بيلسان قيصر
نُزعوا الكاظمي قبل ان يُنزعهم
قال بعض السياسيين والصحفيين وعدد من نواب العراق: لا تسيئوا الظن، اعطوا الكاظمي فرصة لإثبات جدارته، وقد حددها المخبول مقتدى الصدر بمائة يوم، مع معرفتنا بأنه طوال السنوات القادمة كان رحم العملية السياسية لا يولد الا الساقطين والفاسدين، والكاظمي جاء من نفس الرحم الوسخ، فكيف سيتحول الى مصلح في ظروف تعد الأخطر في تـأريخ العراق.
خلال أقل من شهر تميزت حكومة الكاظمي بمؤشرات خطرة جدا، فبدلا من أن يحيل وزراء حكومة عادل عبد المهدي الى القضاء بسبب ملفات الفساد، قام بإحالتهم الى التقاعد! وهذا أمر في غاية الحمق، لأن صلاحية إحالة الوزراء ورئيسهم من صلاحية رئيس الجمهورية وليس صلاحية رئيس الوزراء اللاحق. الطريف ان حامي الدستور لم يعترض على هذا الخرق الدستوري! ليس غريبا على الرئيس برهم صالح، فقد أهين عدة مرات من قبل زعماء الحشد الشعبي، وهددوه بالطرد، وارسلوا طائرات مسيرة فوق مقره الرئاسي، ولكنه مع كل هذا لم ينبس بكلمة، المهم حامي الدستور ساكت كالقبور، يقال أن من بلع الإهانة لمرة، سيفسح المجال لبلع إهانات قادمة. وربما في المرة القادمة سيتحول خده الى ميدان صفعات لزعماء الحشد، ومؤخرته الى ميدان ركلات موجعة.
كانت زيارة رئيس الوزراء الكاظمي الى مقر الحشد الشعبي ضربة قاصمة للمتظاهرين، فقد أطاح الكاظمي بكل آمالهم ، بل جاء على العكس من كل الشروط التي وضعوها، فهو امريكي الجنسية، وكان رئيسا لجهاز المخابرات، وقتل عدد من المتظاهرين خلال حكمه القصير في بغداد والديوانية وجرح غيرهم، ولم يلقي القبض على أي فاسد، او اي إرهابي ممن قتل المتظاهرين واعتدى عليهم.
فقد إلتقى بزعماء ميليشيات الحشد الشعبي التي حصدت رقاب المتظاهرين، ووعد بمساعدتهم والإنفاق عليهم، ولجم لسان كل من يتحدث عنهم، لكنهم أنزعوه ملابسه قبل أن ينزع سلاحهم، وألبسوه بدلة العمالة والخزي رغما عن أنفه، وهي حالة لم تحدث في تأريخ الشعوب؟ في الحقيقة وجود الكاظمي وسط الإرهابيين اشبه بوقوف البغايا وسط قوادتهم
زعم الكاظمي ان حكومة عادل عبد المهدي لها انجازات، ولكنها ظُلمت، ولم يحدد لنا من ظلمها؟ فمجلس النواب كان اخرسا طول حكومة عبد المهدي، وحامي الدستور قابع في مقره لا حس ولا خبر، والقضاء والمدعي العام ما زالوا في نومهم العميق،، فمن يا ترى ظلم عبد المهدي، وكيف تحول الظالم الى مظلوم؟ ربما ظلمه المتظاهرون لأنهم لم يشبعوا شهوته الدموية، فألف شهيد وثلاثين ألف جريح ومعوق، لا تفِ بإشباغ رغبة أسياده المسعورة في ولاية الفقيه.
ربما يقصد الكاظمي بالإنجازات، خدمة الجانب الايراني بإعفاء زوار العتبات الشيعية من رسوم سمات الدخول، والتبرع بشط العرب، وإغراق العراق بالبضائع الايرانية، والفساد الذي شمل كل الوزارات، وحرائق المزارع، والإنحناء أمام الولي الفقيه على حساب الدول العربية، وجعل العراق ساحة للصراع الامريكي الايراني، وتمويل ايران وكسر الحصار عليها من خلال مزاد بيع الدولار، وبيع النفط الايراني بسفن تحمل العلم العراقي، وفتح الحدود والمنافذ العراقية أمام حاملي فيروس كورونا القادمين من ايران، وإغراق العراق بالعملة المزورة والمخدرات القادمة من ايران، وعقد اتفاقية مع الصين لا أحد استطاع ان يكشف الغازها. عن أي منجزات تحدث الكاظمي يا ترى؟
هناك بعض الأسئلة المهمة.
1. اذا كانت حكومة عادل عبد المهدي حكومة منجزات، فكيف يقول الكاظمي انه تسلم خزينة شبه خاوية؟ هل هذا أحد منجزات حكومة عبد المهدي؟
2. إدعى الكاظمي ان الأحزاب أعطته الحرية في اختيار وزرائه، لكن في مقاله الاخيرة المنشور في عدة صحف شكى من تدخل الأحزاب السياسية في فرض شروطها عليه في إختيار كابينته الوزارية.
3. شكل الكاظمي لجان أمنية لمعرفة من قتل المتظاهرين، لكن هل يجهل رئيس المخابرات والذي شغل المنصب لمدة ست سنوات من قام بقتل المتظاهرين فعلا، كما يقول المثل، إذا أردت أن تميت قضية ما شكل لجنة بصددها، اين نتائج لجان سقوط الموصل وسبياكر وقتل متظاهري الفلوجة والبصرة والمئات غيرها؟
4. زيارة الكاظمي الى الحشد الشعبي، وجلوسه بين امراء الإرهاب ابو فدك واللامي يعني الفصل الأول والأخير من مسرحية ملف القتلى والمغيبين والمختطفين والمغتالين. الكاظمي هو جزء من منظومة الإرهاب التي فتكت بالمتظاهرين.
مثلما نقوم بغسل أيدينا بسبب فيروس الكورونا، أقول للعراقيين: اغسلوا أيديكم من حكومة الكاظمي، فوعوده هواء في شبك، والأيام بيننا.
طلقة طائشة
إن عودة البنك المركزي لفتح مزاد العملة ـ علما ان الميزانية خاوية، والعوائد النفطية انخفضت بشكل كبير، مما يعني شحة الدولار، وان المزاد مخصص اصلا لمساعدة ايران للحصول الدولار في ظل الحصار الامريكي ـ انما يعني ان مدير البنك المركزي قد أقسم بحياه الهه الخامنئي أن ينشف العراق من العملة الأجنبية، ويرطب البنك المركزي الايراني.
بيلسان قيصر
البرازيل
مايس 2020
1161 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع