحقق فتحا بحريا بتاريخ العرب.
قام معاويه بمعظم النشاط البحري حتى نهايه عصر الخلفاء الراشدين ،فتمت السياده العربيه على سواحل البحر الأبيض من طرابلس الشام إلى قرطاج, وتم احتلال جزر أرواد وقبرص ورودس وانتزعوا السياده البحريه على القسم الشرقي من البحروذلك قبل نهايه العصر المذكور.
وابتداء من العصر الأموي في سنه 40 هجري(661م)استمرت سيطرة العرب على مياه البحر ، وبجهد الخلفاء الأمويون فيما بعد ، إكتملت السيطره على معظم مساحه البحر ، وأنشأ العرب الأساطيل ودور بناء السفن التجاريه والعسكريه، وأصبحت تونس ومدن سواحل مصر والشام قواعد بحريه لأساطيلهم.
وقام العرب بعده بمحاولات لحتلال العاصمه الروميه ألقسطنطينيه ووصلوا إلى مشارفها بدون تمكنهم من إحتلالها.
وبعد سقوط الدوله الأمويه، قلت إهتمامات الخلافه العباسيه في بغداد باستثناء خلافه هارون الرشيد ألذي أقام قائدا لسواحل الشام ومصرهو(حميد بن معيوف) سنه 190 هجري(806 م)واهتم بشؤون البحر ودور الصناعه والأساطيل.
بعد وفاه الرشيد ،تلاشى إهتمام الخلافه بشؤون البحر الأبيض المتوسط، وانتقلت مسؤليه الدفاع عن شواطىء البحر إلى سكان تلك المناطق وولاتها ، فأصبح ساحل البحر من مسؤوليات الدول المغربيه في شمال أفريقيا، والدوله الأمويه الأندلسيه ،وخلال هذه الفتره تمت فتوحات جميع جزر البحر كصقليه وكورسيكا (قرقشه)و ساردينيا(سردينيا)وإقريطش(كريت) ومالطه والجزائر الشرقيه(جزر الباليار) شرق إسبانيا، وأغار البعض على سواحل جنوب فرنسا وإيطاليا ووصل بعضهم حسب الكتاب السويسريون إلى سويسرا وسيطروا على بعض أجزائها لفتره ما تقارب التسعون سنه.وفي العصر الفاطمي أخذت الدوله الفاطميه تضعف وتتراجع قوتها، فتم خساره تلك الجزر تدريجا ,وبسقوط دوله الأندلس ،سقطت معها سياده العرب ومن ساندهم من المسلمين على الجزرالشرقيه(ألبالايار) وبقيه الجزر ،وتلى ذلك العهد عهد الإمبراطوريه العثمانيه وتوسعها.
ألمرجع: الموسوعه ويكوبيديا
كتاب(ألعرب أجدادنا) ألكاتب السويسري أولزمر
كتاب الكاتب السويسري ساندو عن تواجد العرب في سويسرا
645 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع